أحييكم على موقعكم الرائع والمتميز وأتساءل عن الدور الصحيح للمرأة في مجتمع المسلمين والذي أرى أنه تحتاج كل امرأة عربية للحديث عنه وسؤالي هو هل تشاركونني الرأي في أن رجال الدين الإسلامي على مر العصور كان لهم الدور في ذبذبة المرأة المسلمة وعدم إدراكها لدورها الحقيقي في المجتمع لأن الكثير منهم تنعكس معتقداتهم وتقاليدهم على تفسيرهم للنصوص فأصبح البعض يضيق الخناق على المرأة ويقصر دورها على منزلها فحسب والبعض الآخر يفتح الباب على مصراعيه أمامها
ألسنا بحاجة ماسة إلى دراسة واعية لحقيقة نظرة الدين للمرأة يقوم بها النساء أنفسهن ليكن أكثر إدراكا لإمكانيات ومشكلات المرأة المسلمة؟
ولعل هذا يساعد في الوصول للتوصيف الشرعي الصحيح لدور المرأة الاجتماعي
18/11/2023
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أوافقك يا أختي الكريمة على أن كثيرا من رجال الدين الإسلامي والدعاة كان لهم هذا الدور السلبي مستندين إلى روايات ما أنزل الله بها من سلطان ينسبونها إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو منها براء.
ولا أخفي عليك يا سيدتي أنني حتى بلغت الخامسة والعشرين من عمري كنت أتصور أن المقولة: "لا تخرج المرأة من بيتها إلا لثلاث لزوجها وحجها وقبرها" - كنت أظن هذا القول لرسول الله صلى الله عليه وسلم!! وغيره من الأقوال كثير.
ولكن من الأمانة أن نشير إلى أن هناك من علماء الأمة الأجلاء الذين وقفوا بكل بسالة أمام هذه الموجة وتحملوا في سبيل ذلك الكثير من الهجوم والاتهامات أمثال الشيخ محمد الغزالي -رحمه الله-الذي هوجم كثيرا بعد كتابه "المرأة بين التقاليد الراكدة والوافدة"، ولا ننسى علامتنا الفاضل الدكتور يوسف القرضاوي وصولاته وجولاته في هذه القضية.
وأريد أن ألفت النظر إلى موسوعة الأستاذ الشيخ عبد الحليم أبو شقة "تحرير المرأة في عصر الرسالة" .. وقصة هذا الكتاب أن الدكتور أبو شقة أراد أن يكتب كتابا في السيرة، ولكنه في أثناء جمعه لمادة هذا الكتاب أذهله الكم الهائل من المواقف التي تعبر عن مكانة المرأة في الإسلام وكيف أنها شاركت في الحياة الاجتماعية والسياسية والدينية وفي كل أنشطة الحياة. فقرر الدكتور أبو شقة أن يغير وجهته وأن يتناول في كتابه هذا الجانب العظيم من نظرة الإسلام للمرأة.
وأنا يا أختي الكريمة أنصحك بأمرين:
1-الاطلاع قدر ما يمكن على هذه الكتابات ونشر هذا الوعي بالتدريج وبالصبر الجميل.
2-أن تحاولي عمليا وليس نظريا أن تكوني محل ثقة المجتمع فيك، فكما قالوا بأن عمل رجل في ألف رجل خير من قول ألف رجل في رجل، فأنا أدعوك أن تعبري عن المرأة وعن مكانتها بفعلك وتوازنك بين دورك الداخلي والخارجي. على ألا تنسي أن يكون هذا كله لوجه الله تعالى وليس انتصارا للنفس أو دفعا للظلم، وجزاك الله خيرا.