وسواس الكفرية: التكفير بالغسل تطوير! م3
لقد عادت الوساوس
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، آسف على إزعاجكم مجددا أشعر بالإحراج كلما أعود وأطرح تساؤلاتي أرجوكم تحملوني قليلا. أود أن أخبركم ببعض التطورات إذ والحمد لله صرت أتمكن من تجاهل الوساوس بسهولة أكبر بفضل الله، وصرت مواظبا على عباداتي ولاحظت تحسن سعادتي وصحتي النفسية، طورت مؤخرا ردا للوسواس إذ حين يأتيني أبدأ أن أقول أنه وسواس النقاش معه عقيم لن يؤدي بي إلى أي نتيجة فيخف وأتمكن من تجاهله. لكن كالعادة لازالت تأتيني بعض الضربات القوية التي أحس أنها تعيدني إلى نقطة الصفر والعياذ بالله ولهذا فلي بعض التساؤلات:
1- أنا بفضل الله مواظب على صلاتي وقراءة القرآن وما تيسر من العبادات، لكن أحيانا تغلبني نفسي وأقترف ذنوبا-أسأل الله أن يغفر لنا- وفي لحظة اقترافي للذنوب تأتيني وساوس تقول لي أنك لو فعلت هذا الذنب ستدخل النار والعياذ بالله فأقوم بالذنب لأن نفسي هزمتني على الرغم من الوساوس، فهل قيامي بالذنب - وقد أخبرتني الوساوس بأني سأدخل النار - أن فعلته سيجعلني فعلا أدخل النار؟ جعلني التفكير في هذا بعد اقتراف الذنب مرعوبا خائفا وأحس أن الله لن يغفر لي والعياذ بالله.
2- في بعض الأحيان أكون سعيدا قويا ضد الوساوس أعيش حياتي بطبيعية وتستمر هذه الفترة الجميلة لأيام ثم تأتي وسوسة قوية تحطمني وتفقدني الثقة، ثم أتعامل معها ثم أعود لحالتي الطبيعية، ويتكرر الأمر كل مرة فهل هذا طبيعي؟
3- اليوم قرأت دعاءا وحين قراءتي لكلمة الله حاولت استشعار المعنى كي أشعر بالإيمان، لكني لم أحس بأي شيء أحسست وكأني أتعرف على الله كأول مرة، فهل كفرت؟ ثم حاولت استرداد الفكرة الكفرية مجددا لا أعلم لماذا ففكرت فيها عمدا أكرر عمدا فخفت، فهل تفكيري في الفكرة الكفرية عمدا بإرادتي دون تلفظ يجعلني يجعلني أكفر والعياذ بالله؟
4- اليوم أيضا احتلمت في نومي، فهل أغتسل من الجنابة فقط أم أضيف له غسل الدخول للإسلام لما حصل معي في السؤال رقم 03؟
5- أيضا كلما تأتيني فكرة وسواسية أبدأ باستشعار معاني إسلامية إيمانية كي أحس بالإيمان وينشرح صدري واطمئن، هل هذا فعل قهري؟ وأحيانا حين أحاول الاستشعار لا أشعر بشيء، هل هذا مني؟ بل تأتيني وساوس أكثر حول المعنى الذي أستشعره، فأتوقف، فهل هذه وساوس أيضا؟ وكيف حتى أسترجع شعوري بالإيمان ولذة الإيمان وانشراح الصدر؟
أعتذر عن الإطالة وسامحوني على تكرار الأسئلة فأنتم تعلمون طبيعة الموسوسين فليس بيدي حيلة.
جزاكم الله خيرا وجعل مجهوداتكم في ميزان حسناتكم وتقبلها منكم.
16/11/2023
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته يا "Cha" وأهلًا وسهلًا بك على موقعك
1-الذنوب لها عقوبات شرعية محددة، لا تتغير إن ربطت أنت بها عقوبة أشد أو أخف، وقد يغفرها الله ويعفيك من العقوبة كلها. فقولك: إنك ستدخل النار إن فعلت ذنبًا، ثم فعلته لا يدخلك النار.
2-من طبيعة الوسواس أن يخف ثم يشتد، وهكذا....
3-من الصعب أن تستشعر المعاني الإيمانية وأنت موسوس بالكفر، لأنك تحاول التفتيش في داخلك، فلا يتبين لك شيء، وتزداد حيرة ووسوسة
4-أنت لم تكفر بما ذكرته في سؤالك السابق، ولا تحتاج إلى دخول الإسلام مرة أخرى.
وأترك السؤال الخامس الدقيق للدكتور وائل
ويضيف د. وائل أبو هندي، الابن المتابع الفاضل "Cha" أو "شمس الدين" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، واستعمالك ومتابعتك خدمة الاستشارات بالموقع، نرجو أن تقبل اعتذارنا عن التأخر في الرد، وأما الرد على التساؤل الخامس فهو ببساطة نعم كلها وساوس وقهور وعليك أن تكفَّ عن الاستجابة بأي شكل من الأشكال إلا أن تكون استجابتك هي التجاهل مع الاستمرار في فعل ما كنت تفعل وعدم تحاشي مثيرات الوسواس.
في المسلم الصحيح عندما تحدث الوسوسة بالسب أو التشكيك أو غيرها من معاني الكفر أو الشرك (وهي عادة ما تحدث ولو مرة في العمر) فإنه في نفس اللحظة يستحضر مشاعره الإيمانية ورده الرادع للكفر وقد يستغفر الله عز وجل (ليس لأنه أذنب وإنما كاستغفار من يشاهد أو يسمع بالذنب) ويمضي في فعل ما كان يفعل.... وأما في المسلم الموسوس أو المريض بالوسواس القهري فإن ما يحدث هو ما تصفه أنت حين تقول (أحيانا حين أحاول الاستشعار لا أشعر بشيء، هل هذا مني؟ بل تأتيني وساوس أكثر حول المعنى الذي أستشعره، فأتوقف، فهل هذه وساوس أيضا؟) السبب ببساطة أكثر أن ما يستطيع الصحيح فعله بسهولة وتلقائية خاطفة (استحضار مشاعره الإيمانية وردعه للكفر) يعجز عنه المبتلى بوسواس السب الكفري، ويرجع السبب إلى نقيصة عمه الدواخل والوقوع في فخ تفتيش الدواخل (بحثا عن رد الفعل الشعوري المنتظر) ونادرا ما يجده كما ينتظر وإن حدث فمراتٍ في البداية وبعدها يقتحمه الوسواس بالشك فيما يجد فيكرر الاستبطان (أو الاستشعار) فلا يحصل على الطمأنة المطلوبة.
ويبقى لنا تساؤل مهم أن نجيب عليه درءًا لسوء الفهم، ويتعلق بحديث سيد الخلق عليه الصلاة والسلام "لا يزال الناس يتساءلون حتى يقال هذا الله خلق الخلق، فمن خلق الله؟ فمن وجد من ذلك شيئا فليقل آمنت بالله".... وفى رواية أخرى "فليستعذ بالله ولينته". أي أن دواء وساوس العقيدة أن يقول: آمنت بالله. ويكف عن التفكير، وهنا قد يسأل سائل: فما الفرق بين هذه وبين الفعل القهري الذي يفعله الموسوس؟ والحقيقة أنه لا فرق إلا في الأثر الناتج عن قول آمنت بالله، فهي في الشخص الصحيح تنهي الوسواس لكنها في مريض الوسواس القهري تعزز هذا النوع من الوساوس وغيره من الأنواع، ومعنى ذلك أن هذا الحديث الشريف موجه لعامة المسلمين وليس لمرضى الوسواس القهري وهناك حديث آخر ينطبق عليه نفس الكلام وهو حديث "الشيطان يأتي أحدكم وهو في الصلاة فيأخذ بشعرة من دبره فيمدها فيرى أنه قد أحدث فلا ينصرف حتى يسمع صوتا أو يجد ريحا" صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهذا حديث لعامة المسلمين أي الأصحاء والله تعالى أعلى وأعلم.
ويتبع>>>: وسواس الكفرية: التكفير بالغسل تطوير! م5