السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته،
إني متزوجة منذ 6 أشهر، زوجي يرفض أن أعمل، وأنا أريد أن أثبت نفسي كأنثى منتجة وليست سلبية، وقد ضاقت علي نفسي من الجلوس في البيت، ولماذا يجب على الأنثى أن تكون دائما تابعة للرجل؟
لماذا لا تكون حرة حتى لو متزوجة حيث يمنع أن أخرج من البيت وحدي؟
شكرا.
22/11/2023
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ذكرتني يا أختي الكريمة بمقال قديم قد كتبته الدكتورة هبة رؤوف منذ سنوات عديدة عندما ثارت موجة في مصر ضد القانون الذي يعطي الرجل الحق في منع زوجته من السفر، فكان للدكتورة هبة تعليق في غاية الطرافة على هذه الموجة حيث قالت -مداعبة-: بل أنا أطالب أن يعطى هذا الحق للمرأة أيضا، وكانت تقصد من هذه الدعابة أن الأسرة كيان مشترك ينبغي ألا يتصرف فرد بحريته على حساب هذا الكيان، وكأنها أرادت أن تقول بأن هذا الكيان يجب أن يحاط بضوابط تحميه من اندفاع وفردية أعضائه.
طالما أنك قد رضيت بأن تكوني زوجة فإنك بهذا قد تنازلت تنازلا كريما عن جزء من حريتك، وكذلك زوجك أيضا، فلم يعد مقبولا أن يتمتع أحدكما بمطلق حريته.
من حكمة الله سبحانه وتعالى أن جعل قيادة دفة الأسرة بيد الزوج، لكنه في نفس الوقت يعلمنا أن الحياة الزوجية الأصل فيها هو السكن والمودة والرحمة "ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكما مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون"...
كأني أريد أن أقول بأن الأمر لا يمكن أن يسير على هذا النهج العسكري، هو يأمر أوامر تعسفية، وأنتِ تتحدين وتتمردين.. لا بد أن تكون هناك مساحة من الحوار والتفاهم، والتراضي بين الطرفين، وأن تتم مناقشة الأمور بشكل موضوعي وحكيم.
أنا أقدر يا أختي تماما ما يمكن أن يصيبك من ملل، ولا أعترض على مبدأ رغبتك في العمل، ولكن أردت أن أشير إلى الروح التي ينبغي أن تحاولي بها الحوار مع زوجك.
وأخيرا أهمس لك بهمسة.. ليس عيبا أن تكوني لينة الجانب -ولن أقول تابعة- لزوجك وشريك حياتك.
واقرئي أيضًا:
السعادة الزوجية... والأفكار الخنفشارية
أيهما أختار بيتي أم طموحي؟