السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
كم يستغرق الإنسان من وقت إذا مر بأزمة عاطفية شديدة وانتهى الارتباط بالفراق حتى يعود هذا الشخص إلى وضعه الطبيعي؟ وهل من الممكن أن يفكر بارتباط ثان دون ثأثيرات سابقة؟ وما الخطوات التي تساعده على ذلك؟
ولكم منا جزيل الشكر
وجزاكم الله كل خير.
10/11/2023
رد المستشار
أولا: ندعو الله سبحانه وتعالى أن يفرج الغم والهم عنك، وأن يبدلك خيرا مما فقدت، وهو سبحانه وتعالى على كل شيء قدير.
وأقول لك إن الوقت الذي قد يحتاجه المرء حتى يمر من مثل هذه الأزمات هو نسبي تتحكم فيه عوامل مختلفة منها طبيعة الشخص نفسه؛ فالشخص ذو الطبيعة العاطفية يختلف عن ذي الطبيعة العملية، ومثل أيضا مدى عمق العلاقة التي كانت بين الطرفين؛ فالعلاقة السطحية العابرة تكون أيسر من تلك التي استغرقت وقتا طويلا وتوغلت في أعماق النفس، ومثل أيضا قوة إرادة الشخص وإصراره وتصميمه على النسيان واتخاذه كل السبل للوصول إلى ذلك، وعدم الاستسلام للضعف والمعاناة والدموع أحيانا.
أما عن الخطوات التي تعين على ذلك فهي بعد اللجوء إلى الله سبحانه وتعالى والتماس القوة منه والدعاء.. شغل النفس بأوجه النشاط المختلفة، وملء الحياة بالأهداف والأحلام والسعي وراء تحقيقها، وكذلك الانخراط في علاقات اجتماعية تكسر من برودة الوحدة، ولا أقصد أن يمارس الشاب الأنشطة والعلاقات من باب ملء ساعات يومه فقط، وإنما يحاول أن يحب هذه الأنشطة فتملأ عليه قلبه وعقله ووجدانه.
وأخيرا فالنسيان ممكن بإذن الله تعالى؛ فهو مقلب القلوب لعله ينزع من قلبك آثار هذه التجربة المؤلمة لتحل محلها تجربة أكثر إشراقا وسعادة.
واقرئي أيضًا:
الحب والفراق: معاناة على وقع الألحان!
أحببته فخذلني أزمة الفقد والخذلان!
السقوط في بحور الوهم: نخطئ لنتعلم!