لا أريد الحياة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أشكر جهودكم العظيمة في تقديم النصح والاستشارة لأمثالي ممن بالكاد يجدون من يلجؤون إليه عندما تضيق عليهم صدورهم ولا يعرفون ما يصنعون. أنا شاب عندي 24 عاما هاجرت إلى السويد من سوريا بعدما عشت سنوات من الحرب والخوف والقلق وأصابني ما أصاب أبناء جيلي من الإحباط وفقدان الأمل. ولكن بعد برهة جاءت أنباء الهجرة إلى أرض الأحلام وجمعنا حقائبنا ورحلنا مع أمل بغد أفضل أنا وعائلتي.
بدأت قضيتي من الأشهر الأولى للهجرة عندما باتت تغزو عقلي تساؤلات عن الوجود والله والإنسان بدأت أبحث بشكل محموم غارقا بين الكتب والمقالات ومقاطع اليوتيوب تتبعت صفات المؤمنين والملحدين على السواء وركضت خلف هذا وذاك بحثا عن إجابات لأسئلتي وفي النهاية قررت أن أكون مؤمنا وأن أترك صفحات الملحدين واطمئنت نفسي وذهب عني القلق والهاجس الذي كنت أعيش فيه. والآن يعود الهاجس مجددا يدق رأسي دقا ويصيبني بنوبات هلع حتى لا أقدر على الأكل والشرب ووزني ينزل بسرعة. أصبحت الحياة جحيما لا يطاق. أنا أخاف من النار ولا أريد أن ألقى فيها ولكن الأصوات في رأسي لا تسكت شبهات تأتي وأخرى تذهب حتى ما عدت أستطيع العيش كإنسان طبيعي.
في هذه الأيام الأخيرة طرأ سؤال على عقلي يقول ما أدراك أن الذكاء الاصطناعي لن يستطيع في المستقبل أن يؤلف آيات مثل القرآن وبذلك يبطل تحدي القرآن وتكون أنت على غير دين الحق. ومنذ ذلك الحين وأنا في حالة لا يعلم بها إلا الله لا أستطيع أن آكل سوى ما تجبرني أمي أن آكله ولا أستطيع أن أدرس وأن أفعل أي شيء. تأتيني هذه الحالة على شكل نوبات حيث تلح الفكرة على رأسي فأذهب إلى الإنترنت وأحمل ما أستطيع من الكتب والدراسات عن الموضوع وأقرأ بعض منها حتى أتحسن لفترة ربما أشهر وبعدها تعود فكرة أخرى تصيبني بنوبة هلع وربما تعود نفس الفكرة وهكذا.
هذه أيام شتاء في السويد برد قارس ووحدة فظيعة مما يزيد الوضع سوءا .في آخر الأمر أقررت أن أنام ما قدرت قررت أن أهرب إلى النوم من هذه الحياة. كل الناس تعيش مطمئنة إلا أنا أعيش في فزع وخوف دائم أركض خلف الكتب والمقالات على غير رغبة منيز لا أجد مسكنا لألمي سوى في النوم والأفلام الإباحية. أرجوكم أغيثوني
15/12/2023
رد المستشار
تساؤل بل هواجس لا ترقى إلى الوسواس.. نوبات من الهلع.. لربما الإحباط بل الاكتئاب.. من خلال كلماتك التي أوجزتها ببساطة، تعبر عن مكنون نفسك التي تعاني الألم.. أفكار وهواجس تنتابك بين فينة وأخرى لتعتمل وتتفاعل نفسك بنوبات الهلع الناتج من هول الأفكار والهواجس وتساؤلك حول الإلحاد والإيمان، يجعلك أن تبحث في أمهات الكتب وغيرها من أدوات المعرفة لتصل في نهاية الأمر إلى طمانينة ويثبت الإيمان في نفسك وتشعر بالهدوء.
ولربما نبضات قلبك وتسارعها وخوفك مع امتناعك عن الأكل والشراب وإحساسك بالأسى والألم وأن حياتك لا تطاق. هذا هو الهلع الذي يجعل حياتك جحيما.. الهروب إلى النوم والأفلام الإباحية وعدم الرغبة في شي والألم.. هذه مشاعر الاكتئاب بل الاكتئاب هو ما تشكو منه الآن..
عليك أن تدرك أن الهواجس والأفكار التي في رأسك لا أساس لها في الواقع إلا من خلال أفكارك.. وتستطيع أن تواجهها إذا فعلا أدركت بأنها أفكار سخيفة وتافهة.. لا داعي إلى الهروب إلى الأفلام الإباحية.. احذر أن تغرق في هذا البحر ولا تجعل الشهوة تسيطر عليك، وعلمك بقبحها فلا تسترسل في طبعك، ولا تجعل الشهوة مستولية عليك، وحن لمفارقتها، بل مؤثر على تركها.
فمساعدة نفسك أولا أن تخلص النية وتعزم الأمر. فلا تتأخر بالذهاب إلى الطبيب الآن. ولن يتأخر الطبيب والاختصاصي في معالجتك.. ابدأ بخطوة أولى وهي ثقتك بالله وبنفسك أن هناك علاج لحالتك.
دع القلق واطمئن لأن عقلك في الأصل غير مقتنع بهذه الأفكار السيئة التي تراودك، والصور الذهنية التى تخطر ببالك حول القران.. والله لا يحاسب على الأفكار بل الأفعال.
حاول إهمال وجود وإهمال هذه الأفكار وعدم التعامل معها قد يخفف منها.
حاول الآتى:
• التواصل مع الأصدقاء وأفراد العائلة والانضمام إلى مجموعة توفر فرصًا لتحسين مهارات التواصل.
• ابتعد عما هو مثير جنسيا
• ابتعد عن مشاهدتك للأفلام الإباحية
• ممارسة أنشطة ممتعة ومهدئة، مثل الهوايات،
• تذكر نجاحاتك، ولا تركز فقط على إخفاقاتك وفشلك.
• كلما شعرت بالقلق "وخذ نفساً للاسترخاء"
• كافئ نفسك، عندما يكون أداؤك الاجتماعي جيداً.
وقليل من بعض التمارين:
• الاسترخاء: تساعدك علي تقبل الموقف قبل التعرض للموقف.
• التنفس: بأخذ شهيق عميق وحبسه لثوان ثم زفير ببطء ، ويكرر ذلك عدة مرات يوميًا.
حاول أن تبدأ ما ذكر أعلاه.. وأطلب المساعدة من طبيب واختصاصي.
ويتبع>>>>>: لا أريد الحياة .. هواجس وأفكار كفرية!! م