أحبك في الله دكتورتنا وصديقتنا ووالدتنا الغالية.
أنا وأربع صديقات لي وأظن أن الأمر ينطبق على شريحة بأكملها من الفتيات اللواتي تخرجن مهندسات واشتغلن ومنهن من أتممن دراسات عليا.. أصغرنا سنا 27 وأكبرنا 34 كلنا لم نتزوج بعد وكلنا ملتزمات الحمد لله، وكلنا تأتينا عروض زواج من حين لآخر منذ التخرج ولكن لا نجد ما نريد.
وبعد جلسة عقدناها مؤخرا وجدنا أن الفتاة في بلدنا غالبا تنضج عقلا ومسؤولية واجتماعيا ونفسيا قبل الرجل، وكان سبب عزوفنا هو غياب أحد عناصر النضج المذكورة، مازلنا على اتصال بباقي مهندسات فوج تخرجنا والحال من بعضه باستثناء بعضهن تزوجن، لكن هناك من ندمن على التسرع وقليلات من وفقن في زيجاتهن حيث كان التكافؤ موجودا.
سؤالي: هل اقتناعنا بشروطنا معقول أم مبالغ فيه؟ شخصيا لا أستطيع أن أحب شخصا هكذا دون أن يختاره عقلي، وعقلي حتى الآن أوقف مشوار زواجي أو خطوبتي حوالي عشر مرات.
ومع ذلك ما أزداد إلا اقتناعا بمواصفات زوج المستقبل، ولا أهتم بتقدم العمر لأني أعتقد أننا نعيش مرة واحدة، فلماذا أجني على نفسي من أجل أن يقال عني متزوجة فقط؟ وأن لم أجده في الدنيا أطمع في لقائه في الجنة إن شاء الله.
هل أنا وصديقاتي معقدات؟
علما أن حياتنا الاجتماعية والعملية حافلة بالنشاط والعطاء والمرح.
24/11/2023
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأنا أيضا يا ابنتي أحبك حبا كثيرا وأبعث تحياتي ولكل أفراد العصابة الجميلة!
أنت وصديقاتك لستن معقدات بكل تأكيد، كما أن المشكلة ليست تفسيرها هو التفسير البسيط الذي ذكرته وهو النضج المبكر للفتاة عن الفتى، ولكن هناك معاني كثيرة غائبة مثل عدم تربية الشاب وإعداده كزوج مسؤول؛ وهو ما يجعله أقل نضجا كما يبدو في هذا الجانب، وفي نفس الوقت عدم تربية الفتاة وإعدادها كزوجة مسئولة؛ وهو ما يجعلها أقل قدرة على استيعاب الرجل، ورغبتها في الرجل الكامل لأنها لا تستطيع أن تتأقلم على ما دون ذلك.
أريدك يا ابنتي أن تتوسطي دون إفراط أو تفريط، فلا تبالغي في طلب الشروط المثالية في زوجك، ولا مانع أن تتحملي بعض التنازلات المعقولة؛ لأن الكمال لله وحده، وفي نفس الوقت لا أطلب منك أن تقبلي بالزواج بشخص غير مناسب لك من حيث الكفاءة تماما.
أريد أن أذكرك أن التعميم ليس من الحكمة، وأننا لا نستطيع أن نزعم أن الذكور أبطأ نضجا من الإناث، كل ما هنالك أن المجتمع قد صبغ كلا من الطرفين ببعض النقائص بسبب خلل في التربية الزواجية.. وإذا سألتك بعض الأسئلة عن نفسك فربما تجدين في ذاتك بعض النقائص أيضا.. فترى ما هي قدرتك على إدارة البيت، أو القيام بشئون الأسرة، أو اهتمامك بنفسك وبمظهرك كأنثى... إلخ؟ ستجدين في نفسك أوجه قصور.
أدعوك لمراجعة الأمر، وأن يحاول -كل منكما في المستقبل- استكمال ما به من نقائص من خلال تجارب الحياة.
وأخيرا من حقك أن تختاري الإضراب عن الزواج.. ولكن الأمر ليس بالسهولة التي تتخيلينها.
أكرر.. أحبك في الله كثيرا.