فعل بي وبه: ذاكرة التحرش الجماعي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أود المشاركة على موضوع فعل بي وبه: ذاكرة التحرش الجماعي .
التحرش الجنسي ليس موجودا بطبيعة الشخص، بل الظروف التي تحيط به هي التي تساعده على القيام بهذا العمل، وأنا لا أريد أن أغوص بهذا الموضوع كثيرا، ولكن الشيء الوحيد الذي أنا متأكد منه هو أن تربية الأهل لها الدور الأكبر بحدوث مثل هذه التحرشات؛ فأغلبية الأمهات يهتممن بأزواجهن على حساب مصلحة الأولاد؛ لذلك نرى الأطفال أغلبية الوقت يلعبون بالشوارع ويقيمون علاقة صداقة في بداية الأمر مع أشخاص ليس من نفس جيلهم وهو ما يهيئ الجو العام لحدوث التحرش الجنسي.
هل بالإمكان أن أسأل الأمهات عن الأسلوب الحقير المتبع بتربية أولادهن؟ ولماذا تترك الأم أولادها بعيدا عن عينها؟ لماذا فقط تهتم بطعام زوجها وفراشه فقط؟ هل يستحق هذا النوع من الأمهات أن يكون له أطفال ويدعي الأمومة؟
سؤال لك يا صاحبة المشكلة، ألم تلاحظ أمك وجود شخص مراهق بين الأطفال يلعب معهم؟ ألم تلاحظ أن هذا الشخص يكبرك بالعمر وهو بالغ ولا يتناسب مع الجيل الذي يجلس معه؟ لماذا كنت بعيدة بالأصل عن عين أمك؟ أين كانت أمك؟ ماذا كانت تفعل وأنت يتحرش بك جنسيا؟ أليس من الصحيح أن نلوم هذه الأم على هذه التربية؟ وشكرا.
18/12/2023
رد المستشار
شكرًا على المشاركة وعلى التعليق حول هذه القضية الشائكة التي تشغلنا، وتعليقك يفتح نقاطًا كثيرة، ولعل من أهمها أن البعد البيولوجي للوالدية -أمومة كانت أو أبوة- يبدو عندنا متطابقًا مع بُعد المسؤولية عن التربية رغم وجود فجوة بينهما، وهناك فرق كبير بين أن تقوم أعضاء التناسل بوظيفتها في الحمل والولادة والإرضاع، وبين الجهد الإنساني المطلوب في التربية والتنشئة التي هي من أصعب المهام التي عرفها البشر، ولكننا نتعامل معها بمنتهى الإهمال والخفة، وكما نتعامل مع كل نواحي حياتنا.
ليس الانشغال بالزوج طعامًا وفراشًا هو حجر الزاوية، فهناك زوجات يهملن الزوج لصالح الاهتمام بالأبناء، ولكن هل يحدث الاهتمام اللائق والمطلوب؟!!
وكيف تمارس الأم دورها التربوي الخطير، وكيف يتعاون معها الأب في أداء هذا الدور الجليل، وكلاهما جاهل بفنون التوجيه والتنشئة، وأسرار النفوس، ومراحل النمو؟!
وفي حالة انعدام الوعي بالوالدية الصالحة فمن يا ترى يستطيع تصحيح المفاهيم، والتدريب على المهارات اللازمة؟! هل ينجزه الإعلام المشغول بالترفيه حينًا، أو الفارق في متابعة أحداث السياسة غالبًا!!
هل يسعف التعليم المثقل بالأعباء والمناهج والبرامج؟!
هل يمكن أن تنهض بهذا موجات الالتزام أو محاولة الالتزام بالدين، وهي كعادتها تائهة ومشوشة تتخبط في رسم الأولويات، وتهتم أكثر بالشكليات، أو معارضة السياسات الحكومية دون محاولة تطبيق برامج اجتماعية أفضل؟!
إلقاء المسؤولية على عاتق الأسرة مخرج سهل وقديم ومتكرر، لكنه ليس دقيقًا ولا عادلاً ولا فاعلاً... ولوم الأم لا يكفي، والعمل ممكن على مستويات كثيرة شريطة أن نتوقف عن التلاوم، والهروب من المسؤولية، أو الاختباء وراء اللاجدوى أو السلبية والشكوى فقط... والحديث متصل حول مشكلة التحرش بالأطفال، وللمشاركة برأيك.