قصتي
دعوني أفتح قلبي لأروي لكم حكايتي.. دعوني أعود بالذاكرة إلى الوراء وأقص عليكم قصتي
أنا اسمي محمد عمري 28 سنة من تونس، في الواقع عندما كنت صغير وأنا لا زلت طفل في مرحلة التعليم الابتدائي تعرضت للتحرش الجنسي من قبل شخص يسكن في حينا وأنا في ذلك الوقت لا أعرف ما معني كلمة "التحرش الجنسي" ولا أعرف ما معني كلمة "الجنس" أصلاً .. أتذكر في يوم من أيام الدراسة تخاصمت مع تلميذ يسكن في نفس الحي الذي أسكن فيه قال لي لقد سمعت ما فعله لك "صدام" وضحك، في تلك اللحظة اتصدمت ولم أعرف كيف أجيبه كنت أتمني الأرض تنشق وتبلعني فازداد الأمر سوءًا علي فوق سوئه فلا أستيطع إخبار أهلي أو إدارة مدرسة أو شخص بالغ يساعدني كنت وحيد تماماً في وسط عاصفة
أثر الأمر فيني كثيراً كل يوم أبكي وحدي في غرفتي في الشارع فأنا لا زلت وقتها طفل في النهاية وهذا كان كثير علي جداً لأتحمله ففكرت كثيراً بالانتحار وكنت أخطط أن أقفز من فوق منزلنا لكي أتخلص من هذا العذاب الأمر سبب لي أضرار نفسية كثيرة أصبحت لدي شخصية ضعيفة أشك في كل شيء أصبحت أشعر أن الناس تقوم بتلميح شيء لي أو أنهم يمهدون لي في شيء يجب أن أفهمه، فكلما أرى أشخاصا يتحدثون أشك أنهم يتحدثون على موضوع التحرش الذي تعرضت إليه.. أجلس وحيد في غرفتي فأجلد نفسي جلدا تاما... تجعلني نفسي أكرهني. فبقيت أتحمل ما يحدث لي من مشاكل نفسية وأحاول أن أدافع عن نفسي وأواجه مخاوفي في مرات أخرى وفي أحيان ينتهي بي الأمر بالرجوع باكياً كالعادة.
بعد أعوام وأنا على ذلك الحال وقعت ثورة في تونس في 2010 دخلت إلى نادي للممارسة رياضة المصارعة الحرة حقيقة أحببت هذه الرياضة جدًا لقد علمتني كيف أعتمد على نفسي وأتحمل قسوة الحياة أصبحت أصلي وأخاف الله كثيرا أصبحت أقرأ الكتب الدينية والأدبية وغير ذلك .. أصبحت أجلس أكثر مع عائلتي وأحب أن ألعب مع الأطفال .. باختصار كانت الحياة جميلة جدًا، إلى أن حدثت مشكلة غيرت مجرى حياتي أصبحت تأتيني فجأة أفكار على شكل وسواس قهرية جنسية على محارمي تقول لي أنك سوف تؤذي أمك جنسيا أو إخوتي وصراحة كل مرة يدمرني، لأنني لم أستطع تجاوز الأفكار السلبية الناتجة عن هذا المرض، وكان لا يأتيني النوم في ليل بسبب هذه الأفكار، فقد أصبحت حياتي جحيما وحصل ذلك تحديد 2013 ومنذ ذلك أصبحت أعاني من مرض الوسواس القهري الجنسي كنت دائما أشاهد الأفلام الإباحية بإدمان كنت أعتقد أن عندما أشاهد هذه الأفلام سوف أتخلص من تلك الأفكار الجنسية التي تأتيني على عائلتي ولكن دائما كانت الأفكار تزداد أكثر فأصبحت لا أريد الاقتراب من عائلتي كي لا تأتيني تلك الأفكار والمشاعر الجسدية التي كنت أكرها كثيرا .. بقيت على تلك الحالة سنوات.
في يوم من الأيام 2017 وبينما أنا أشاهد التلفاز هجمت علي فكرة وسواسية من نوع جديد أرعبتني إلى درجة قمت بخدش فروة رأسي بكامل قوتي لأن هذه الفكرة أزعجتني كثيرا وهي ضد القيم العليا التي كنت أؤمن بها كانت الفكرة الوسواسية تقول لي أن عندما تحمل أختك وتنجب طفلة سوف تؤذها جنسيا حقيقة لقد حزنت كثيرا بسبب هذه الفكرة.. وفي نفس الوقت كنت لا أستطيع أن أخبر أي شخص بهذه الأفكار كي لا يفهمونني بطريقة خاطئة، وأنا أيضًا في ذلك الوقت كنت لا أعرف ما معني مرض "وسواس القهري الجنسي".
جاءت ابنة أختي إلى الحياة في عام 2018 وكان اسمها ألاء وكانت هذه الأفكار الوسواسية مازالت باستمرار موجودة في رأسي كل يوم وأنا كنت قلق جدا .. في يوم من الأيام ونحن في المنزل قلت لأمي سوف أخذ صورة مع ابنة أختي وضعت ابنة أختي على فخذي الأيسر وقمت بأخذ صورة وبينما أمي تأخذ لنا صورة أتتني الأفكار على شكل وسواس جنسية مع ارتباك شديد وقلق في الجسد ومع أحاسيس جسدية في جهاز التناسلي قمت بإرجاع ابنة أختي إلى أمي وخرجت كالمجنون في الشارع والوسواس يقول لي أنك فعلت شيء مؤذي لها وأنا أقول لا أنا لم أفعل شيء وهكذا بقيت في صراع متواصل لمدة طويلة.
أتذكر أيضا عندما كانت ابنة أختي ألاء صغيرة تلعب في البيت أمام أمها وأبي وأنا كنت معهم في المنزل وأنا في ذلك الوقت كالعادة كانت تأتيني الأفكار الوسواسية الجنسية.. ضربتها على مؤخرتها بعفوية فشعرت بالذنب والحزن الشديد وتأتيني وسواس تقول لي أنك فعلت شيء مؤذي لها فأكره نفسي وأشعر بالذنب أصبحت أشك في نفسي أني شخص مجرم جنسيا ولم أعد أريد حمل ابنة أختي كي لا تأتيني نفس الأفكار والأحاسيس مرة أخري وأحاول دائمًا جاهدًا أن لا أجتمع مع ابنة أختي بمفردنا في المنزل وألا أراها لأني أخاف جدا بسبب الوسواس. فأصبحت لا أحب لأحد لمسي حتى لا أفكر بتلك الطريقة المخزية وحتى لا تأتيني تلك الأعراض الجسدية، ولقد كرهت نفسي وعيشتي، وكيف أنني لست كبقية الناس! بل حتى هذه الأفكار أنها لتلاحقني في أحلامي حتى أثناء ممارسة العادة تأتيني تخيلات عن عائلتي. وتفكيري تعشعش به هذه الأفكار منذ سنين ولكنها الآن أصبحت تظهر بشكل علني أحيانا، فمثلا أصبحت أرتبك عندما أنظر إلى أفراد عائلتي وأصدقائي يأتيني وسواس النظر إلى عورات بشكل قهري.
هناك فقط خطأ واحد ارتكبته في حياتي بسبب الوسواس الحقير وأنا نادم عليه كثيرا لقد قمت بعملية تحرش في إحدي الحافلات.. لكن الحمد لله، تبت إلى الله، وأتمنى أني لم أسبب أي مكروه لتلك المرأة وأسأل الله أن يغفر لي.. قررت أن أخبر عائلتي بكل شيء تحدثت مع أختي الكبيرة أم ألاء وأخبرتها بكل شيء منذ أن كنت صغيرا إلى أن كبرت كانت متفهمة جدا ذهبت إلى طبيب نفساني أخبرته بكل شيء وتم تشخيصي بمرض "الوسواس القهري المتعلق بالأفكار الجنسية" حتي عندما أخبرته على ما حصل لي مع ابنة أختي قال لي أن تلك الأحاسيس الجسدية في جهاز التناسلي هي مجرد وسواس قهرية سببها الخوف والقلق وأنت برئ منها قال لي والدليل على ذلك أنك لم تفعل لابنة أختك أي شيء مؤذي لها.
خرجت من عند الطبيب فرح مسرور أعطاني دواء olanz 100mg حقيقة لم أستمر على الدواء لأسباب مادية.. البارحة استمعت بودكاست تتحدث فيه دكتورة اسمها ساندرين مع دكتورة أمراض نفسية من مصر اسمها منى رضا عن السلوك الجنسي القهري قالت الدكتورة باختصار: أن الشخصيات التي تعرضت للتحرش وهم صغار عندما يكبرون يريدون أن ينتقمون من المجتمع عبر ممارسة فعل جنسي قهري مع شخص ضعيف.. حقيقة عندما استمعت إلى هذا الكلام أحسست بخوف شديد مع وسواس يقول لي أنك أنت أيضا تفكر بهذه الطريقة وأنك فعلت شيء مؤذي لابنة أختك.. لقد تعبت من الأفكار ولا أقدر أستحمل هذا العذاب والله إنه مؤثر على نفسي وحياتي كثيراً.
أعتذر على عدم ترتيب الأفكار والإطالة، وربما ذكرت بعض التفاصيل التي ربما تكون غير نافعة،
وشكرا لكم.
8/12/202
رد المستشار
شكراً على مراسلتك الموقع.
تشخيص الطبيب النفساني كان دقيقاً وهو إصابتك باضطراب الوسواس القهري المزمن. أظن أن الطبيب النفساني وصف لك عقار أولانزبين ١٠ مغم وليس ١٠٠ مغم إلا إذا كان العقار الذي تم وصفه غير هذا وهو عقار سيرترالين ١٠٠ مغم. في جميع الأحوال لا مفر من استعمال العقاقير في حالتك وأنت على الأكثر في حاجة إلى مضاد اكتئاب مثل سيرترالين وبجرعة يتم معايرتها إلى الأعلى تدريجياً بجرعة ربما لا تقل عن ٢٠٠ مغم وتستمر عليها لفترة لا تقل عن عامين وتحت مراقبة طبية. العقار الآخر الذي سيتم وصفه إليك هو عقار مضاد للذهان ولكن بجرعة متوسطة. هناك أكثر من عقار عير أعلاه يتم استعماله والتزم بنصيحة طبيبك.
محتوى الأفكار الوسواسية بلا شك له علاقة بتجربتك المريرة مع الاعتداء الجنسي في الطفولة، ولكن هذه التجربة بحد ذاتها لا تفسر إصابتك بالاضطراب بمفردها. لذلك فإن نصيحة الموقع هو التركيز على خطة علاج بدلاً من زيارة الماضي ومحاولة تعليل الاضطراب النفساني.
الخطوة الأخرى التي هي في غاية الأهمية هي دخولك في جلسات علاج نفساني. هذا العلاج النفساني يجب تقديمه من قبل معالج نفساني بصورة منتظمة ويستهدف سيطرتك العقلانية على الأفكار وربط محتواها بصدمات الطفولة وبعد ذلك الإقدام على خطوات اجتماعية لتغيير نمط حياتك وسيطرتك على الاضطراب بدلا من سيطرة الاضطراب عليك.
رحلة علاجك لن تكون قصيرة ولا سهلة وتتطلب منك بذل الجهد لتجاوز محنتك. لا تعتزل الآخرين وابحث عن عمل.
وفقك الله.
ويتبع>>>: وسواس جنسي المحارم: الإباحية لا العادة السرية! م