أفكار الشذوذ ونقص الرجولة أتعبتني
بسم الله الرحمن الرحيم سامحوني لو أطلت.. أنا أشكر كل القائمين على هذا الموقع العظيم الذي بفضل الله ثم فضل كثير من اطلاعي على مقالات فيه زادت معرفتي وثقافتي وراحتي..
أنا والحمد لله شخص مرح وفكاهي ومحبوب وأحفظ كتاب الله وأرتل القرآن ترتيلا وذو علاقات اجتماعية واسعة وأحب الحياة والناس ولدي طموحات ومواهب ولكن بدأت مشكلتي من حوالي ٣ سنوات أصبحت أخشى أن أمرض وأبحث كثيرا وكثيرا وتأتيني وساوس ارتفاع الضغط والجلطات والمرض، ثم تجاهلت كل هذا وعندما تعرفت على فتاة وتعلقت بي وتعلقت بها ولكن الشيطان تسلل بيننا وأصبحنا نتكلم كلاما جنسيا "فقط في الشات" ثم مع الوقت لم يعد يثيرني الكلام وأريد والعياذ بالله أن أمارس معها في الحقيقه فشهوتي عاليه جدا فبدأت بتخيل رجل معنا - والله قسما بالله إستحاله أن أفعل هكذا في الحقيقه ولو على روحي - ومع الوقت تركت الفتاة وانتهت العلاقة الحمدلله ولم تكن هناك أي مشاكل ولم أكن أشك في أي شيء إلا عندما وجدت رسالة في موقع يسمى "صراحة" والمرسل يكون مجهولاً تقول لي "يا شاذ" ومن هنا ربطت بين الرسالة وبين علاقتي بالفتاة ثم تذكرت فجأة تجربة في الطفولة - كانت لا تشكل لي أي أهمية - مع صديق لي كنا نجرب أشياء جنسية بالتبادل وسيطر وتسلط علي أنني لست رجلا وأنني شاذا وأقل من الرجال وأصابني ضيق شديد وتعبت نفسياً فأنا والله أميل للفتيات بل وأكتب الشعر ولا أقبل بأي علاقة شاذة وأكره الشذوذ وأقرف منه وأعتذر عن الإطالة وباختصار:
١ - لماذا أثار بتخيل شيء أرفضه وأمقته تماماً في الواقع مع العلم أني قبل رسالة "يا شاذ" لم أشك ذرة أني شاذ لأني كنت أقول أنه خيال وفانتازيا فقط!
٢- كيف أتغلب على سيطرة تلك الأفكار مع العلم أنني قرأت كلما قل القلق من الوساوس فهذا يعني صعوبة علاجها وهذا في حد ذاته أصابني بالقلق أكثر
٣- كيف أعرف أن ما أعاني منه وساوس أصلا؟
٤ - لو وساوس كيف أحتقرها؟ ماذا أستحضر من فكرة أو صورة أو ماذا لأحتقره.هل أقول أنت وسواس حقير أم خاطرة حقيرة أم ماذا؟
٥ - أنا عندي قناعات أنني لست شاذ ولو كنت شاذ ما تعذبت هكذا ولكن الأفكار تبدو مقنعه وتأتيني بكل جحود مجتمعه كخاطرة أو استنتاجات عقلية (أنت فعلت كذا في الطفولة وتخيلت رجلا في الشات مع الفتاة ...إلخ إذا لا مفر أنت شاذ ولست رجلا)
وهذا يقتلني والله
أرجو توجيهي وآسف على الإطالة مرة أخرى
15/12/2023
رد المستشار
أخي الفاضل "محمود" بناء على ما ذكرته من معلومات، يبدو أن ما تعاني منه عبارة عن أفكار دخيلة تتعلق بهويتك الجنسية ورجولتك. ووصفك للتجارب المؤلمة التي عشتها في طفولتك مثل ما حدث مع صديق لك أثناء الطفولة حيث كنتما تجربان أشياء جنسية بالتبادل ومن ثم سيطرت وتسلطت عليك أفكار أنك لست رجلا وأنك شاذ وأنك أقل من الرجال، ثم تلقيك لاحقًا رسالة أثارت قلقك بشأن ميولك الجنسية.
فسببت لك هذه الأفكار ضائقة نفسية كبيرة وأثرت على علاقاتك. بالتأكيد! في حالتك، من المهم إدراك التأثير المحتمل للتجارب السابقة، مثل التنمر في مرحلة الطفولة والرسائل المؤلمة، على صحتك النفسية الحالية. ربما تكون هذه التجارب قد ساهمت في تطور الأفكار المتطفلة والقلق المتعلق بهويتك الجنسية ورجولتك. لذا فإن فهم الأسباب الجذرية لهذه الأفكار المتطفلة يمثل جانبًا مهمًا في فهم الحالة وكذلك وضع خطة مناسبه لعلاج حالتك. إن استكشاف تأثير التجارب السابقة ومعالجة أي أزمة عاطفية كامنة يمكن أن يساعدك على اكتساب نظرة ثاقبة حول أصول صراعاتك الحالية.
لذا فمن المهم ملاحظة أن تلك الأفكار المتطفلة حول توجك الجنسي والإحساس بذكورتك يمكن أن تكون مؤشرًا على اضطراب الوسواس القهري (OCD) مع هواجس التوجه الجنسي أو اضطرابات القلق المرتبطة بها. وتعكس تجربتك مدى تعقيد الأفكار الدخيلة وتأثيرها على الصحة النفسية. ويمكن أن تكون الأفكار المتطفلة المتعلقة بالتوجه الجنسي والذكورة مزعجة وقد تؤدي إلى قلق كبير وضعف في الأداء اليومي. فمن المهم أن تفهم أن هذه الأفكار لا تحدد هويتك وأن طلب المساعدة يعد خطوة إيجابية نحو التعامل معها. إن الضيق والمعاناة النفسية التي تسببها أفكارك، بالإضافة إلى السلوكيات القهرية التي تقوم بها لمواجهة تلك الأفكار، يتوافق مع المعايير التشخيصية للوسواس القهري. ونظرًا لتعقيد الوضع الذي تمر به، فمن الأهمية بمكان بالنسبة لك أن تطلب المساعدة المهنية من أقرب طبيب نفساني أو معالج نفساني. فقد ثبت أن العلاج السلوكي المعرفي (CBT) فعال في علاج الوسواس القهري واضطرابات القلق المرتبطة به. يمكن للتقنيات السلوكية المعرفية، مثل إعادة الهيكلة المعرفية والعلاج بالتعرض، أن تساعدك على تحدي الأفكار المتطفلة وإعادة تشكيلها، مما يؤدي في النهاية إلى تقليل تأثيرها على حياتك اليومية. وكذلك يمكن تناول بعض الأدوية في الحالات الشديدة مثل مضادات الاكتئاب وأدوية أخرى يتم وصفها على حسب كل حالة.
بالإضافة إلى طلبك المساعدة المهنية، يمكن أن تكون ممارسة تقنيات اليقظة الذهنية والاسترخاء مفيدة لك في إدارة قلقك المرتبط بأفكارك المتطفلة. ويمكن أن يساعدك التأمل الذهني وتمارين التنفس العميق في تقليل شدة هذه الأفكار المؤلمة وتعزيز شعورك بالهدوء. علاوة على ذلك، فإن بناء شبكة دعم من الأفراد المتفهمين والمتعاطفين يمكن أن يوفر لك الدعم العاطفي. وأيضا يوفر التواصل مع الأصدقاء أو أفراد العائلة أو مجموعات الدعم شعورًك بالانتماء والتفهم خلال الأوقات الصعبة. ومن المهم أيضًا أن تتحدى الحديث السلبي عن النفس وتستبدله بعبارات التعاطف والتأكيد. وكذلك تطوير تصور إيجابي وواقعي لذاتك يمكن أن يساهم في تحسين صحتك النفسية. وكذلك الانخراط في الأنشطة التي تعزز التعبير عن الذات والإبداع، مثل كتابتك الشعر، بمثابة شكل من أشكال التحرر العاطفي واستكشاف لذاتك. ومن المعروف أن المنافذ الإبداعية توفر وسيلة لمعالجة مشاعرك ولخبراتك بطريقة بناءة. علاوة على ذلك، يعد بناء مهارات المرونة والتكيف أمرًا ضروريًا في مناجزة الأفكار المتطفلة.
وأخيرًا، فمن المهم بالنسبة لك أن تنخرط في تواصل مفتوح وصادق مع الطبيب النفساني لتلقي التوجيه الشخصي والدعم المصمم خصيصًا لتلبية احتياجاتك الخاصة. ونؤكد على أن العمل على مناجزة الأفكار المتطفلة قد تكون عملية تستغرق وقتًا وجهدًا وصبرا، ولكنها تساعدك على شفائك وراحتك أثناء رحلتك نحو الشفاء.
مع دعائي لك بالشفاء وراحة البال.
واقرأ أيضًا:
الشذوذ الجنسي والوسواس القهري: وسواس المثلية
طيف الوسواس OCDSDs وسواس الشذوذ الجنسي OCD Homosexuaity