مساعدة أختي
السلام عليكم أنا من سوريا أدلب لدي أخت تم اعتقالها من قبل نظام بشار الأسد لمدة ٣ أشهر ثم خرجت من خلال تبادل أسرى عندما خرجت طلبت منها أن تقابل طبيب نفساني لأني أعلم أن ما حدث ضرها ولكن لم تقبل ولم تتحدث عن ما حصل بعد فترة علمت أنها تعرضت لتحرش وعذاب نفسي شديد وحاولت إقناعها أن تذهب لدكتور ورفضت، مضى على هذا الحدث ٤ سنوات ولكن مازال ما حصل يؤثر على حياتها
أصبحت إنسانة ضعيفة تخشى من أي شيء نظرتها لنفسها متدنية جدا جدا وبما أنها تمتلك زيادة في الوزن منذ الصغر وتعرضت منذ الصغر لإزعاجات بسبب الوزن وما حدث معها أيضا أثر بشكل كبير فأصبحت لا تمتلك ثقة بنفسها أبدا وأصبحت عرضة للاستغلال بشكل كبير من قبل الرجال فتسعى دائما لنيل إعجابهم بطريقة سيئة من خلال محادثات الإلكترونية وترسل صورا عارية وإعطائهم المال فقط من أجل المدح عندما علمت أول مرة تكلمت معها وأخبرتها خطورة الأمر دينيا وأخلاقيا وراقبتها لفترة من الوقت ووضعت لها قوانين وأخبرتني أنها لن تعيد ما تفعله
ولكن من فترة اكتشفت أنها فعلت هذا مرة أخرى وأنا محتارة ماذا أفعل خصوصا أنها أكبر مني بالعمر
أريد مساعدتها وحمايتها ولكن لا أعلم كيف أقنعها أن تذهب لدكتور نفساني!!
14/12/2023
رد المستشار
شكراً مراسلتك الموقع.
يعاني الإنسان الذي يتعرض لصدمة مركبة مثل الاعتقال من تغيرات سلوكية متعددة وخاصة إذا فشلت البيئة التي يعيش فيها الاستجابة أو مساعدته في سد احتياجاته النفسانية والشخصية المتعددة. في نفس الوقت على الإنسان المصدوم التجاوب مع من يمد يد العون له والخروج من عزلته التي لا تختلف كثيراً في إطارها عن تجربة الاعتقال.
استشارة طبيب نفساني قد تساعد الإنسان المصدوم من جوانب متعددة مثل تشخيص اضطراب نفساني وعلاجه. في نفس الوقت تشخيص وعلاج أي اضطراب نفساني لا يساعد كثيراً في تغيير سلوك الإنسان بصورة جذرية وهناك الحاجة إلى الانتباه إلى ظروف الإنسان البيئية التي تساعده على تجاوز محنته وتغيير مسار حياته.
رسالتك تتحدث عن سلوكيات غير مقبولة من الأخت الفاضلة سوى أنها أكبر سناً وبنيانها النفساني ضعيف وربما لعب دوره في السلوكيات الجديدة التي تبعت صدمة الاعتقال. ما هي بحاجة إليه أولا التشجيع عى أن تروي روايتها بالكامل وتستمعين إليها أنت ومن حولك. الإنسان الذي يمتلك الشجاعة لكي يروي روايته لمستمعين يصغون إليه قد يتجاوز محنته ويبدأ رحلته الجديدة في مواجهة تحديات الحياة. تقديم النصائح ومراقبتها وردعها من ممارسة السلوكيات غير المقبولة لا يساعد فهذه مسؤوليتها وربما تفعل ما تفعل لجذب انتباه الآخرين. يتوجه الكثير من المصدومين صوب هذه السلوكيات لإعلام من حولهم بأنهم لا يمدون يد العون ولا يتفهمون محنتهم٬ وفي الكثير من الأحيان هذا معتقد خاطئ والمعتقد الصحيح هو أن من حولهم لا يجدون الترحيب من قبل المصدوم لمساعدتهم. لذلك خير ما يمكن أن تفعليه أن تخصصي لها وقتاً ما أسبوعياً تستمعين إليها بدون انتقاد وتقديم نصائح أخلاقية.
هناك الحاجة أيضاً إلى مساعدتها في التواصل اجتماعياً مع الآخرين من أقارب وأصدقاء. هذا التواصل الاجتماعي يخرج الإنسان من عزلته ومن خلاله يدرك الإنسان تأثير الصدمة على تفاعله مع الآخرين. إذا كانت هناك ندوات جماعية لضحايا المعتقلات فيجب تشجيعها لحضورها والاشتراك بها.
لا يمكن إجبارها على مراجعة طبيب نفساني وفي نفس الوقت لا أظن أن الطبيب النفساني سيقدم لها أكثر من آذان صاغية لسماع روايتها. إن فعل ذلك.
وفقك الله.
واقرئي أيضًا:
وحيدة مع ذكريات العنف والتحرش!
تقوى وعقابيل الكرب التالي للرضح!
اضطراب كرب ما بعد الرضح (الصدمة)