لماذا نتزوج: وسواس السعادة، ووجع الراس!
وسوسة الاغتسال
السلام عليكم ورحمة الله، في هذه الاستشارة أود أن أسألكم عن موضوع الوسوسة في الاغتسال، فأنا كنت مصابا بالوسوسة في الاغتسال والذي كان يدوم معي نصف ساعة ولكن الحمد لله تمكنت من تقليص المدة إلى 13 دقيقة بفضل إجابات الموقع وخاصة تلك التي تمحورت حول الاستناد إلى نسبة 80٪ من إصابة الماء للجسد والتي كانت مفيدة بشكل كبير، إلا أن الانتكاسة جاءت من الوسواس الذي طرح وساوسه في ما يخص هذه ال 80٪ فكيف لي أن أتأكد بأنها 80٪ وإذا أجاب المجيب وقلص من هذه النسبة وجعلها 60٪ مثلا اعتبارا للوسواس الذي أعاني منه فحينها كيف لعقلي الموسوس أن يتأكد من هذه النسبة وأي نسبة مئوية أخرى حتى ولو كانت ضئيلة.
وهذا يجرني إلى إشكالية صب الماء على البدن فما هي الكمية التي تكفي لتغطية الجزء المراد بالغسل مثل الشق الأيمن من الصدر والبطن. فأنا أرى أن الماء لما ينزل، يسير في شكل مسالك متفرقة ولا ينزل دفعة واحدة بحيث يغطي الجزء بأكمله، وأتوهم بأن الماء المسكوب لا يكفي لتغطية هذا الجزء وغيره مما يدفعني إلى صب أكبر قدر من الماء، والأمر نفسه مع المؤخرة والتي أجد فيها تجويفا يصعب وصول الماء إليه مما يجعلني أبذل مجهودا لتمرير اليد بالموازاة مع صب الماء، وقس على ذلك الظهر، وزد عليهم اليدين من أعلى الذراع إلى أسفل اليد فأنا أشك حينما أصب الماء في وصوله ويعتورني سؤال: هل يصل الماء بشكل يعم هذا الجزء ويلف خلف الذراع وهل حينما أصب الماء وأضع المغراف يكون الماء قد جف بحيث يمنحني الوقت الكافي لأدلك هذا العضو من الأعلى إلى الأسفل وواجهته وخلفه. أم يجب أن أصب الماء وفي الوقت نفسه أقوم بعملية الدلك. ولكن هذا يجعلني أستعمل يدا واحدة لا اثنتين وهذه مشكلة أخرى قائمة بذاتها. فأنا لا أدلك إلا باليدين الاثنتين فاليد الواحدة بالنسبة إلي ليست جديرة وكافية لتغطية الشق الأيمن مثلا، فضلا عن غسل القدمين اللتين لا أغسلهما إلا باستعمال اليدين وذلك حتى في الوضوء الأصغر ولو غسلتهما بيد واحدة فإنني أجدني أدقق وأركز حتى تغطي هذه اليد الواحدة عمل الأخرى ولا أترك شيئا من الجسد من دون دلك وهذا يأخذ مني وقتا أطول.
أما غسل الرأس فلا أعرف في غسله هل يكفي صب الماء من دون تخليل الشعر وكيف يكون ذلك؟ فهل يكون بالأصابع أم بالكف؟ وبالمناسبة أحيانا أشعر بأن تخليل الشعر بعد مدة من صب الماء يجف بحيث إن الانتقال من تخليل أعلى الرأس إلى المؤخرة ثم إلى الأطراف يكون فيها الماء قد جف. وفي حقيقة الأمر أن هذه هي مشكلتي الكبيرة فأنا أتوهم بأن صب الماء يجب أن يعقبه الدلك مباشرة ولا يجب أن يكون هناك أي فاصل ولو حدث ذلك فإنني أعتبر بأن الماء يكون فعلا قد جف. أما الأذنين فأجد فيهما مشكلة أخرى فأنا أضع الماء في كفي ثم أسقط الأذن عليها لأمرر بعد ذلك إصبعي عليها وعلى كل تجاويفها قبل أن يجف الماء كذلك. وهذا يقودني إلى طرح سؤال آخر: هل يجوز في الاغتسال صب الماء فقط أم يجوز كذلك الاغتراف من الماء باليدين وتمريرها على الجسد، فمثلا هل يصح في الاغتسال غسل الوجه باغتراف الماء بالكفين وتمريرهما عليه دونما صبه عليه قياسا على من يقول في الاغتسال هوصب الماء بحيث يغطي كل الجسد؟ هل يمكن أن أصل إلى 5 دقائق في الاغتسال ويكون صحيحا بالنظر إلى غسل كامل الجسم ودلكه؟ هل يمكن دلك الجسد بيد واحدة ومن دون التركيز على: هل مرت على كامل الأعضاء؟
وتذكرت أمرا آخر وهو أنني كنت بعد كل غسل أتذكر بأنني نسيت غسل عضو من الأعضاء خاصة السرة وإن كنت قد تجاوزت هذه المشكلة وذلك بمراجعة الغسل بعد الانتهاء والنظر في كامل الأعضاء لأرى ما نسيت منه، ثم أعيد صب الماء من جديد من دون دلك لأتأكد بأن الماء قد عم كامل الجسم ، فهل من الناحية العلاجية هذا الأمر صحيح، أم أتجاوز هذه المراجعة وهل يكون ذلك حتى بعد الشفاء، مع العلم بأن وسواس الاغتسال يزيد في رمضان.
أرجو ألا يفوتكم سؤال من إفادتكم، فأنا سأعمل على الأخذ بتوجيهاتكم وأنا أملك من الإرادة ما يجعلني إن شاء الله أتجاوز هذا الوسواس
وجزاكم الله خيرا
18/11/2023
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته يا "خالد"، وأهلًا وسهلًا بك على موقعك مرة أخرى
ما تتكلم عنه من نسبة (80%) أو حتى (60%) ليس لك، وإنما لغير الموسوسين...، أما الموسوسون فيكفيهم (50%)، والـ50% يعني الشك، فإذا كنت تقول في نفسك: (يا ترى هل وصل الماء إلى العضو أم لا؟) فهذا كافٍ ليكون غسلك صحيحًا.
أمر شرعي آخر: الشك في غسل عضو بعد انتهاء الوضوء، أو الغسل، لا يؤثر على صحة الغسل، ولا يطلب من الإنسان إعادة ما شك فيه، هذا الحكم بالنسبة لغير الموسوس؛ أما الموسوس فلا يؤثر شكه في غسل عضو، سواء أثناء الاغتسال والوضوء، أم بعدهما. ومن الناحية العلاجية عليك أن تتبع الحكم الشرعي، فلا تحاول التأكد ولا تعيد الغسل. أما ما تفعله من الإعادة فهو غير طبي ولا شرعي.
كذلك لا يشترط الدلك أثناء صب الماء (عند من قال بوجوبه)، يمكن أن تسكب الماء ثم تمرر يدك على العضو إمرارًا خفيفًا.
ويكفي صب الماء على الرأس ولا يشترط التخليل قبل ذلك
وأما التفصيلات التي تتكلم عنها في غسل الأعضاء، فليت هناك مقطعًا يري الموسوسين ما يكفي في غسل الأعضاء، فهو يشرح بدقيقة ما لا يمكن شرحه كتابة في صفحات.
لكن جرب ما سأقوله لك: ضع في كفك غرفة ماء، ثم صبها على ذراعك الأخرى، ومررها بكفك لتعم الذراع كلها، هذا هو الغسل المجزء للعضو! افعل هذا على أكثر من عضو خارج الوضوء للتمرين، وحاول تطبيقه أثناء الوضوء، ثم أثناء الغسل، وستجد أن تقليل الماء في الوضوء، يجعلك تشعر بوصوله إلى كامل الأعضاء أكثر مما لو أكثرت صبه!!
نحن جربنا الوضوء والاغتسال ببخاخة كيِّ الثياب عندما انقطعت المياه أثناء الحرب السورية... وكل شيء كان على ما يرام، بل التصرف هكذا يشعرك بروحانية الوضوء والغسل أكثر... وسمعت هذا الكلام من غيري أيضًا (أقصد زيادة الروحانية) عندما قلل استخدام الماء في الطهارة!
هذا ما يمكنني إفادتك به عن طريق الكتابة، وأرجو أن ينفعك.
عافاك الله
واقرأ أيضًا:
وسواس الطهارة: الوضوء والغسل وغلبة الظن!
وسواس قهري تعمقي: وسواس الاستنجاء والتطهر!
هل وسواس اللا اكتمال؟ التعمق في الاستنجاء والاغتسال!
وسواس الطهارة الاغتسال الوضوء التكبير!
ويتبع>>>>>>: لماذا نتزوج: وسواس السعادة، والاغتسال م1