الإخوة الأفاضل،
ناقشتم أكثر من مرة موضوع: كيف يجد الرجل زوجة مناسبة!!
وفي رأيي أن ما يحتاج إلى نقاش هو العكس: كيف تجد المرأة الرجل المناسب ليشاركها حياتها؟ وهو أمر بالغ الصعوبة في بلادنا العربية، بل أكاد أقول: إنه مستحيل.
22/11/2023
رد المستشار
الأخت الكريمة، نحن لم نتحدث أبدًا عن كيفية أن يجد الرجل زوجة مناسبة، ولكننا تحدثنا عن معايير الاختيار والمفاضلة، وهذه المعايير واحدة في النساء والرجال، بمعنى أن أهمية الجناح العاطفي، كما يسميه الدكتور "عمرو" وكذلك جناح العقل هما التوازن المطلوب لطائر زواج ناضج يطير إلى السعادة والاستقرار بإذن الله.
ونحن هنا في هذه الصفحة نطرح تصورًا محددًا لحركة المجتمع، يقوم على أن حركة المجتمع المسلم في المجال العام تتضمن الناس جميعًا رجالا ونساء، ومن خلال هذا الاحتكاك العام يتعارف الناس بصورة تلقائية، وتولد العواطف بصورة طبيعية، وعندها يكون التفكير في الارتباط وخطواته... إلخ.
وفي إطار هذا التصور لا توجد المشكلة التي تطرحينها في صيغة "كيف تجد المرأة..."؛ لأن الرجال حولها في الدراسة والعمل، والسوق، والجيرة.. وكل مساحة المجال العام يتحركون ويتفاعلون فتظهر طباعهم، ويعرفونها من خلال حركتها العامة ونشاطها ووجودها، فتجدهم ويجدونها ويكون النصيب، ولا يلغي هذا طرقًا أخرى للزواج مثل ترشيح فلان لفلانة، أو ترغيب فلان لفلان ليتزوج فلانة.
وهكذا... فالمجال مفتوح للاختيار والانتقاء، وهذا هو في تصورنا الشكل الذي يصوغ به الإسلام المجال العام لحركة المجتمع مع مراعاة الضوابط الشرعية المعروفة.
أما الانحراف عن هذا الشكل إلى التحلل في علاقات الجنسين، والابتذال، والخروج عن الآداب، وتعاليم الإسلام الحنيف، أو الانحراف إلى الجانب الآخر ببناء مجتمعين "في المجال العام" أحدهما للنساء، وآخر للرجال، فلا يلتقيان في "العلن".
الانحراف في هذا الاتجاه أو ذاك هو الذي خلق المشاكل التي تتحدثين عنها، ومع ذلك يحتال الناس على هذه العقبات، ويجدون حلولاً فردية حسب الظروف والأحوال، ويحدث الزواج، وينجح أو يفشل، وحصاد التجربة يؤكد أن كلا النظامين: المتحلل والمنفصل قد أثبتا فشلهما الذريع.
فإذا أردت حلاً فرديًا فإننا ننصحك بتوسيع دائرة حركتك في المجال العام ليعرفك الناس أكثر وتعرفينهم، وتصيبك إحدى طرق التعارف بترشيح أو غيره، وإذا كنت تتحدثين عن مشكلة عامة؛ فكوني معنا في الجهد من أجل نظام اجتماعي أكثر عدلاً والتزامًا بتعاليم الإسلام، وهو بالتأكيد شيء يختلف عن النماذج القائمة المتورطة في إفراط أو تفريط.
وبرجاء مراجعة مشاكل لنا سابقة عن اختيار شريك الحياة ومنها :
حرية الاختيار، والخوف من مسؤوليته
للاختيار غير الموفق تبعات.. وفتن
عاقبة الزواج المتسرع.. اختيار صعب
خريطة طريق لاختيار شريك الحياة
وأهلا بك دائما فتابعنا على خير.