السلام عليكم
بداية أحييكم على هذا الموقع الرائع، دائما تنصحون بأن على الإنسان أن يفهم ذاته ليحققها، وقد استفزني ذلك ليس لأني لا أفهم ذاتي، ولكن لأن من حولي لن يتركوا لي ذلك الخيار.
أنا أنثى، لي كياني.. أحلامي.. آمالي.. كيف يمكن لي أن أجعل من هم حولي يدركون ذلك؟ لماذا أضطر إلى تنفيذ رغبات أبي ومراعاة موقف أخي حين يتعلق الأمر بخططي. أنا أدرك أني أعيش في مجتمع شرقي، ورغم أني أراعي الله في كل تصرفاتي فإنهم يأبون إلا أن أسير حسب خططهم ورغباتهم.
ليس لدي سؤال محدد ولكنه تساؤل حول فهمي لذاتي في مجتمع شرقي، كيف لي ذلك؟!
شكرا لكم
20/11/2023
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، لن أخدعك يا "هدى" ولن أدعي أن الموقف سهل، فهو ربما يكون صعبا ولكنه ليس مستحيلا بإذن الله تعالى.
إننا سنموت فرادى ونحشر فرادى ونحاسب فرادى ولا ينفع أحد أحدا، ويقول الله تعالى عن يوم القيامة: "يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه" كما يقول سبحانه وتعالى: "وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه" .. فكل امرئ مسؤول عن نفسه وعن مستقبله ولا عذر لقائل: "هذا ما ألفينا عليه آباءنا".
أنا لا أدعوك لرفع راية التمرد، ولكن في نفس الوقت لا أشجعك أبدا على الاستسلام لهذا الواقع، فلا بد أن تتمسكي بأحلامك وآمالك ليس فقط لتحقيق ذاتك أو كيانك، ولكن في الأصل لأن هذا هو ما أمرك به الله تعالى حين ألقى أوامره لكل المسلمين لم يستثن النساء.
فأنت ستكونين زوجة وأما، ولا مكان في زماننا للأم الجاهلة أو الزوجة البلهاء.
ابدئي بنفسك، وحذاري من أن تعلقي فشلك على الضغوط الخارجية، اهتمي ببناء شخصيتك بالقراءة والأنشطة والهوايات والعلاقات الاجتماعية المفيدة والدراسة والعلم.
وأبشرك يا ابنتي.. كثيرات كن مثلك، واستعن بالله تعالى وأدين ما عليهن واستطعن أن يثبتن لأنفسهن ولمجتمعاتهن بأنهن جديرات بالاحترام والتقدير.
وربما لا يتسع المقام لأذكر لك أسماء كثيرات من هؤلاء بدءًا من الدكتورة عائشة عبد الرحمن "بنت الشاطئ" والدكتورة سعاد صالح "أستاذة الفقه المقارن بالأزهر" وغيرهما كثيرات.
أدعو لك بكل الخير.. وأنتظر منك رسالة قريبة تخبريننا فيها عما حققت من نجاح بفضل الله تعالى.