السلام عليكم ورحمة الله
سيدي د. أحمد عبد الله، أنا صاحب مشكلة : إعجاب وتناقض ونظرات ذات مغزى، أشكرك جزيل الشكر على ردك، قد عاهدت نفسي وقتها أن أراسلك حالما احتجت إليك، وها أنا أفي بوعدي.
يا سيدي، الجديد في الموضوع أني اكتشفت أن من أحب هي في علاقة مع شاب على "الشات"، وقد وصل بهما الحال إلى وعود بالزواج.
ماذا أقول لك يا سيدي، لقد أصبت برجة عنيفة حال تأكدي من الخبر، وانهار أمامي ما كنت أظنه من براءة ونقاء، واكتشفت أني كنت أعيش في وهم كبير، ومما زاد من قوة الصفعة أني اكتشفت أن تقربها إليّ في الفترة الأخيرة ما هو إلا لإغاظة ذلك الشاب الذي اختلف معها؛ لأنها تكلم غيره على تلك الشبكة اللعينة.
أنا مصاب بذهول يا سيدي ليس لاكتشافي فحسب؛ بل لأني ازددت أضعافا مضاعفة في حبي لها – أرجو أن لا تتهمني بالجنون- رغم أن عقلي الباطن يقول باستحالة ارتباطي بهذه الفتاة، ما الذي يثبت لي أنها لن تكرر هذه الفعلة بعد ارتباطي بها، لقد تأثرت دراستي كثيرا، وأصبحت أقضي الوقت الطويل في تتبعها وصاحبها على الشبكة دون طائل.
سيدي، أرجوك ساعدني،
أنا لا أستطيع أن أتركها، وأريد أن أرتاح مما أنا فيه من عذاب.
18/11/2023
رد المستشار
الأخ الكريم، في إجابات سابقة لنا تأثرنا ببعض المشكلات إلى درجة أن نقترح تغيير اسم هذه الصفحة، وبعد قراءة متابعتك هذه فكرت في أن "النفخ في الرماد" ربما يكون الاسم الأنسب!!!
وكأننا لم نقل لك شيئًا!! فأنت قد واصلت رغم الإشارات الحمراء، والتحذيرات الواضحة، ويبدو أن "الحب أعمى" كما يقول المصريون.
أمامك عدة اختيارات، وأرجو أن تسمعني هذه المرة:
الأول: أن تستمر في علاقتك بها وتتسلى بما تعطيه لك، كما تتسلى هي به، وعندها تتحول صورة الحب إلى شيء آخر.
لاحظ أنها استخدمتك "عند الحاجة" تمامًا كما تتصل بنا "عند الحاجة"، وتستطيع أن تحتفظ بها لوقت حاجة إليها "وشيء أفضل من لا شيء!!"، فهل يمكنك أن تفعل هذا؟!!
الثاني: أن تصارحها بحبك، وتطلب منها الحسم بينك وبين الآخر، وغالبًا ما ستفوز أنت بقلبها إذا كنت الأكثر جدية فيما يتعلق بنية الزواج، وسيكون عليك أن تغالب غيرتك، وتتفهم علاقتها بالشاب الآخر، وغيره.. إذا كان هناك غيره.
الثالث: أن تستمتع بآلام الخطأ العاطفي الأول -طالما حدثت- وأن تتقبل عواقب سوء اختيارك بروح "رياضية"، وأن تتشاغل عن هذا الملف بالتركيز أكثر في دراستك، ثم بالبحث عن التي تستحق حبك وقلبك.
وفي كل الأحوال تحتاج إلى وقت وصبر حتى تجتاز مرحلة الصدمة التي أنت فيها، وتحتاج إلى التعلم من الدرس، وإنضاج نظرتك إلى النساء، وأسلوب تفكيرك فيهن، وتحتاج إلى تجديد شامل يتناول تحديد أهدافك في الحياة واستكشاف آفاق أوسع للعالم، والدخول في علاقات اجتماعية ناجحة، وإضفاء نوع من النشاط على دراستك وأسلوب وبرنامج تحصيلك، وتحتاج أيضًا إلى أن تجعل هذه الصدمة خلفك لتدفعك إلى الأمام بدلا من أن تضعها فوق رأسك فتهوي بك أكثر وأكثر.
يعز علينا أن يتألم أحدكم، ونود أن الشبكة -الموصوفة باللعينة- تتيح لنا أن نمد أيدينا لنربت على كل القلوب الجريحة، ونمسح الدموع الحزينة، ونطبب الجراح النازفة، ولكن وسيلتنا فقط هي الكلمات، عسى أن يمنحها الله القوة الشافية فهو وحده الذي يمنح هذه القوة.
أخي، كن على صلة بنا عند حاجتنا إليك، وليس عند حاجتك إلينا، ونحن نحتاج طوال الوقت ونحتاجكم جميعًا، لعل الله أن يقبلنا معًا، مصداقًا لقول المصطفى (صلى الله عليه وسلم) وبشراه: "يحشر المرء مع من أحب". ونحن نحبكم في الله، تابعنا بأخبارك.