السلام عليكم
أنا سيدة متزوجة منذ حوالي سنة، وفي الشهر التاسع من حملي.. مشكلتي أنني لا أحب زوجي. أيام الخطبة التي استمرت ستة أشهر كنا على خلافات دائمة، وكنت أفكر في الانفصال؛ ولكنني كنت أخاف الله أن أكون مقصرة؛ لأنه لا يوجد سبب كبير يستحق غير المادة.
والآن نفس الخلافات تتكرر، لا أستطيع أن أجد طريقة للتحاور معه؛ حيث دائماً ينتهي النقاش بأنني مخطئة، تركت البيت لمدة شهرين، وكنت أنوي الانفصال، ولكنني ترددت بسبب الحمل؛ وأن الطفل ليس له ذنب، وعدت للبيت على وعد منه بتحسين أسلوبه، وأنه يحبني ولا يستطيع العيش بدوني، ولكن الحال رجع للسابق، أنا أعلم أن غيري يستطيع تحمل عيشة كهذه، ولكنني أعاني كثيراً، حاولت أن أحبه وأعيش معه بسلام، ولكنني أشعر بتعاسة من داخلي، وأشعر بأنه لا يحبني على الرغم من أنه يؤكد العكس.
أرجو منكم مساعدتي في اتخاذ القرار: هل أصبر حتى أضع حملي وأتحمل الحياة معه دون سعادة، أم أترك البيت وأحاول تغيير حياتي بالطريقة التي تناسبني أم أن هذا يغضب الله وأن أسبابي غير منطقية؟ أرجو منكم الرد.
29/11/2023
رد المستشار
أختي العزيزة، ربما تكونين قد وضعت حملك بالفعل، فإن كان الأمر كذلك فإنني أدعو الله أن يرزقك برّ مَن وضعت، يا أختي، قلت قبل ذلك: إن البيت لا يقوم على امرأة كارهة أبدًا. فهل معنى هذا أن بيوتنا خالية من الزوجات الكارهات؟ بالطبع لا، ولكننا نكون بصدد بيت في مهب الريح، فقد تهب عليه الريح، أو تضطرب الأمواج فينقلب كل شيء رأساً على عقب، ويتساءل الناس مندهشين: ماذا حدث؟ ولماذا؟ ألم يكن البيت عامراً بالأمس، والمظهر العام مشرقاً.. ألم ... ألم؟!! والحقيقة أن المحنة هي التي تظهر الخلل الموجود أصلاً.
بناءً على هذا فإن الأمر عندك أنت، وعليك أن تتأملي، وتسألي نفسك، ولك الحرية الكاملة في اتخاذ القرار:
لماذا لا تحبين زوجك؟ ولماذا تزوجتِه رغم وجود خلافات بدأت منذ أيام الخطوبة؟! وما معنى أنه لا توجد أسباب كبيرة للخلاف غير "المادة"؟ هل أنت إنسانة مادية؟! وهل هذا يكفي سبباً لاستمرار كراهيتك لزوجك رغم "العشرة"، والرضيع الذي بينكما الآن؟!
وما هو أسلوبه الذي وعد بتحسينه؟! وما هي "العيشة" التي لا تتحملينها، وربما تحملتها أخريات؟!!
وما هو مفهوم السعادة عندك وعنده؟! بل ما هو مفهوم الحب ذاته عندكما؟! وما هو التغيير الذي تفكرين فيه لتعيشي بالطريقة "التي تناسبك"؟!! إذا طُلقت منه. لم تذكري أية إشارات توضح هل أسبابك منطقية أم لا؟!
وهذا وراءه عدة احتمالات:
إما أنك تشعرين في قرارة نفسك أنك مخطئة، ولا تريدين ذكر تفاصيل تدينك، وإما أنك تخجلين من ذكر تفاصيل معينة تقف وراء هذا الشعور بالتعاسة الذي يملأ صدرك؟! وإما أنه لا توجد أسباب تتعلق بعلاقتك بزوجك، وإنما هناك أشياء خارج هذه العلاقة تهددها بالانهيار.
وحتى توضحي لنا هذا الغموض؛ أوصيك بالتمهل، فكما أن التعاسة هي الشعور المتوقع من زوجة كارهة، فإنه بالتأكيد شعور متوقع من أم مطلقة ترعى طفلاً رضيعاً في مجتمع يدين المطلقة، ولو كانت مظلومة.
قد يكون عليك يا أختي، التفكير بعمق في الاختيار بين تعاسة تشعرين بها، وتعاسة أخرى لم تجربيها، أو بين التعاسة الحالية، وسعادة لا نعرف أماراتها أو وعودها، فهل تنورين لنا الأمور؟!