السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
قد يبدو لكم ما سأكتبه بسيطا وهينا وغريبا، لكنه يؤثر في تأثيرا كبيرا. أنا فتاه مخطوبة لشاب لم تتح لنا الفرصة للتقارب الشديد والتعارف الكامل فيما بيننا، وأشعر أنني لن أتمكن من تعريفه بما يشغلني ويؤثر في، ومنه أنني من الشخصيات المحبة للنظافة في كل حياتي، وفى المقابل أحب أن يحرص جميع من حولي على النظافة،ولكنى وللأسف أرى الأغلبية العظمى من الرجال لا تهتم بذلك، فهل هذا من الرجولة؟!
وقد سألت العديد من البنات، وأجمعن على هذا الرأي، فهناك رجال كثيرون؛ سواء في الشارع، أو في أي مكان آخر، لهم تصرفات مقرفة، لا داعي لذكرها، مع العلم أن هذه التصرفات لا تخص طبقة معينة من الرجال، فهم يتساوون فيها مهما كان مستوى الشخصية أو ثقافتها.
مشكلتي أنني أخاف كل الخوف من أن يكون هذا الشخص الذي سوف يكون زوجا لي في يوم من الأيام- إن شاء الله- مثل هؤلاء الرجال، ويزداد خوفي عندما أتخيل وجودنا معا في منزل واحد، وما سوف يصيبني من القرف، وربما النفور منه؛ فماذا ترون من حل للتغلب على هذا الأمر؟!
مشكلة أخرى تؤرقني جدا، ولكني لا أستطيع أن أكتبها للنشر، وهي أنه من الطبيعي أن أعرف ما يحدث في الزواج من ممارسات، وما الحلال والحرام، ومن ضمن الأشياء التي سمعتها أن هناك أزواجا يطلبون- لا أدرى كيف أشرح، ولكن من الضروري أن أستفسر- أن تضع المرأة العضو الذكري في فمها، حتى يصل إلى متعته، وإذا رفضت المرأة حدث بينهما خلاف لشعوره بجرح كرامته أو لأسباب أخرى، وأنا بصراحة لا أتصور فعل شيء كهذا؛ أليس من الحرام أن يطلب الرجل طلبا كهذا؟! وإن لم يكن حراما شرعا؛ فهل ترتكب المرأة ذنبا إن رفضت القيام به؟!
سؤال أخير: لقد رزقني الله بحاسة الشم القوية، وأحمد الله على نعمه، ولكن هذه الحاسة الزائدة تسبب لي مشاكل كثيرة، حتى مع أقرب الناس؛ فهل يوجد- مع علمي بأن هذه طبيعة البشر- أي حلول للتعامل مع أي رائحة للتقليل من هذه الحاسة لدي؟!
17/12/2023
رد المستشار
الأخت الفاضلة ، أقول قولي هذا دفاعًا عن بني جنسي ، فكما أن النظافة والجمال ليست قصرًا على حواء، فإن انعدامها ليس حكرًا على الرجال!!
وهذا حبيبنا سيد الرجال من عرب ومن عجم- الرسول المصطفى- يرشدنا بقوله وسلوكه إلى ما لو أطعناه لكنا كالشامة بين الناس، كما أوصانا هو، ولو صح ما يطلقه البعض وصفًا للإسلام، مثل: الإسلام دين الحرية والعدل، لجاز أن نقول بثقة: إن الإسلام بحق دين النظافة، فهو يجعل معالمها والحفاظ عليها أحكامًا شرعية لا يصح التعبد إلا بها.
وأنا الآن أقف وأمامي بحر زاخر من النصوص القرآنية والأحاديث النبوية والتصرفات المأثورة الثابتة عن النبي (صلى الله عليه وسلم) وصحابته والتابعين وتابعيهم بإحسان، حتى أعجز عن الاختيار والمفاضلة بين هذه النصوص والشواهد.
وحسبي أن أقف معك إلى جوار قيصر الروم حين رأى جيش المسلمين في هيئته نظافة ونظامًا، واحتشادًا وعتادًا، ورأى السلوك المتحضر لقوم كانوا في الأصل بدوا أجلافا، ولكن الإسلام مدنهم، وارتقى بهم.
زعر قيصر قائلا: "أكل كبدي عمر- يقصد بن الخطاب (رضي الله عنه)- كيف علم الكلاب الآداب".
فالصورة التي توارثها الفرس والروم جيلا وراء جيل أن هؤلاء العرب قوم متخلفون لا علاقة لهم بالحضارة ومعالمها، فهم يرعون الغنم ويقطنون الخيام، ويأكلون ويعيشون بما تسمينه أنت بـ "الطريقة المقرفة"- وهو تعبير مصري صميم، أرجو أن يكون مفهومًا لدى جميع زوارنا- ثم أتى هؤلاء الأجلاف ليرتقوا ويديروا دفة الحضارة الإنسانية لقرون طويلة، ولا أريد أن أثير غثيانك بذكر موقف ثقافات وحضارات أخرى قديمة ومعاصرة من مسألة النظافة هذه، فالحمد لله على نعمة الإسلام، وكفى بها نعمة.
ولا أريد أن أثير غثيانك أكثر بدعوتك إلى ركوب العربات المخصصة للنساء في بعض المواصلات؛ لأن رياح أو روائح هذه التجربة الفريدة لن تؤذي مشاعرك فقط، بل أخشى أن تعرض حياتك للخطر!!
إذن أصبح البدن النظيف، والرائحة الطيبة عندنا "دينا"، ومن يخالفه فقد أعرض عن هدي الفطرة، وسنة المصطفى وأوامره، وليذهب هو ورائحته الخشنة إلى أقرب مغسلة.
وأنا معك لا أعرف حلا لهذه المشكلة.
أرى أنه ينبغي على الحكومات أن تدعم مستلزمات النظافة حتى تكون في متناول الجميع، أو أن تجعل التفتيش اليومي على الرائحة، والنظافة الشخصية من معايير المحاسبة الإدارية، كما كان يحدث لنا في المدارس ونحن صغار.
وفكرت في حملة ضخمة لمكافحة هذا النوع من تدخين السجائر، فالمسألة كلها روائح في روائح.
على كل حال، القذارة من معالم التخلف الذي ننعم به، ونستمتع بإعادة إنتاجه، ولا أدري كيف تختبرين عريس المستقبل في هذه الجزئية، أشيروا علينا أيها الزوار.
الذي أخشاه فقط أن تكون المسألة لديك قد تخطت الحدود المعقولة، ووصلت أو هي في طريقها إلى وسواس النظافة المرضي، وهو مثل كل وسواس يحيل حياة صاحبه إلى جحيم، وهنا قد يحتاج الأمر إلى عون طبي؛ لأن هذا الأمر يتطلب علاجًا.
بالطبع لا يمكن لأحد الحكم عن بعد، ولكنها مسألة ينبغي وضعها في الاعتبار، وتتبعها بالفحص والتشخيص لا بالحدس والتخمين.
والسؤال الذي ذكرت أنك تحرجين- حياء أو قرفًا- من نشره، سبق وتناولناه على الملأ في إجابة سابقة عن الجنس الفمي، وتفيدك مراجعتها، وعنوانها:
على شفا الطلاق: زوجة ترفض اللعق!
أما عن قوة حاسة الشم بشكل تعتقدين أنه زائد، ويسبب لك الإزعاج، فهذا أمر أيضًا يحتاج إلى مراجعة طبيب متخصص؛ لأنه ربما يدهشك معرفة أن زيادة قوة حاسة الشم قد تكون من الأعراض المصاحبة لأمراض معينة، كما يمكن أن تكون طبعًا مجرد حالة فسيولوجية ضمن الدرجات العليا للتفاوت الطبيعي بين الناس.
مشكلتك فيها جزء اجتماعي، وفيها جانب طبي، أرجو أن تهتمي بعنايته ، وليتك تهتمين بتحسين لغتك العربية، كما تهتمين بنظافتك الشخصية؛ لأن اللغة جزء من الشخصية، وتابعينا بأخبارك.
واقرئي أيضًا:
الخوف القرف من ممارسة الجنس
التقزز القرف من المداعبة الجنسية !!!
الجنس مقرف هل أنا طبيعية؟
الجنس الفموي بين الصحة والمرض!
وسواس الخوف من الزواج القرف من القضيب!