وسواس النجاسة خلاصة الخلاصة والشعور بالذنب!! م2
تساؤلات عن سنية ازالة النجاسة
السلام عليكم أتمنى أن تجيب على استشارتي الأستاذة رفيف الصباغ
- عندي سؤال عن سنية إزالة النجاسة لماذا يا أستاذة تفتين بعض الموسوسين بالأخذ بهذا القول وبعضهم لا تتطرقين لهم بهذه الفتوى؟
-على قول السنية هل يعفى حتى عن النجاسة التي أجزم بها يقينا أم هي فتوى أحمل عليها فقط ما أشعر أنه من الوسوسة فأنا لا أعرف في كثيرٍ من الأحيان أشعر بأن النجاسة حقيقية ويقينية وأحياناً لا أفرق هل هي وسواس أم لا فهل أنا مطالبة بالتفريق؟
-هل يصح آخذ بالسنية حتى عند خفة الوساوس التي تتعلق بالإزالة النجاسة وانتشارها فأنا أشعر أني على خطأ عندما أتبع السنية وأنا مرتاحة البال فهل هذا أيضا من الوسوسة؟
-اكتشفت مؤخراً بأن مشكلتي تتعلق بأمرين وليس المصيبة لدي في خوف قبول الصلاة بسبب وجود النجاسة وإنما الفكرة عندي هي أني أشعر بأنه يجب علي أن أبقى طاهرة طوال اليوم وعلى مدار الساعة يعني هو عبارة عن خوف من وجود النجاسة على جسمي وليس الموضوع يرتبط بالطهارة لقبول الصلاة فقط فلا أستطيع أحيانا أن أتقبل وجودها علي عند اشتداد الأعراض فكيف لي أن أتعامل مع هذا الأمر إن كان هنالك أي توجيه يخص هذا الموضوع؟
-أخيراً يا أستاذة رفيف كيف أتعامل مع شعوري اتجاه نفسي فأنا كثيراً ما أصبحت أشعر بالاشمئزاز من نفسي بسبب النجاسة وأني نشرتها وتركتها تنتشر وأني إنسانة قذرة أصبح هذا الشعور يؤذيني فكيف أتعامل معه عند تطبيق السنية؟ هل حقا لا آثم بتطبيق السنية حتى إذا كانت النجاسة غير يسيرة فأنا أخاف أحيانا أني غير معذورة وأن النجاسة ليست منتشرة بشكل كبير في المنزل فيعفى عنها كقول الشافعية الذي قد ذكرته سابقا؟ وهل أستمر على هذا الحكم حتى لو شفيت مستقبلا؟ أم تعود علي تكاليف التطهير؟
-لدي سؤال أخير ولكن لا أعرف إن كنت أجد الإجابة هنا كثيرا ما يقولون إن الوسواس عبارة عن وهم فهل حقاً هو عبارة عن وهم ولكن الموسوس يراه أمرا يقينيا وقطعيا فأنا أصبحت في بعض الأحيان أردد هذا الأمر في ذهني عند تطبيق السنية لأن الناس دائما يقولون أني متوهمة فأخفف من القلق بفكرة أني متوهمة في بعض الأمور كما يقول لي الناس
وجزاك الله خير يا أستاذة رفيف مقدماً ولم أقصد أن أكرر أي سؤال من الأسئلة الماضية لأن استشاراتي قد أزعجتك سابقاً فهذه التساؤلات في بالي حقا أرغب في المضي قدما بتطبيق السنية وأنا مرتاحة البال دون هذا القلق فأرجو أن تجيبيني برحابة صدر وكتب الله أجرك يا أستاذة
10/12/2023
رد المستشار
الابنة المتابعة الفاضلة "Nouf" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، واستعمالك وحسن متابعتك لخدمة الاستشارات بالموقع.
وجدت نفسي مضطرا للرد عليك بنفسي بعدما اتخذت د. رفيف قرارا بأنها ستبدأ بالرد على الجديد (وتترك القديم المتراكم) من استشارات مجانين وطبعا استشارتك هذه واحدة من أقدم ما تراكم عندنا، وحقيقة فأنا أجد العذر لرفيف لسبب واضح وبسيط ألا وهو أن غرض استشارات بعض الموسوسين لا يكون الحاجة للرد الذي يريح القلب ويحل المشكلة وإنما يكون ممارسة ما أسميه "الرياضيات الفقهية" بتعقيد الميسر وتلبيس المفسر وكأن لسان حال المستشير يقول لا لا يمكن أن يكون الأمر بهذه السهولة!!! ولعلك شخصيا يا "Nouf" استشعرت ذلك عندما اختتمت متابعتك بقولك (أرجو أن تجيبيني برحابة صدر)... ونسأل الله أن يعيننا على ذلك.
1- تقولين أولا (لماذا يا أستاذة تفتين بعض الموسوسين بالأخذ بهذا القول وبعضهم لا تتطرقين لهم بهذه الفتوى؟) وسأجيب أنا لا رفيف فأقول أولا لأنها بدأت عملها في موقع مجانين وهي تجيب بالفقه الحنفي أو الشافعي ثم في 2016 (إن لم تخني الذاكرة) أبلغتني (ولم يكن لدي أي علم قبلها) بمسألة سنية إزالة النجاسة عند المالكية وحين سألتها لماذا وأنت فقيهتنا من 2007 لم تشيري إلى هذا كان ردها أنها انتظرت حتى وثقت المعلومة الفقهية بالشكل المنضبط، فستجدين على مجانين إذن من كانت حالته كحالتك ربما ولم تقل له بالسنية، هذا أولا وأما ثانيا فلأن حوارا يدور بيننا يتعلق بأن للرخص مستويات يتم تحديدها بمعرفة حالة الموسوس المعين معرفة دقيقة لأن بعض الرخص قد يستخدمها المريض كاحتياط تأميني فلا يكون تطبيقها علاجيا وإنما يصبح بمثابة عامل إدامة لمشكلة الوسواس.
2- وأما ثاني تساؤلاتك (هل يعفى حتى عن النجاسة التي أجزم بها يقينا أم هي فتوى أحمل عليها فقط ما أشعر أنه من الوسوسة) الرد هنا آخذه من رد رفيف على صاحب استشارة: وسواس النجاسة: الأخذ بالسنية فالوسوسة بالكمية! حين قالت (اكتشفت بعد البحث أنه يجوز الأخذ بسنية الطهارة للصلاة، ولو بحثت أيضًا لاكتشفت أن هذا يشمل كميات النجاسة كلها، من النقطة إلى أن تعمّ الثياب والبدن والمكان!) فالحديث هنا عن نجاسة يقينية بينا السؤال عن الكمية فما رأيك؟
3- وثالثها هل يصح آخذ بالسنية حتى عند خفة الوساوس التي تتعلق بالإزالة النجاسة والرد هو أن سنية الإزالة هي رخصة دائمة يعني ليس فقط عندما تخفت الوساوس وإنما حتى بعد أن تنتهي ولذلك سبب طبي هو أن الوسواس القهري مرض مزمن ولا يختفي إلا ليعاود الهجوم مرة أخرى ولو بعد حين.
4- وأما رابعها فتحتاج وقفة أطول وتأملا أعمق (الفكرة عندي هي أني أشعر بأنه يجب عليّ أن أبقى طاهرة طوال اليوم وعلى مدار الساعة يعني هو عبارة عن خوف من وجود النجاسة على جسمي وليس الموضوع يرتبط بالطهارة لقبول الصلاة فقط فلا أستطيع أحيانا أن أتقبل وجودها علي عند اشتداد الأعراض فكيف لي أن أتعامل مع هذا الأمر) مطالبة الإنسان نفسه بأن يبقى خاليا من النجاسات على مدار الساعة لا تكون إلا في حالة الكمالية والتعمق إن كان عاقلا، وهنا يصبح المطلوب هو أن تتلقي علاجا سلوكيا معرفيا لتنقي نفسك من آفتي التعمق والكمالية وهاتان هما الصفتان اللتان قد يفلح فيهما الع.س.م باعتبارهما صفتان في إنسان عاقل يستغل الوسواس معاييره القاسية ويوسوس له بحيث يجعلها مستحيلة التحقق إلا بحياة كحياتك يا "Nouf"، ويعالج ذلك بتعريضك للنجاسة بحيث تضعينها على جسد حضرتك وتتدربين على تحمل المشاعر الناتجة عن ذلك مع ممارسة أنشطة حياتك بشكل طبيعي أي العلاج بالت.م.ا، وأما إذا كنت تحسبين نفسك من الملائكة وهم منزهون عن النجاسة فهذا أمر آخر يجعلنا نتحدث عن الذهان لأن مطلبك هذا لا يطلبه عاقل إلا كماليا أو متعمقا كما بينت أعلاه.
5- وبالنسبة لخامس تساؤلاتك (أصبحت أشعر بالاشمئزاز من نفسي بسبب النجاسة وأني نشرتها وتركتها تنتشر وأني إنسانة قذرة) بالطبع هذا نتاج طبيعي لتفاعل الوسواس مع خصائصك المعرفية التعمقية وهذا أيضا يعالج بالمقاربة السلوكية المعرفية على يد معالج محترف والتعرض ومنع الاستجابة جزء من برنامج العلاج.
6- وأما سادس تساؤلاتك فيتعلق بمدة صلاحية الرخصة (هل أستمر على هذا الحكم، حتى لو شفيت مستقبلا؟ أم تعود عليّ تكاليف التطهير؟) أجبت على هذا السؤال أعلاه، فالرخصة دائمة لأن المرض مزمن حتى ولو بدا غير ذلك.
7- وأما السابع فمعضلة الوهمي والحقيقي فتقولين (هو عبارة عن وهم، ولكن الموسوس يراه أمر يقيني وقطعي الرد على هذا التساؤل لا يمكن أن يكون جامعا مانعا لكل أنواع الوساوس والقهور، ودعينا نشرح قليلا لنبين فعندما يكون الحديث عن نزول نقطة أو خروج ريح أو الشك في ابتلاع مفطر إلى آخره هنا يحتمل أن يكون الموسوس واهما لأنه ربما عانى من هلاوس (أحاسيس جسدية كاذبة) وربما لا لأنه في الأصل يعجز عن التفريق، وهنا يقول الفقيه لست مطالبا بالتفريق لأن التفريق حين يشق على الصحيح يصبح غير مطالب بالتفريق فما بال حضرتك بالحالات التي تشبه حالتك؟
نقول مثلا للموسوس بخروج الريح وضوؤك صحيح ولو خرج ريح، ونقول كذلك للموسوس بفضلة البول أو نزول القطرات بعد الاستنجاء أو أثناء الوضوء أو الصلاة مندوب التطنيش ممنوع التفتيش وبعضهم يأتي ليقول اتبعت نصيحتكم بعد التفتيش أحسست نزول نقطة بول ولم أفتش وصليت المغرب ثم عندما أذن العشاء ودخلت لأقضي حاجتي وجدت نقطة صفراء في ملابسي! أتدرين ماذا يكون الرد؟ حكم هذه النقطة أنها وسواس أي أنه لا فرق بين ما توهمت وما هو حقيقي واقع لأنك غير مطالب بالتفريق ومنهي عن التفتيش.
وأما الحالة الثانية فتتعلق بمريض عرض وسواس الشك التحقق القهري بعدما يلقي عليه الوسواس بتهمة أنه قال كذا (كلمة كفرية) بينما هو لم يقلها ثم يقع بسبب ذلك في فخ الاستبطان وتفتيش الدواخل فما يزيده التفتيش إلا شكا من بعد شك حتى ليصبح عاجزا عن التفريق هل هو قال كذا أم هو يتوهم أنه قالها؟ ترى ما زلت تتساءلين عن الوهم والحقيقة؟
نهاية لا يمكن أن تكوني آثمة بالأخذ بالسنية ما دمت حصلت على تشخيص من طبيب نفساني بأن لديك مرضا نفسانيا أو أكثر (وسواس قهري +؟؟)، بينما أنت في هذه الحالة قد تكونين آثمة لعدم أخذك بالسنية واختيارك الإساءة لنفسك ولمن يراك ويظن ما تفعلين بسبب التدين بينما هو حصاد الوسواس وقله الفقه بالدين وإن صلحت رغبتك في التدين والالتزام.
وتضيف د. رفيف الصباغ إجابة رائعة ما شاء الله، لدي ملاحظة واحدة:
-قولكم: (حكم هذه النقطة أنها وسواس أي أنه لا فرق بين ما توهمت وما هو حقيقي واقع لأنك غير مطالب بالتفريق ومنهي عن التفتيش....) ... الحكم العام بغض النظر عن الموسوسين، أن الإنسان غير مطالب بالتفتيش، ولكنه إذا اكتشف فيما بعد وجود النجاسة يقينا حال إتيانه بالعبادة فهنا لا نقول له أنك متوهم وما كان ينبغي لك أن تفتش، وإنما عليه أن يعيد صلاته.
ولكن لاحظوا كلمة (يقينا)... يعني قد تكون النقطة عرقا وليست بولا.. والأصل الطهارة... وقد تكون النقطة بولا لكن لا نعرف متى نزلت، هل قبل العشاء بقليل، أم قبل أداء صلاة المغرب؟ وعندما لا نعرف، نجعل وقت حصول هذه النجاسة هو أقرب وقت محتمل لزمن اكتشافها... يعني نقول إن صلاة المغرب مضت صحيحة الوضوء لم ينتقض، والثياب طاهرة.
ونعتبر أن هذه النقطة خرجت قبل دخول المرحاض بقليل (فيما لو تيقنا من كونها بولا وليست عرقا،...)
من الممكن أن يقول أحدهم: ولكن النقطة لا تنزل إلا بعد التبول بقليل، ولا يمكن أن تنزل قبل العشاء....، هنا لكل حالة إجابة ولكل موسوس ما يناسبه من أحكام علاجية
ومرة أخرى أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعينا بالتطورات
ويتبع>>>: وسواس النجاسة خلاصة الخلاصة والشعور بالذنب!! م4