اختلاط وملابس فاضحة: يوميات الزيت والزعتر
السلام عليكم ورحمة الله،
أود التعقيب على المشكلة المعنونة باختلاط وملابس فاضحة: يوميات الزيت والزعتر.. أختي أنا تقريبا مثلك فتاة في الثانية والعشرين وما زلت على مقاعد الدراسة، أحاول الالتزام، وأدعو الله أن يوفقني.
جامعتي في الخليج بها نفس المناظر المقرفة التي تتحدثين عنها مع فارق بسيط جدًّا ألا وهو أن جامعتي ليست مختلطة!! ولذلك ربما أغبطك على وجودك في جامعة مختلطة فلو رأيت ما أراه أنا كل يوم لما أكملت يوما واحدًا في هذه الجامعة.. هنا أرى البنات يفعلن معا ما يستحي أن يفعله أي شاب مع فتاة في جامعتك، وأسمع أحاديث يذوب أمامها الشبان خجلا فكيف بالبنات؟
الشذوذ هنا وصل مداه، والمصيبة الكبرى ألا أحد يعترف بوجوده، حاول البعض أن ينوه له على صفحات الجرائد فقوبلوا بالاستنكار الشديد، كحالنا دومًا نخبئ رؤوسنا في الرمال، وندع السم يسري في جسدنا، وينهش مجتمعنا.
ما يحصل عندك في الجامعة وإن كان خاطئًا فعلى الأقل لم يخرج عن الفطرة، أتصدقين أن فتاتين أقامتا لنفسيهما حفلة خطبة في كافتيريا الجامعة ودعتا صديقاتهما؟ بل هل تتخيلين رؤية الفتيات يتعانقن ويقبلن بعضهن حتى وصلت بهن الجرأة أن تلعب أيديهن في أجساد الفتيات (حبيباتهن) أمام الجميع.. لن أتحدث عن المشرفات النائمات والغاضات الطرف فقد أعياني ما أرى كل يوم لدرجة أني بت لا أقضي في الجامعة ساعة واحدة ما لم يكن لدي محاضرات أو أبحاث عليَّ دراستها.
تتحدثين عن الملابس الفاضحة؟ تعالي وانظري إلى ما ترتدي الفتيات هنا؛ فأهلهن يعتقدون أنهن في جامعة بنات فقط لذلك لا مانع من ارتداء ما يحببن، ولكنهم لا يعلمون بوجود نوع ثالث لا امرأة ولا رجلا بل مسوخا بشرية.
أريد أن أنتهز هذه الفرصة لبحث مشكلة دور العلم في مجتمعاتنا فقد أصبحت أماكن موبوءة وأنا لا أبالغ أبدا، فبالرغم من كثرة الملتزمات والمحترمات فقد تكاثرت أعداد الشاذات كثيرا، وأنا أتحدث عن الفتيات؛ لأنني درست معهن، ورأيت كل هذا بأم عيني، ولكني أيضا أسمع الكثير بالمقابل عن جامعة البنين. وهذه الأمور لم تبدأ من الجامعة بل كنا نرى في المدرسة الكثير، وإن كان أقل مجاهرة مما هو عليه الآن. أصبحت المدارس والجامعات (سواء مختلطة أو منفصلة) بؤر فساد، وما ذكرته غيض من فيض فالحقيقة أشد سوادا من هذا.
ذكرتم في ردكم على الأخت السائلة أن علينا محاولة تغيير المنكر، وأنا أوافقكم على ذلك، ولكن انظروا كيف يتم تغيير المنكر هنا.. تركيز شديد على الحجاب، وكأنه غاية الغايات وهذا ما تفعله الفتيات الملتزمات هنا، لدرجة أني أحيانا أتساءل ألا زلن يذكرن الصلاة والصيام وبقية الأركان؟ أم أن الحجاب أولا ثم فليأتي أي شيء آخر؟
أعلم أنكم انتقدتم هذا السلوك، ولكني أريد أن أقول شيئا حدث معي، لم أكن محجبة، ولم أكن أصلي، ودلتني بعض صديقاتي على مدرسة تعطي دروسا دينية في أحد المنازل، فرحت جدا فقد تخيلت أنها ستشجعني على الصلاة وتعلمني كيف أصلي (كنت في الرابعة عشرة)، ولكني صُدمت بأنها ركزت على الحجاب، ولم تترك فرصة إلا وتكلمت عنه معي. وعندما أتى ذكر الصلاة في أحد الدروس قلت لنفسي وأخيرا أتى ما أريده فإذا بها تستهزئ بمن لا تعرف كيف تصلي لدرجة أخجلتني جدا، ولم أعد أستطيع سؤالها أن تعلمني الصلاة فتركت تلك الدروس غير آسفة. والله إن لي صديقات غير محجبات يقمن الليل، ويراعين الله في تصرفاتهن وخصوصا ألسنتهن أكثر من المحجبات.. الحجاب ليس المقياس، وأقول هذا مع أني محجبة والحمد لله.
أعود لمشكلة المدارس والجامعات، لا أستطيع أن أنكر وجود بعض من حاول تغيير المنكر بغض النظر عن مسألة الحجاب مثل مديرة مدرستي التي كانت تنتهز كل فرصة للتحدث مع الفتيات عن هذا الموضوع، ولكن أظن أن جهودها ذهبت أدراج الرياح لسبب بسيط وهو أن أهم قدوة (مدرساتنا) كن أسوء قدوة.
أذكر أني مرة رأيت فتاتين في أحد الحمامات فصدمت وفكرت كثيرا بما يتوجب علي فعله إلى أن هداني تفكيري إلى الإخصائية الاجتماعية، وعندما دخلت إليها فوجئت بها تتحدث مع إحدى المدرسات عن رسائل الغرام التي تصلها من الطالبات ومن هي الطالبة الأقرب إلى قلبها!!
عندما دخلت الجامعة فهمت المعادلة؛ فهؤلاء الطالبات اللواتي أراهن يكسرن كل قواعد الفطرة بعضهن إن لم يكن الكثير منهن طالبات في كلية التربية ممن سيعددن الأجيال!! أقول الصراحة بأن جيلنا به من العيوب ما يفوق بكثير ما نرى ونسمع، يتهم البعض هذا الموقع أنه يبالغ، لا والله بل إن هذا قطرة في بحر الواقع.
وبالرغم من الصحوة ووجود الكثير من الجيدين بين أبناء هذا الجيل فإن الغث يتكاثر بسرعة، ولا يوجد من يحاول أن يصحح مساره. أحس بأننا محتاجون لثورة في مؤسساتنا التعليمية لنعد جيلا صالحا، أخاف على إخوتي كثيرا من هذا الجو؛ فأنا ولله الحمد استطعت المرور بسلام، ولكن إخوتي ما زالوا في تلك البؤرة، وأخاف أكثر على أبنائي مستقبلا لدرجة أنني أفكر كثيرا بعدم الإنجاب.. أيكفي المنزل للتربية؟ أتكفي نصائح الأم لحماية الأبناء؟ سؤال يراودني ويقض مضجعي؛ فالحالة تزداد سوءا، ولا أعلم إن كنت قادرةً على تحصين أطفالي أم لا؟؟!!
أعلم أني أطلت، ولكني كنت أود كتابة هذه الرسالة منذ أكثر من سنة، ولكني ترددت كثيرا إلى أن رأيت رسالة الأخت فتشجعت؛ لأن المشكلة واحدة وهي الفساد المنتشر في جيلنا.
أريد أن أقترح اقتراحا، ولكن أرجو عدم نشر الاقتراح حتى لا يظهر اسم البلد الذي أعيش فيه.. أقترح أن يهتم موقع مجانين بالتوعية خصوصا في مسألة الشذوذ في مؤسساتنا التعليمية مع العلم أنني أسكن في بلد خليجي متقدم طبعا الطرح المباشر لن يفيد وأنتم أدرى؛ لذلك أظن أنكم (أهل الاختصاص) أقدر الناس على معرفة الطريقة الصحيحة لمخاطبة هؤلاء الفتيات أو حتى الفتيان.
أؤمن أن الوعي قد يساعد الكثيرين ممن يجرون إلى هذا الطريق بواسطة الأصدقاء والتقليد الأعمى، وتعقد عندنا في الجامعة الكثير من المحاضرات الدينية، ولكن بالطبع لن تحضر الفتيات الغافلات؛ لذا أظن أن التوعية يجب أن تتطور وأن تجد طريقة لتصل إلى الجميع. ليس لدي في الحقيقة أي أمل بأن يطرح هذا الاقتراح للتنفيذ؛ فأنا أعلم مدى الصعوبة التي قد تواجهونها؛ لذلك أنا أكتفي بأنني على الأقل طرحت لموضوع. إذا كان هناك أي شيء تقترحونه لأستطيع توعية إخوتي فسأكون شاكرة لكم.
نقطة أخرى أود أن أقولها للأخت السائلة بخصوص الدراسة العملية وإحساسها بألا فائدة من دراستها، أوافقك الرأي يا أختي بأن المناهج الدراسية في الدول العربية ليست على المستوى المطلوب، ولكني أشم رائحة تخاذل من قبلك، فمن يضع نصب عينيه هدفا واضحا لا يعدم الوسيلة. ألا تستخدمين الإنترنت؟ ألم تجرِّبي أن تزيدي من علمك بواسطتها؟ توجد مواقع طبية على الإنترنت بالصوت والصورة وبعضها تفاعلي بحيث تستطيعين أن تتفاعلي مع الصورة كأنها مريض، أنا مجال دراستي طبي أيضا، وأستفيد جدا من هذه المواقع.. الفكرة ألا تتقاعسي وأن تبحثي عن أي طريقة تعينك، وأدعو الله أن يوفقك.
شكرا لـ "موقع مجانين" على إتاحة الفرصة لي، وأريد أن أقول شيئا أخيرا هنا، وهو كلما أحسست باليأس يتملكني من الواقع الذي حولي دخلت إلى موقعكم فأجد مسلمين حقيقيين يعون جوهر الإسلام ويحاولون حل مشاكل الناس بروح الإسلام السمحاء، أجدكم قريبين إلى قلبي، تمثلون الحلم الذي أتمنى أن أصل إليه (المسلمة القوية المثقفة الواعية الفاهمة لدينها)، متمثلا في كل خبير منكم،
أنتم قدوتي في حياتي؛
فوفقكم الله ورعاكم وسدد خطانا وإياكم. شكرا لكم.
3/12/2023
رد المستشار
بماذا يمكن أن ترد يا أخي القارئ أختي القارئة على رسالة مثل هذه؟! دعوني أحاول بعون الله.
أشكرك يا أختي الكريمة على جرأة طرحك، وحسن عرضك، وأرجو أن نكون بالفعل كما تقولين في وصفك لنا، ونتمنى دائما أن يجعلنا الله عند حسن ظنكم، وأن نظل كما تتصورين، وزيادة بعون الله وتوفيقه، فلا فلاح إلا بهذا، ولا وضوح إلا بهديه ولا استمرار إلا بتأييده سبحانه وتعالى.
وأخشى أن تظني بنا الظنون؛ إذ تظهر رسالتك والرد عليها بعد أكثر من شهرين من إرسالك لها ولعلك اعتقدت أن جهة ما قد منعتها، أو خشية منا قد حجبتها أو غير ذلك من الاحتمالات غير الصحيحة، والتأخير ببساطة مرده أنني رأيت أن من الأنسب تأخير نشرها إلى أن تهدأ مسألة العراق نسبيا لتكون النفوس والعقول مهيأة أكثر لاستيعاب المعلومات الخطيرة والأفكار الجديدة التي تطرحينها والمشاركة في التعقيب والتطوير.أردت إذًا أن تأخذ رسالتك حقها في الانتباه والاهتمام ولو كان ذلك في مقابل بعض التأخير، فمعذرة إن كان هذا قد ضايقك.
قلنا قبل ذلك بأن انحلال المجتمعات لا يكون بسبب الأشكال بقدر ما يكون بسبب المفاهيم السائدة والقيم الحاكمة والممارسات الشائعة وأنماط الحياة المتاحة أو الغالبة، وكارثة الشذوذ هي قمة جبل الجليد عند مجتمعات أهلنا في الخليج وتحتها ركام من المشكلات المغمورة تحت سطح التمرير والتواطؤ والصمت الجبان حتى إذا حاول أحدهم أن يكسر طوق الصمت بطلقة صدق ومكاشفة ابتلعته رمال الإسكات وألقت به في زوايا النسيان وإن رحمته من غياهب السجون.
وفي خليجنا وغيره فإن الصراحة فعل فاضح والمكاشفة هي نوع من التحدي وللنظام الاجتماعي القائم على النفاق والكذب، وقد اعتدنا على الزيف وإدمان التزوير حتى أصبحت الحقيقة هي الفضيلة المهاجرة؛ لأنه لا يوجد لها بيننا مكان، ولكن لا يخلو الظلام من ضوء ولا تخلو جدران الصمت والتعتيم من شروخ يمكن توسيعها والنفاذ منها لغد أفضل.
وكررنا أن أسطورة تفسير تخلفنا ورده إلى مجرد الانحلال الأخلاقي بالمعنى الجنسي الضيق قد صارت مزحة سخيفة ينبغي أن يتخلى عنها من يكررونها، ينبغي أن نتوقف فورا عن تصديقها وترويجها، وأن نرفع أصواتنا واثقين في وجوده القائلين بها أن يبحثوا لهم عن لعبة أخرى وخطاب آخر يدغدغون به مشاعر الناس وعواطفهم.
وتعرفين المشهد الهزلي المتكرر: خطيب أو داعية يعدد مظاهر العري والاختلاط والتبرج والسفور ويتحدث عنها بوصفها كبائر المعاصي التي نقترفها، وأنها السبب فيما وصلنا إليه من انحطاط، ثم يصف الدواء الحجاب، ومنع الاختلاط، ومبروك علينا التقدم والنهضة.
تقولين بأننا نحتاج إلى أساليب جديدة للدعوة، وأنا أقول بأن هذه ليست دعوة ولكنها ادعاء؛ فالأخلاق أوسع بكثير من معاني الجنس والعري، فالغش في الصناعة، والكذب في السياسة والفساد في الإدارة، وخيانة الأمانة في قيادة أسرة أو شئون أمة كلها منكرات أكبر وأخطر وأفدح من فتاة فارغة ترتدي سروالا ضيقا أو شاب رقيع تافه يلاحقها بنظرات أو تحرشه، وبدلا من أن نضغط على أعصاب الشباب نحو حلول قاصرة وراءها تحليلات سطحية ساذجة نحتاج إلى وضع الرأس مكانه في أعلى الجسد، ووضع النعال مكانه على الأرض. كفانا سفهًا فلم يعد هناك مجال للمزيد من السفه، وكفانا دجلاً، فليس هذا وقت الدجل، وكفانا كذبًا فقد أهلكنا الكذب.
ليس المنكر الأكبر في مجتمعاتنا أن فيها هذا المقدار من العري أو الاختلاط فهذه منكرات صغيرة أو متوسطة "مع المبالغة"، المنكرات الكبرى تعرفينها ونعرفها جميعا وحان وقت النقاش حولها والعمل في سبيل تغييرها.
معركتنا الكبرى ليست مع السفور ولا الاختلاط، معركتنا مع فراغ الذهن والوقت، مع تحويل الجامعة لساحة اكتساب أموال أو حانة أو "غرزة حشيش" باللفظ المصري وتفريغها من العلم النافع الذي ينافس في عصر البحث والاكتشاف.
معركتنا الأهم مع الظلم الاجتماعي في البيت ضد الزوجة والأولاد، وفي المجتمع ضد الرجال والنساء جميعا، وفي العلم ضد كل من يحاول أن يتميز أو يبدع وأن يكون جادا فيما جاء بشأنه.
معاركنا الأصعب مع الاستبداد والفساد والتبعية، والأعداء الأقرب أخطر من الأبعد والاحتلال الأمريكي لم يكن ليحدث لولا أن أرضنا فارغة من كل أسباب القوة والمنعة والمقاومة وليس فقط أنواع السلاح من بنادق ودبابات فهذه نملك الكثير منها، ولكن يعلوها صدأ مثل الذي يعلو العقول والقلوب والنفوس.
وسيختفي الانحلال الجنسي أو ينكمش وسترحل أمريكا حين نحرر حياتنا من عوامل الانحطاط والضعف والتخلف، ونعود كما ينبغي وكما يريد الله سبحانه منا ولنا. لن ندفن رؤوسنا في الرمال يا أختي، وسنقول لكل ظالم وفاسد ومتخلف بأنه كذلك في وجهه، وإن كان هذا ليس نهاية المطاف أو غاية المراد أو نهاية أفق الممكن.
سنظل نضع هذه الحقائق والمعلومات أمام أولي الأمر لعلهم يتحركون ولو لإثبات بعض الجدارة بأن يكونوا على مقاعدهم مسؤولين أمام الله إن لم يكن للناس في اعتبارهم وزن. وسنظل نقول بأن الصحوة أو ظاهرة الاهتمام بالدين قد تخبطت وضلت الطريق كثيرا، وبددت الجهود والطاقات في قوائم أولويات خاطئة، وأن لها أن تراجع وتتراجع عن أخطائها، وكل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون، وأول التوبة الرجوع إلى الصواب.
كم تبدد من الجهود والطاقات في معارك ثانوية أو في الدعوة إلى شكليات فرعية أو فضائل عامة، والمطالبة بالإصلاح السياسي أو السعي في سبيل دون إدراك الارتباط الوثيق بينه وبين الأوضاع الاجتماعية المنهارة والتي تحتاج بدورها إلى توعية وجهاد، وربما كان سلوك سبيل التغيير الاجتماعي هو السبيل الأصوب لتأسيس الأصول الراسخة لتغيير سياسي نحتاجه بالتأكيد عميقا ومستمرا وشاملا، كما نحتاج لإنقاذ النفوس والبيوت والمجتمعات.
وسنظل نقول للناس جميعا على اختلاف مواقعهم بأن الساكت على الحق شيطان أخرس، وأن القاعد عن التغيير شيطان أخطر، وأن الكاذب على الله والإسلام فهو يطرب من بكاء الناس حوله حين يثقل على عواطفهم بالوعيد والترهيب، هؤلاء لن يجدوا من يبكي عليهم دمعة واحدة يوم العرض الأكبر، وطريق الكثيرين إلى جهنم مفروش بالنوايا الطيبة.
وسنظل نحذر من قادة يتصدرون ويقولون وبضاعتهم من فقه الشرع ضعيفة ومن معرفة التاريخ والواقع أضعف، ورؤيتهم للأحداث محكومة بأمراض نفسية أو اضطرابات شعورية أو تهويمات ذهنية أكثر مما هي محكومة بمنهج أو منطق.
وسنظل نبحث معا عن ثغرة في الطريق المسدود، وأمل في مصير مختلف، وسبل لتحويل أفكارنا وأحلامنا إلى واقع نعيشه نحن ويستمتع به غيرنا ممن طالت معاناتهم.
وأخيرًا.. فأنا أضع اقتراحك تحت أعين المسؤولين في "موقع مجانين" وغيره، وإن كنت أرى أن سبيل توصيل الخير إلى الجميع لن يكون شريط فيديو أو محاضرة أو دورة رغم أهمية هذا الوسائل، ولكن الدعوة المباشرة ونشر الأفكار بالمواجهة المباشرة هي الطرق الأكثر تأثيرا، وتخيلي معي أن كل زائر من زوار صفحتنا سيقوم بتكوين شبكته الاجتماعية ثم يقوم بنشر المعاني والقضايا التي نتناولها في صفحتنا هذه وإدارة حوارات وتبادل خبرات ومعلومات حول هذه القضايا والتوعية بها والتفكير في سبل تغييرها إلى الأفضل ولو في مساحات ضيقة.
إن الأفكار السليمة المتماسكة لها قوة في الانتشار والتأثير شريطة التواصل والتوصيل الذي يمكن أن تقوم به هذه الشبكات، إن المعاني الإيجابية التي تنفع الناس لها أجنحة تطير بها في آفاق لا يمكن أن نتصور مداها شريطة أن نحررها من وجودها محصورة على صفحات شبكة الإنترنت وأن نطلقها بين الناس لتتفاعل وتنمو وتمكث في الأرض كما وعد الله.
التغيير الذي تطمحين إليه هو السهل الممتنع، وهو ليس ملكا لهيئة أو حكرا على فئة، وإنما هو لمن يحلمون به ويعملون من أجله ويسعون له بين الناس ليل ونهار، وبهذا وحده يمكن أن ننقذ أنفسنا وذوينا، وأن نقف بين يدي الله غير خزايا ولا مخذولين.. اللهم نصرك وتأييدك.
ويتبع>>>: يوميات الزيت والزعتر: إنقاذ الشرف.. مشاركة2