بسم الله الرحمن الرحيم،
أنا أختكم في الله "ميس"، طالبة فلسطينية مقيمة في دولة قطر للدراسة، أي بالأحرى طالبة تدرس مغتربة عن أهلي وأعيش مع أخوي وأختي وزوجها وابنيها فقط. أنا أعاني من حالة اكتئاب حادة، وقد عرفت حالتي بعد القراءة على موقعكم، وذلك بعد ذهابي إلى الدكتور في غزة كما وصفه لي بعد إعطائي الأدوية وقرأت في التعليمات ثم اعترف لي بذلك، والأدوية هي التوفرانيل والفلوكسكير، وذلك لأني أعاني من التبول اللاإرادي ليلا والدواء هو الأول.
واستمررت في العلاج والمراجعة مدة 8 أسابيع أي بواقع 4 جلسات و4 مراجعات للدكتور، ولم أستفد من الذهاب إليه؛ لأنه في الجلسة الأولى أعطاني الدواء الأول للتبول اللاإرادي بعدما شرحت له أني مغتربة، وأنها مشكلة تؤرقني لأني طالبة جامعية في السنة الثانية، وعند أختي التي لا تتحمل الوسخ الناتج عن المشكلة.
وكنت مع أخي ولم يقل لي شيئاَ سوى أنه أعطاني الروشتة ثم أعطيت له 50 شيكلاً، مع بيان لي أن المشكلة لا تستحق هذا الاهتمام، أي أنها تحصل لمن في عمري كثيرا، ثم شرح لي أن ما عندي لاإراديا، وشرح لي معنى التبول بشكل علمي.
الجلسة الثانية: نفس الشغلة، ولكني كنت مع زوج أختي (الذي أحفظ أسراره أكثر مما يقوله لزوجته وهو يحفظ أسراري بشكل عادي مع تقوى الله فهو متدين وأنا متقية الله مع محافظتي على الصلوات)، وكنت قد كتبت له ورقة بها السلبيات والإيجابيات لشخصيتي، مع الظروف التي أمر بها، أي مثل المشاعر التي أشعر بها كالخوف وضعف الشخصية، وعدم الثقة بالنفس وظروف اجتماعية سيأتي ذكرها لاحقا، وعندما قرأها سألني عدة أسئلة لتشخيص حالتي، أي أسئلة عن الاكتئاب، ثم صرف لي دواء الفلوكسيكير والتوفورانيل (45 حبة) مع عدم بطل التبول، ولكن قل بنسبة حدوثه 3 مرات في الأسبوع.
الجلسة الثالثة والرابعة: لم يفعل لي شيئا سوى صرف الدوائين السابقين مع السؤال هل قل أم لا فقط الاكتئاب والتبول، وهل أشعر بأعراض المرض للاكتئاب.
ثم أخبرته أني سأسافر في الجلسة الرابعة والأخيرة فأعطاني كما أخبرتك سابقا، وعندما انتهيت من الدواء اتصلت فيه وكان مسافرا إلى مصر لأخذ دورة، علما أنه مكتوب في ورقة الدواء أنه دبلوم الأمراض العصبية والطب النفسي دبلوم ممارسة الطب النفسي عين شمس –لندن (إخصائي الأمراض النفسية والعصبية جامعة عين شمس من مصر)، ولم يأت إلى الآن بعدما أتيت من حوالي شهرين من مجيئي، وأنا كما أنا.
ولكني سأخبرك عن أحداث اجتماعية زادت حدة مرض الاكتئاب، وهي كما يلي:
عند مجيئي للبلد قبل الدراسة بحوالي 3 أسابيع علم أصدقاء أخي بحضوره معي وعلمهم (كما شرح لهم) أن أبي لن يستطيع الصرف علي سوى السنة الأولى والأخرى علي أقدم مساعدة من الجامعة لظروفه المادية، فكان كل منهم يقدم المساعدة لأخي بتزويجي له (أي أنا) وأخي واثق منهم لأنهم من شباب المساجد.
ومن حينها قال لي فاعترضت على أن أكمل دراستي أو بعد السنة الثالثة، أي كما يفعل معظم بنات البلد من جديد كما يفعل البنات في مصر، ولكن لم يقتنع وفكره دلع مني، وحاول أمام أختي وزوجها إقناعي، ثم من خلال خالاتي بالضغط علي بطرق مباشرة أو غير مباشرة، إلى أن سببوا لي نوعا من العقدة النفسية من شكلي؛ لأن معظم إقناعهم كان يقوم على أني غير جميلة وقبيحة الشكل وذات الوزن العالي بمخيلتهم (طولي 161سم ووزني 68كجم) وغير شقراء، ومن الجيد أني وجدت أحدا قبل بشكلي (مع عدم رؤيته لي فقط من خلال أحاديث الشباب ورفضي من رؤيته والمبدأ للزواج والرؤية).
ثم بدأت السنة ولم يكفوا عن ذلك فأثر على دراستي طوال الفصل الأول وكرهي الأعمى لهم ولخالاتي وللبلد واليوم الذي أتيت فيه، وتمنيت الموت ساعتها، وفشلت في الدراسة وحصلت على معدل تراكمي تحذيري (أي 55% في 16 ساعة دراسية في كلية العلوم)، ثم عند رؤيتي للعلامات صدمت لأني لم أرسب في عمري، ودائما أحصل على معدل امتياز حتى في الثانوية العامة من قطر بدون مدرسين خصوصيين 86% وفرح أبي وأمي، واعتبروه كالامتياز لمقارنتي بغيري ممن وضعوا مدرسين خصوصيين وأخذوا فوق 90%.
ولأني لم يكن يعجبني معدلي رفعوا معنوياتي من الفصل الأول 83% وقالوا بأني الثانية من بعد أخي المهندس في الأسرة، وبعدها أخبرت والدي وقرروا بإعادة الفصل والجد (مع عدم علمهم بالظروف المسببة لهذا الرسوب)، ولكن أخي وأختي كانا مصرين على السفر لأن أمي أصابها سرطان في الثدي (حميد) لأساعدها؛ لأن أختي الصغيرة (عمرها 17 سنة( لا تساعدها في أعمال البيت، ولكن أمي أبت وقالت إن مساعدتي لها ستكون بانتهاء الدراسة.
أمنيتي وأمنيتهما مثل أخي المهندس، وعندما فهموا ذلك وافقوا بدراستي للفصل الثاني فحصلت على معدل 79%، وكنت أتوقع أكثر لولا أنهم قبل الامتحان النهائي أقنعوني بعدم فائدة تكملة الدراسة لأني لن أكمل السنوات الأخرى، وذلك حتى أقعد بجانب إخوتي لأن أبي سيسافر مع أمي إلى مصر لمعالجتها لمدة شهرين، أي مدة الفصل الصيفي فقط وترجع كما كانت؛ لذلك هبطت معنوياتي لولا وجود صديقتي ترفع من معنوياتي.
ثم سافرت لمدة شهرين ورجعت مع بداية الفصل الأول وبهذا خسرت من التخصص وهو البصريات، وفي هذه المدة كملت المواد التي لم أنته منها كمتطلبات الكلية وأجلت التخصص للسنة القادمة 2004/2005 الذي يستغرق 3 سنوات.
وفي هذه المدة قرر أخي الشرطي النزول للتزوج من بنات البلد، وعندما أتى فرحت ولم أكن أتصور بأني سأدخل بمشاكل أصعب مما أتوقع كوجود حجاب في غرفتي من خطيبة أخي عند دخولهما غرفتي وغلق الباب على نفسيهما بدون علم أخي عند ذهابه لفتح الباب مع وجودي في البيت (هي خططت لذلك عن طريق عمولة لأخي مع رفضه لهذا وكرهه لها والخلوة مرفوضة في العادات).
وهذا اكتشفه الشيخ عندما أبلغه زوج أختي مما أنا فيه لعدم رغبتي في الدراسة وجلوسي في الغرفة مدة 4 ساعات وطول الوقت في التفكير، وتم العلاج السحر، وهذا بسبب تصريحي لها برفضي لأخيها لأنه لا يصلح للزواج بي (وهو ابن عمي لزم) لأنه لا يفهم، مع الضغط الذي واجهته من قبل أخي (ف) وأختي وأهلي وخالاتي وعدم وجود عيوب فيه مع تمني أي بنت بالزواج منه مع أني صليت استخارة وعدم راحتي لذلك 4 مرات وتصريحي لهم ولا فائدة، وبعد العلاج أشار علي بالذهاب إلى الطبيب النفسي وذهبت كما ذكرت سابقا.
وأريد طرح أيضا مشكلة وهي إلى الآن عندي مشكلة التبول فأحيانا 3 مرات في الأسبوع وأحيانا مرة واحدة في الأسبوع، وأشعر بعدم استفادتي من الدواء مع رجوع حالة الشعور بالذنب على ما فات أو أخطاء فعلتها دون قصد.
وحالة الاكتئاب مرات صباحا وأخرى في العصر وأخرى في الليل مع البكاء الشديد، وأتمنى الموت أو إيذاء نفسي لولا عدم وجود الآلة، كما سبقت بفعلها قبل ذهابي للجلسة الثانية للدكتور، حيث حاولت تمزيق الشريان في يدي اليسرى بشفرة لكن لم ينفع فقط كجرح نظرا لأخذي مادة التشريح في التخصص... أريد العلاج من مرض التبول، كما أنه يرهقني كثيرا لوجود أولاد أختي في الغرفة معي للنوم، كما أصبحت حاليا جيدة في الدراسة وممتازة، لكن ليس عندي تركيز عالٍ عند دراسة الأحياء أو الفيزياء مع حبي لهما، وبعدها أشعر بترك الدراسة لمدة طويلة كيوم أو عدة ساعات ثم أرجع وأفهم ما أريد دراسته.
مع تعرضي أثناء صغري في الصف الأول إلى الثالث ومن ثم في الصف الأول إعدادي إلى الاغتصاب من قبل إخوتي الثلاثة، وفي الأخير قلت لأمي، لكن السبب ليس منها، بل مني للخوف من إخواني، وحيث زادت مرات التبول ما بعد الصف الخامس وكرهي لنفسي إلى الآن.
ونتج أيضا حبي للجنس وكرهي للزواج مع عدم تعرضي في الاغتصاب إلى الأمام من أعضائي، بل من الوراء، وكلما فكرت في الزواج أحببت الخطوبة دون الزواج، مع أني لا أفكر حاليا، وأبعدت كل الأغراض التي تؤدي إلى الشهوة.
وعادة الاستمناء كانت عندي في الصف الأول الإعدادي وتركتها بعد سماع شريط ديني طبي بالصدفة بعد سنة، وإلى الآن الحمد الله لم أرجع لها بعد قراءة ردودكم على استشارات مجانين. وعندي أيضا مشكلة الفلسفة كما تفلسفت عليك في بادئ الرسالة، أرجو الرد سريعا، وشكرا على الموقع، واستفدت كثيرا منه.
19/12/2023
رد المستشار
الابنة العزيزة،
أهلا وسهلا بك على صفحة الاستشارات على موقع مجانين، وشكرا جزيلا على ثقتك.
قليلة هي الإفادات التي تنهكني سواء في قراءتها أو استيعابها أو الرد عليها، وإفادتك هذه واحدة منهن لأنك اخترت كما يبدو طريقة كتابة سيناريو حديثة لكتابة قصة معاناتك الحقيقية! وهذه حرفة يا ابنتي تحتاجين إلى حالة نفسية مزاجية ومعرفية أفضل بكثير من الحالة التي كنت تكتبين فيها!
الحقيقة أن قسوة ما عانيت (وما تعانين منه الآن) كما وصلتنا من خلال سطورك الإلكترونية كثيرا ما كانت فادحة، إلا أنك أدخلت الكثير من الأحداث في بعضها وعدم إكمالك لكثير من خطوط معاناتك (إلا لخيط الاكتئاب وخيط التبول اللاإرادي)، فمثلا لم تكملي خيط الخطبة، ولا بوضوح أكملت لنا خيط ما يحدث على صعيد الدراسة، وصدقيني احترنا في معرفة أين أنت أثناء حدوث ما تحكين لنا عنه، ولا أنت أكملت لنا ما أسميته بالحدث الذي زاد المرض النفسي، فلم نفهم كيف أثر في نفسيتك أنك أعطيته رقم جوال أخيك (ف)! وختمتها بقولك: "وفكرت أن أخي (ف) نائم، ولكن كان صاحي لأن الجوال كان يرن ولم أرد عليه، بل كنت أقفله وبعدها أغلقت النت وذهبت للنوم وهذه هي المشكلة التي أثرت علي"، فهل المشكلة هي ما حدث؟ أم ما ترتب عليه ولم تذكريه لنا أنت في إفادتك؟
ثم تفاجيئننا في ثاني ملاحظاتك بقولك:
"مع تعرضي أثناء صغري في الصف الأول إلى الثالث ومن ثم في الصف الأول إعدادي إلى الاغتصاب من قبل إخوتي الثلاثة، وفي الأخير قلت لأمي، لكن السبب ليس منها بل مني للخوف من إخواني، وحيث زادت مرات التبول ما بعد الصف الخامس وكرهي لنفسي إلى الآن. ونتج أيضا حبي للجنس وكرهي للزواج مع عدم تعرضي في الاغتصاب إلى الأمام من أعضائي بل من الوراء"، بالله عليك ما هو معنى من قبل إخوتي الثلاثة؟ ونحن لا نعرف إلا أخاك المهندس وأخاك (ف)؟ وما هو المقصود بنفي حدوث التحرش من الأمام هل تعتقدين أن الأثر النفسي على الضحية سيختلف في الحالتين؟ ربما يا ابنتي!
وما قدمت كل هذا التقديم إلا لأبين لك أن إفادتك كانت في حاجة إلى مراجعة منك قبل إرسالها؛ لأن ما وصلنا يبدو وكأنما أعد بطريقة القص واللصق Copy & Paste، وكأنك أخذت أجزاء من مشكلات متعددة تخصك كلها لكنك لم تفلحي في ترتيب مكان القصاصات، فبينما استفضت في تفاصيل أحيانا ولم تكن تؤدي غالبا إلى شيء، نراك بترت كثيرا من التفاصيل المهمة، وهذا ما يجعلنا نشك في حالتك المعرفية وليس المزاجية فقط وأنت تعدين الإفادة لإرسالها لنا، ويعني أن الأمر قد يكون أبعد أثرا، والخلل قد يكون أعمق من مجرد اكتئاب وتبول لاإرادي، وهما الخطآن الوحيدان اللذان يبدو أنهما اكتملا ربما دون قصد منك.
لا أدري يا ابنتي ما هو عقار الفلوكسيسير؟ فاذكري لي اسمه العلمي لا التجاري في متابعتك، أما الاكتئاب والتبول اللاإرادي فإن اختيار عقار الإيميبرامين Imipramine HCL (التوفرانيل) لعلاجهما معا ممكن، وإن كان من المهم أن تعرفي بعض المعلومات عن علاج التبول اللاإرادي والاكتئاب وهل له نهاية، كما أنصحك بقراءة المقال التالي من على مجانين:
اضطراب البوال
وبالرغم من ذلك يا بنيتي العزيزة فإنني سأكلمك هنا بشكلٍ عامٍ عن المشكلة المسماة: مشكلة التبول اللاإرادي فهي مشكلة شائعة.. تبلغ نسبة حدوثها 10% في الأطفال الصغار.. ولكنها لا تعتبر مشكلة مرضية حسب توصيات منظمة الصحة العالمية إلا عند عمر خمس سنوات، أما ما قبل ذلك فيقع في نطاق الفروق الفردية إلى حد كبير؛ فهناك أطفال يكتسبون القدرة على التحكم في المثانة أثناء النوم مع بلوغهم سن السنتين وهناك من يتأخرون أكثر من ذلك.
وأما عن أسباب هذه المشكلة فهي عديدة ومتباينة وتختلف من شخص لآخر ولكي نوضح الأمر بسهولة فإن التحكم الطبيعي في أداء المثانة البولية يكتسب بطريقة تدريجية، واكتساب التحكم يعتمد على عدة أمور منها التطور العقلي – العضلي.. العاطفي وأيضا التدريب على استعمال الحمام مبكرا. فأي تأخير أو إهمال في واحد مما ذكر يمكن أن يؤدي إلى تأخر في اكتساب الطفل للقدرة على التحكم في المثانة.
ومن المهم التفريق ما بين الحالات التي تكون فيها المشكلة مستمرة مع الطفل من يوم ولادته إلى وقت لجوئه إلى الطبيب للعلاج، وبين الحالات التي يكون التبول اللاإرادي حادثًا بعد فترة من النمو الطبيعي والقدرة الطبيعية على التحكم في المثانة فهناك كثير من الحالات ينمو فيها الطفل بشكل طبيعي، ويستطيع التحكم في مثانته أثناء النوم منذ عمر السنتين أو حتى أقل ثم يعود بعد ذلك بعدة سنوات ليتبول أثناء نومه (كما يبدو أنه الحادث في حالتك يا بنيتي).
ففي الحالة الأولى يمكن أن تلعب الأسباب العضوية كالعيوب الخلقية كالسنسنة المشقوقة "أي وجود عدم اكتمال لالتحام إحدى فقرات العمود الفقري العجزية" وغيرها دورًا مهما في الأسباب، بينما في الحالات التي يفقد فيها الطفل قدرته على التحكم في المثانة بعد اكتسابها لفترة تزيد على العام في هذه الحالات تلعب الأسباب النفسية دورًا أهم وأوضح.
ويلعب العامل الوراثي دورًا مهمًّا.. فحسب الإحصائيات المنشورة فإن 75% من الأطفال المصابين بالتبول اللاإرادي لهم آباء أو أمهات كانوا مصابين بذلك عند الصغر.
ومن الأسباب أيضا أن بعض الأطفال لديهم مثانة حجمها طبيعي، ولكن وظيفتها ذات حجم صغير.. بمعنى آخر أن الطفل لا يستطيع أن يحبس كمية كبيرة من البول فترة طويلة فنراه يتردد على الحمام بكثرة في النهار، وهذا ما يسمى بالمثانة الصغيرة وظيفيا والتي تحتاج في علاجها إلى بعض برامج العلاج السلوكي المبسطة، وإن كنت أظن العامل النفسي أهم في حالتك.
وهناك دراسات أظهرت وجود نقص في الهرمون المضاد للتبول خاصة في فترة الليل في هؤلاء الأطفال وهذا الهرمون يتحكم في عملية التبول، وهناك الآن دواء مخلق يعمل نفس عمل الهرمون المضاد للتبول بحيث يتناوله الطفل قبل النوم فلا يحدث تبول أثناء النوم.
إلا أن المشكلة تكمن في أن هذا النوع من العلاج لا يعطي تحسنا يدوم بعد إيقافه، وإنما يعتبر نوعًا من العلاج البديل لنقص الهرمون المضاد للتبول في الحالات التي يكون سبب التبول اللاإرادي ناتجا عن نقص إفراز ذلك الهرمون أثناء الليل، والمشكلة الكبرى في الحقيقة هي أننا لا نستطيع في مصر أن نجري تحليلاً لقياس نسبة هذا الهرمون في الدم؛ لأن هذا النوع من التحليل مكلف للغاية.
أما التعليق على ما دار بينك وبين طبيبك النفساني المعالج فلا يحق لي أن أعلق عليه لسبب بسيط هو أنني لم أرك، ولم أقابلك مقابلة عيادية مباشرة، بينما استطاع هو ذلك، وهو بالتالي أكثر دراية بالحالة، ولعل ما تحملينه من الأسى تجاهه له ما يبرره من وجهة نظرك أنت، وإن كنت أظن الأمر يتعلق أكثر ببعض سمات في شخصيتك، لا أود الخوض فيها لأنها محض تخمين على الأكثر، وإن بدت من خلال حكايات عن السحر وعن الشيخ وعن شكك في نيات الجميع.
أنت يا ابنتي تحتاجين أولا لتأجيل موضوع الزواج؛ لأنك لا بد أن تكملي علاجك النفساني أولا لكي يكون اختيارك بعد ذلك حرا، وفيما يتعلق بشكلك فإن الشعور الذي وصلني يشير إلى أن إساءتهم نفسيا لك عند معايرتك لم يكن أكثر من محاولة للضغط عليك لكي تقبلي بالخطيب، وأرى أن هناك ما هو أهم الآن من مجرد مقاييس الجسد، وأنا هنا أحيلك إلى بعض ردودنا السابقة على مجانين، تحت الروابط التالية:
الأصل وصورة المرآة.. وما أدراك ما المرآة!
فتح حوار نفسي: مع ذات السؤالين!
فخ الصورة: أول الملف
وأما ما ينتظر من طبيبك النفساني المعالج فهو أولا تشخيص حالتك تشخيصا دقيقا؛ لأن الأمور تبدو لي أعقد من مجرد التبول والاكتئاب، لهذا عليك باستخارة ربك سبحانه وتعالى، ثم التوجه إلى أقرب الأطباء النفسانيين لطلب العلاج، وتابعينا بأخبارك وببقية التفاصيل خاصة عندما ينعم الله عليك ببعض التحسن والثبات والاستقرار الانفعالي، فمثلما تهمنا خبرة معاناتك تهمنا خبرة التعافي، جعلها الله قريبة منك، إنه الحنان المنان سبحانه.