بسم الله الرحمن الرحيم..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أساتذتي الكرام جزاكم الله كل الخير عنا ووفقكم الله تعالى لما يحبه ويرضاه.. أنا فتاة عمري 24 عاما الحمد لله رب العالمين الذي منّ علي بنعمه التي لا تحصى، فلقد نشأت في أسرة مترابطة، ومنّ الله علينا بالالتزام يشهد الجميع لي بجمال الشكل والأخلاق.
في أثناء دراستي الجامعية تقدم لخطبتي ابن عمي، ووافقت عليه دون تفكير برغم الفروق الاجتماعية الواضحة بيننا، ربما فرحا بالخطبة، ولكني تحملت نتيجة تسرعي وفسخت الخطبة بالرغم من حب خطيبي الشديد لي، مما أثر على علاقة الأسرتين، وعانيت بعدها كثيرا تارة للإحساس بالذنب وتارة بسبب الحرب التي شنها هو ووالدته علينا.
وأشار علي أبي بعد أن أنهيت دراستي الجامعية أن أكمل في الدراسات العليا كي أخرج مما أنا فيه، وكانت بداية جميلة لي، فرأيت الحياة بلون مختلف، ولم أفكر في الارتباط خوفا من الفشل في حب من أرتبط به، ولعدم ثقتي في أي شخص بعدما اكتشفت بعد فسخ خطبتي أن خطيبي كان يكذب علي في أمور كثيرة، ولذلك لم أكن أوافق على أي ارتباط.
ولكن بعد إلحاح أهلي، وافقت أن أتحدث إلى شخص تقدم لي وكنت خائفة جدا؛ لأن مشكلتي هي التردد وعندما رأيت ذلك الشاب كانت لي ملاحظات كثيرة، مثل أنه أقصر مني بشيء قليل جدا، وأنه يعيش في منزل العائلة في قرية قريبة من مدينتنا، وله خمسة إخوة رجال كل منهم يسكن شقة في البيت، ووالدته تسكن الطابق الأول، ولكن الجميع يشهد لهم بالالتزام والترابط، ولأن أمنية حياتي أن أرتبط بإنسان يخاف الله يأخذ بيدي إلى الجنة، فلقد طلبت من أهلي أن أجلس معه للتحدث مرة أخرى حتى أتأكد من قراري، وجلسنا في حضور أخي، وتحدثنا وكان لبقا هادئا وصريحا للغاية فلم يخف عنا أي شيء.
واستخرت الله تعالى ثم وافقت، وتمت الخطبة، وكنت سعيدة جدا، فهو إنسان خلوق وحنون للغاية ولبق وخفيف الظل ومثقف، ولكن لا أستطيع أن أفهم ما يحدث، فمنذ خطبتنا ولا يمر يومان دون مشاكل، وفي نهاية كل مشكله نعتذر ونعود أجمل مما كنا عليه، ولأننا تأكدنا من مشاعر كل منا للآخر فقد عقدنا القران علَّ هذه الخلافات تذهب عنا وتكون فرصة للاحتواء ومعالجة المشاكل.
المشكلة الآن أني اكتشفت أشياء خطيرة فلقد أعطاني زوجي الباسوورد الخاصة بإيميله دون قصد، وتجرأت أنا وفتحت الإيميل ربما فضولا مني، ولكنى وجدت رسالة من موقع إباحي مما يعني أنه زار هذا الموقع، فصدمت وآثرت أن أصمت خوفا من إجابته بنعم؛ لأني لم أعد أقوى على فراقه، فنحن نحب بعضا إلى أقصى الدرجات، ولكنني صارحته بعد طول عناء بما وجدته، فأنكر، وقال إنه ليس مهتما بالإيميل وإن هناك الكثيرين يعرفون الباسوورد لأنه أخبرهم بها.
لا أعرف ماذا أفعل؟ أصدقه؟ ولكنه يخفي عليّ أشياء خوفا على مشاعري مثل سفره؛ لأنه يعرف قلقي عليه.
وهناك موقف يقلقني أن هناك رقم موبايل كان يرن علي وأخبرته بذلك، وانزعجت عندما وجدته هادئا ولم يعر الأمر اهتماما وبعدها بفترة أخبرني أن هذا رقمه، وأنه كان يمازحني مما صدمني فيه، ومما أقلقني أيضا هو عدم استيقاظه لصلاة الفجر إلا نادرا، وأحيانا أجد له عذرا، فعمله كصيدلاني يلزمه بالتواجد في الصيدلية لوقت متأخر، ولا يستطيع النهوض مبكرا.
مثقف دينيا جدا، وخلوق وكل من رآه أحبه فهو شفاف متناقض أحيانا، وما يقلقني أنه يهتم بالجنس كثيرًا، ويتحدث فيه وحجته أننا لابد أن نذيب الحواجز بيننا، والعجيب أني أصبحت أتحدث معه بقليل من الحرج، وذلك يرجع لأسلوبه المؤدب حتى في الكلام عن الجنس، فهو إنسان جذاب، بالرغم من أنه لا يهتم بمظهره بدرجة كبيرة.
يخبرني دائما أني سأكون أسعد إنسانة معه وأشعر بذلك، لكنني أخاف من كل شيء الحياة الجديدة في الريف وبيت العائلة الذي لم أعتد عليه، فمستوانا الاجتماعي يفوقهم، ولكنهم مترابطون، وذوو أخلاق كريمة، والجميع يحسدهم على ما هم فيه من حب وترابط، لكني خائفة.
أنا لا أفهم خطيبي، هل هو ملتزم حقا.. خاصة أنه يسمع المسلسلات والأفلام؟ وعندما عاتبته قال إنها ليست حراما، أحيانا أحضر ورقة وقلما وأكتب عيوبي حتى أقول لنفسي إنني أيضا أخطئ، ولا يجوز أن أتصيد له الأخطاء، لكنني أريد حياة إيمانية مليئة بالحب والوفاء، أحيانا يتلفظ بألفاظ قبيحة، ويقول إنها ليست عيبا عندهم، مما يجعلني متوترة، أحبه جدا وأخشى من الفشل عندما أراه أنسى كل شيء، وأرتمي بحضنه فلا أشعر بالأمان والراحة إلا معه.
أسعد جدا بالنقاش معه، فهو لبق للغاية، ونحلم سويا ببيت يملؤه الدفء، فهو يحترم الحياة الزوجية جدا،ويتذكرني دائما بهدايا، وإن كانت بسيطة لكنها تعبر عن حبه لي، أحيانا لا تروقني آراؤه، وأفكاره، لكنني دائما أقتنع في النهاية؛ لأنه يحب أن أكون مطيعة له، وأنا أسعد برضاه.
عذرا للإطالة، ولكني وجدت طوقا للنجاة، بالله عليكم أجيبوني ما الحل؟ لا أتحمل بعده عني، بل لا أتصوره، ولا أتحمل عدم التفاهم بيننا، وخوفي من المستقبل.
عذرا للإطالة..
جعلكم الله سببا في فك كرب المكروبين.. وجزاكم الفردوس الأعلى.
6/12/2023
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
هوني عليك يا صديقتي، فالتطابق بين ما نحلم به وما نجده على أرض الواقع ما هو إلا "وهم" كبير يعبر عن عدم نضوجنا وعدم فهمنا لطبيعتنا كبشر! فالبشر ليسوا ملائكة تماما ولن يكونوا، وكذلك هم ليسوا شياطين تماما ولن يكونوا، هكذا أنا وأنت وزوجك وكل البشر.
وحين نقرر الزواج بشخص علينا أن نستحضر هذا الفهم، على أن نعي أن ما يمكننا التنازل عنه هو ما يمكننا التنازل عنه بالفعل، وأن نستمتع بما نجده جميلا في شركاء حياتنا؛ لأنهم بشكل "إجمالي" قادرين على تحمل المسؤولية، ويتقون الله قدر إمكانهم في أنفسهم وفينا وفي أبنائنا و"يجتهدون" في إسعادنا.
فهذه هي الحياة وهذه هي الواقعية، ولتتذكري أننا نتعايش مع شركائنا بقدر كبير من "القبول" لهم ولا يُجدي أن نظل نتعمد تغييرهم ليفكروا كما نفكر ويتصرفوا كما نتصرف أو حتى كما نتوقع منهم تماما، وحتى تهدئي دعيني أناقش معك ما تخافين منه:
* زوجك أخطأ حين اطلع على هذا الموقع، ولكن هل "نشنق" من أخطأ؟ فلعلها كانت لحظة ضعف أو فضول تورط فيه بسبب ضغوط الحياة من حوله في كل مكان، ولا تنسي أننا "قد" نطلع على ذنوب الآخرين بالعمد أو بالصدفة، ولكننا ليس بالضرورة أن نكون سعداء الحظ فتُلقي لنا الصدفة مرة أخرى الاطلاع على لحظات توبتهم فلعله تاب ولم تشهدي توبته، فما عليك إلا أن تساعديه على أن يظل على توبته بمنحه الثقة فيه وتعهده عن بُعد بفطنة ولباقة.
* ستظل علاقتنا بالله عز وجل علاقة لها "خصوصية" و"أمانة" يتحملها الإنسان وحده، فلا يجوز التدخل فيها إلا بالقدر الذي يمكننا أن نتدخل فيه؛ كالتشجيع ومحاولة التغلب على أسباب التكاسل -أقصد صلاة الفجر- بالمودة والحب والأخذ بالأسباب وكذلك بالقدوة.
* ليس معنى حديثي أنني أدفعك لتقبل كل ما يضايقك منه، لا بالعكس فأنا أتمنى أن تناقشيه فيما يضايقك مستحضرة فهمك لطبيعة البشر لتستطيعي أن تتفهميه وتعينيه فتتمكنا سويا من وضع حلول وطرق ترتضياها "معًا" فيما يتعلق بمخاوفك أو ضيقك، خاصة أنه رجل رقيق المعشر دمث الخلق يستمع لك ويحبك، فلا تقلقي أو تتوتري.. فقط كوني ناضجة متفهمة مصرّة على إقامة حياة زوجية سعيدة بإذن الله.
واقرأ أيضًا:
هاجس سوء الاختيار: طبيعي في الخطبة!
هواجس ما قبل العقد: التردد مدمر!
التردد في إتمام الزواج!