السلام عليكم ورحمة الله..
من منطلق حرص الإسلام البالغ على سلوكيات الفرد المسلم تجاه الآخرين.. من حسن المعاملة وما إلى ذلك.. اهتممت بوضع إطار معين لتصرفاتى مع أبناء مجتمعى.. ابتداءً من المراحل العمرية التى بدأ فيها تحديد معالم شخصيتى.. من سن المراهقة تقريباً وحتى الآن فأنا في الثالثة والعشرين.. البعض يرى أن في ذلك مثالية زائدة.
ولكني لا أرى ذلك لأنه من صميم ديننا.. المهم أني بدأت أصطدم بالواقع.. فمثلاً يطولني بعض الأذى إذا حرصت على ألا أجرح مشاعر أحد.. والناس يظنونني ساذجة ليس بمقدوري الدفاع عن نفسي فيستغلون ذلك في معاملتي بطريقة غير لائقة.. حتى الخدم والباعة مثلاً.. وآخر ما تعرضت له من مواقف على يد شيخي الذي يعلمني القرآن.
فهو يعامل كثير من الأشخاص الذين يتعلمون لديه باحترام بالغ.. حتى وإن كان سنهم ليس كبيرا.. أما أنا فمن أول يوم يصيح في وجهي ويعاملني معاملة سيئة، بلا سبب.. لأنه لم يكن قد تكون لديه خلفية عني بعد.. وحتى بعدها لم يتغير شيء.. واستنتاجي لذلك هو أني لست من هؤلاء الذين يردون بجرأة أو لايهمهم فارق السن بينهم وبين من يتحدثون إليهم وما إلى ذلك.
لقد وضعت في اعتباري عند التزامي بهذه الشخصية كثيرا من الأشياء.. كقوله تعالى (وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما).. وقوله تعالى (وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه و قالوالنا أعمالنا و لكم أعمالكم سلام عليكم لا نبتغي الجاهلين) وقوله -صلى الله عليه وسلم- (أقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا) و(وخالق الناس بخلق حسن) .. لست نادمة أبدا ولكن كيف أمسك العصا من النصف... أرجو من حضرتك توجيهي إلى كيفية التعامل مع ذلك الشيخ الغريب الأطوار.
هل الصراحة، أم التجاهل، أم ماذا؟؟ برجاء الرد على رسالتي لأني أحتاج إلى رأيكم بشدة.
والسلام عليكم
5/11/2023
رد المستشار
وأين اطلبوا حوائجكم بعزة نفس؟ وأين المؤمن كيس فطن؟ إنه دين أيضا يا ابنتي، ديننا لم يطلب منا الحياء أو الخنوع للدرجة التي تؤذينا نفسيا والحفاظ على تعامل الناس من حولك معك باحترام مطلوب لشخصية المسلم ولذا أقترح عليك عدة أمور
* راجعي أولا تصرفاته فلعلك حكمت عليه في وقت ضيق يمر هو به ولم تكوني على علم به أو أنك حساسة فعلا زيادة عن اللزوم فتتعلمي ألا تأخذي كل شيء على أنه إهانة شخصية أو تستقبلي المواقف الطبيعية بشكل أكثر حساسية
أريدك أن تري بشكل أعمق لماذا يحترم الآخرين دونك؟ هل لأنهم منتظمون مثلا عنك أو يحفظون أسرع أو علاقتهم به تتعدى المعلم والتلميذ كان يكون هناك علاقات شخصية أو عائلية بينهم وتتصوري فقط أن يحترم من يصرخ أمام صراخه
* تحدثي معه مباشرة حين تتأكدي من تعامله الشديد معك أنت بأنك لا تستطيعين الحفظ أو المتابعة حين يصرخ في وجهك وأن هذا يؤلمك منه كثيرا لينتبه لعله غير منتبه
* إذا لم ينتبه أو كان رده غير ما تتوقعينه فخذي موقفا واضحا ولا تتعلمي على يديه فهناك شيوخ كثيرون فلعل خسارته مرة بعد مرة لتلاميذه تجعله يغير من طريقته معك
وفي النهاية أتمنى أن تدركي ما قلته لك في البداية لأنه هو الأهم
واقرئي أيضًا:
الحياء الشرعي والرهاب المرضي
الحياء حين يصبح مرضا!
بين الخجل والحياء: تمشي على استحياء!
فشل في العلاقات؟ أم في تأكيد الذات؟
تأكيد الذات وجاء يا غيناء!