تزوجت منذ ما يقارب السنة والنصف بعد قصة حب طويلة، صبرت خلالها على ظروف زوجي كثيرا، وساعدته بكل ما أملك حتى بيت الزوجية أنا من أثثته وجهزته وأساعده إلى يومنا هذا في كل شيء، وأقوم بدفع كل الأقساط تقريبا، وزيادة على هذا أنا سيدة بيت ممتازة بشهادة كل من حولي.
لكن من الناحية الثانية لا أجد الحب والحنان من طرف زوجي فهو لا يتصل بي إلا لشيء يريده أو مساعدة يحتاجها، ولا يشكرني على مجهوداتي المبذولة ولا يساعدني في عمل البيت مطلقا، وعندما أمرض لا يسأل علي، وفوق هذا كلما بدر مني شيء يضايقه يعنفني بشدة ويصرخ ويسب ويشتم إلى غيرها، ولا يكلمني لأيام متوالية
ماذا أفعل حتى أنال إعجابه وكيف أتصرف معه أثناء الخصام بما يرضي الله؟.
أفيدوني جزاكم الله عني كل خير.
09/12/2023
رد المستشار
صديقتي
أغلب الظن أن زوجك يعاني من تقدير ذاتي سيء بسبب عجزه عن أن يكون هو من يكسب الرزق بالكامل أو على الأقل أن يكون مساو لك أو أكثر منك قليلا... إحساسه بأنه لا يقوم بواجبه بالكامل من وجهة نظر المجتمع الذكوري يجعله يحس بالفشل..إضافة إلى هذا، عندما تمتعضين أو تغضبين لعدم تجاوبهن أو إعطائك الحنان أو التقدير يجعله يحس بالفشل بصورة مضاعفة مما قد يفسر غضبه وعنفه.
بدلا من أن تركزي على المشكلة، ركزي على الحل... أغلب الظن أن زوجك يحتاج إلى التشجيع وليس النصائح أو المحاضرات... يحتاج إلى التقدير والتفهم واحترام تألمه بدلا من اتهامه بالتقصير (بطريق مباشر أو غير مباشر) ... عندما تريدين مساعدته لك في المنزل، اطلبي منه العون عن طريق طرح سؤال بطريقة لطيفة مثل "حبيبي، لا أريد أن أزعجك، هل يمكنك مساعدتي في ...؟" وعندما يساعدك أشكريه وأدعي له مثل "ربنا يخليك لي أو ربنا يكرمك"
الرجل يحتاج أن يحس بأنه شيء كبير ومهم في نظر زوجته وأنها سعيدة بوجودها معه بالرغم من وجود بعض النواقص أو المشاكل... سوف تحصلين على الكثير من خلال التشجيع والمعاملة الطيبة التي تظهر المودة والامتنان والرضا.. هو أيضا يحتاج منك لحنان مثل حنان الأم ولكن بدون سلطة الأم أو إظهارها لأخطائه أو معاقبته أو أسلوب الاستجواب في الأسئلة أو إعطاء محاضرة لإصلاحه وتقويمه... أعطه هذه الأشياء أولا قبل أن تتوقعي منه التغيير أو التعاون... شجعيه لمجرد وجود بادرة إيجابية.
لا مانع من أن تسأليه عما يضايقه أو عن كيقية معاونتك له أو إرضاؤه مثل: "حبيبي، أحس أنك غاضب علي أو على الحياة أو الإثنين معا... كيف أساعدك لكى تهدأ وترضى؟"
قصة الحب الطويلة تستدعي أن تكوني على دراية بنفسيته وما يعتمل في نفسه.
كل هذا مبني على أن هناك حب بينكما وعلى أنه إنسان سوي وصحيح نفسيا.
أنصحك بأن تذهبي معه لمستشار علاقات زوجية وأسرية إن أمكن لكي تتناقشا مع طرف محايد في احتياجاتكما النفسية كل من الآخر... إن لم يكن هذا متاحا فلا بأس من الاستعانة بأحد من أهلكما تعرفين عنه الصدق والعدل والحيادية.
وفقك الله وإيانا لما فيه الخير والصواب
واقرئي أيضًا:
زوجي دائم النقد، لا شيء يعجبه!
أحبه وأخافه: زوجي يضربني أمام أبنائه!
قصة للتدريس في مناهج الجهل الزواجي!
للتدريس في مناهج الظلم الزواجي
من أبي إلى زوجي: يا قلب لا تحزن!