وسواس النجاسة خلاصة الخلاصة والشعور بالذنب!! م3
وسواس النجاسة ووساوس أخرى
السلام عليكم أعتذر لأني كنت قد أرسلت استشارة قبل يومين ولكن هناك بعض الأشياء التي نسيت السؤال عنها (أعتذر أن أرسلت الاستشارة مرتين فلم تأتني رسالة تأكيد من الموقع فأعدت الإرسال)
بالنسبة لآخر استشارة للدكتورة رفيف لفتاة تعاني من وساوس النجاسة أخبرتها الدكتورة أن تطهر النجاسات التي لا تتكرر وفي استشارة أخرى لمحمد كتبت له هذا الكلام (وفي الواقع أنت موسوس في النجاسات ولا داعي لهذا التدقيق المزعج الذي تقوم به) فأشعر ببعض اللخبطة في الأمر ففي الواقع نحن نطالب التطهير في نهاية الأمر ولا أعلم أن فهمت الكلام بطريقة خاطئة وهو على حسب حالة الشخص
موضوع الاستنجاء أصبح أيضا يسبب لي حيرة غريبة ولا أعرف كيف أطبق السنية فيها بشكل صحيح فهل المقصد أن أرش الماء فقط حتى لو النجاسة باقية يعفى عنها؟ وأنا أعلم لأني أصبحت أتجنب دخول الحمام بالساعات حتى ارتفع لدي اليورك وأصبح لدي تمدد في المثانة وأخشى شرب الماء رغم أن كليتي قد تضررت نتيجة ذلك فأنا دائما أخشى التطهر والتطهير ودائما ما أشعر أنه أمر صعب جداً حتى مع الحلول وأني قد لا أستطيع أن أخرج منه أبدا
لدي أمر آخر في موضوع خروج البراز فأنا أصبحت أشعر بخروجه دائما لأني أعاني من القولون وأصبحت أغسل الدبر دائما عن التطهر فما الفعل الصحيح في نفس هذه الحالة فأنا أخشى أن يتحول الأمر لوسواس آخر
لدي أيضا وسواس حديث لأني قد كنت أخطئ في السابق فإذا أخذت شيء من أحد لا أرجعه وقد أخذت فلوس من واحد من أهلي فمؤخرا دونت ما أذكره لأعيد ما أستطيع إعادته ولكني أصبحت أشك دائما أني أخذت مرة أخرى من أحد شيئا ولم أرجعه وأتوهم الموقف في ذهني وأبقى أسيره للرعب لأن الفكرة تأتي في بالي وتذهب وأبقى وقت طويل أحاول استذكار الحق الذي نسيته ولا أذكره في النهاية حتى أنا أصبحت أن لا أدخل الجنة وأني غير موفقة بسبب هذا الأمر وأخشى الموت ولا أستطيع النوم في الليل فماذا أفعل؟؟
أخيراً لدي وسواس في الصلاة إذا أني دائما أشعر أني لا أستقر فيها وأطمأن في الأركان فأقطع الصلاة وأعيدها مرتين وثلاث حتى أقتنع أني أتيت بالطمأنينة وأصبح الأمر صعب علي فماذا أفعل لأني لم أرى أي أحد يتحدث عن هذا الأمر من قبل وقال أنه يسقط عن الموسوس مثلا؟ أيضا في بعض الأحيان أشعر أني بدأت القراءة قبل أن أستقر وأني تحركت للانتقال للركن الآخر دون أن أتم القراءة
أخيرا ما المفترض أن يكون شعوري اتجاه كل هذه الأمور فأنا أقضي الصلوات ولدي قضاء صيام كثير وحقوق وانتشار للنجاسة أشعر أني لا أستحق أن أعيش وأصبحت أكره نفسي كثيرا وأجد صعوبة في تقبل أخطائي وخوف من الله أني قد أعاقب على كل هذا لأني قد ماطلت في بعض الأمور فكيف أهون على نفسي هذا الأمر لأني أصبحت أعيش في عذاب نفسي لا يطاق بجانب الوساوس
أعتذر إن كنت قد كررت شيء لم أنتبه له ولكن هذه هي أسئلتي وأنا حقا أرغب بالتطبيق وفهم وضعي بشكل جيد فقط ولا غير
وشكرا
16/12/2023
رد المستشار
الابنة الفاضلة "Nouf" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، واستعمالك وحسن متابعتك خدمة الاستشارات بالموقع.
ردا على تساؤلك الأول والمتعلق باختلاف رد د. رفيف بين حالة وسواس نجاسة وحالة أخرى، والحقيقة أن هذا هو النهج الصحيح في الفتوى أعجبك ذلك أو لم يعجبك، أو أراحك أو لم يرحْكِ، والسلوك الرشيد من جانبك كان أن تستلمي ردها عليك فتطبقي ما فيه مباشرة فتستريحي وتريحي في الدنيا وفي الآخرة تربحين ثواب الأخذ بالرخصة فوق ثواب العبادات التي ستتحولين من استثقالها والضيق بها إلى انتظارها والانشراح بها... لكن أين ذلك من الموسوسين؟
تساؤلك الثاني الذي لا يستغرب مجيئه من موسوس هو كيف أطبق "سنية إزالة النجاسة؟" وإن كان السؤال واقعيا أسوأ من سؤال "كيف أستنجي؟ -من البول أو من الغائط أو كليهما-" أو سؤال "كيف أغسل النجاسة؟" أو حتى "كيف أغسل يدي؟" وهي أسئلة نسمعها أثناء العمل السريري مع مرضى الوسواس وتتعلق بالاستفهام عن مهارات فطرية لا يكاد يسأل عنها عاقل مثل مهارة تنظيف الوسخ وغيره، وكثيرا ما يصاحب ذلك نسيان كيف كان الموسوس يفعل ذلك قبل المرض! هذا من علامات شدة الحالة، وأما لماذا وصفت سؤالك عن كيفية تطبيق سنية إزالة النجاسة؟ بأنه أسوأ فذلك لأن ما سيفهمه أي سامع لسنية إزالة النجاسة في الاستنجاء هو أنه لا يجب عليه شغل نفسه بإزالة النجاسة ويكفيه السلوك الفطري وهو التنظف... وانتهى! أما الموسوس فنظرا لحرفية تفكيره ونزوعه للمجادلة تجدينه يسأل يعني يمكنني أن أقوم وعليَّ أثر نجاسة؟ فإن قلنا نعم يمكنك سارع بالسؤال وإذا شق عليّ الاستنجاء هل يمكن أن أقوم دون استنجاء؟ أليس هذا أسوأ؟ ولا حول ولا قوة إلا بالله! لا يمكن وحالك فيما يخص السبيلين كما وصفت فبعد معاناة الاستنجاء أتبعتنا بقولك (أعاني من القولون وأصبحت أغسل الدبر دائما عن التطهر) والواقع أن القلق والوسواس هما أس البلاء في حالتك ورخصتك أعم من رخصة مريض القولون العصبي أو المثانة العصبية أو غير ذلك مما يحمله الموسوسون بما يخرج من السبيلين في غالبية الأحيان من تشخيصاتٍ طبية، وأخشى أن تكوني من ضحايا وسواس اللا اكتمال: الاستنجاء وتنظيف الدبر.
كيفية تطبيق سنية إزالة النجاسة تعني أن على الآدمي أن يفعل فقط ما يفعله الآدمي الصحيح -مثله مثل الكلاب والقطط- من تنظيف مخارج النجاسة بالحجر أو بالماء دون أن يشغل نفسه بمفهوم النجاسة والتطهر والتنزه أي المطلوب من المسلم فما فعله (أي التنظيف فقط) هو التطهر في حقه وهو المطلوب منه درءًا للتعمق والتنطع اللذين يميل لهما بسبب مرضه العقلي... باختصار نظفي مخارج النجاسة في جسدك وقومي ارفعي ثيابك ثم ابدئي الوضوء إن لم تكوني حائضا... ولا تسأليني كيف أنظف نفسي؟ ولا كيف أرفع ثيابي؟ ...إلخ.
نصل بعد ذلك إلى موضوع ما أخذته من مال أو غيره، وأرى فيه إشارات واضحة للتعمق في قضية الأخطاء عامة والحلال والحرام في المال وهي معانٍ توحي بعرْض و.ذ.ت.ق حيث يتفاعل التعمق في تحري الحلال والحرام مع الخوف الجسيم من ذنب أكل الحقوق، ثم وصول الحالة من فرط شدتها إلى فقدان الثقة في الذاكرة وهو العلامة المشهورة في عرض و.ش.ت.ق، المهم بالنسبة لك هو أنك من الناحية الشرعية ليس عليك فعل أكثر مما فعلت حتى الآن (وهو أكثر مما يفعله العاقل بكثير)، وتذكري دائما ما تحفظين ولا تستوعبين كما يجب إذ يقول ربك لا يكلف الله نفسا إلا وسعها، وأن الله غفار الذنوب ، وأنت تجاوزت الحدود بما يكفي حتى ليكاد فعلك أن يصبح من التعدي المذموم رغم حسن نيتك، واقرئي على مجانين:
نية طيبة أم خوف من المال الحرام؟
حمزة ووسواس الماضي: المذي والمال الحرام!
الانتشار السحري اللامحدود للكفر والحرام!
أما ما تصفين من حالك أثناء الصلاة فإن الحل الناجع بفضل الله والذي يشمل كل وساوس الصلاة هو اتباع استعارة القطار أحادي الوقوف وتفصيل المطلوب فعله مشروح في الارتباط السابق وتمت مناقشته في المتابعتين فاقرئي دون عجلة وجربي فإن أحسنت القيام بذلك فإني أعدك بأن يهجرك الوسواس أثناء الصلاة، لكن انتبهي لمعنى أحسنت فأنت مثلا لو اتبعت الاستعارة مثلا لكنك جعلت إحداهن تراقبك أو تصورك أثناء الصلاة (لتطمئنك بعدها) فإن هذا يمثل احتياط تأمين يفسد العلاج... التفاصيل بالطبع تحتاج إلى تواصل مع المعالج السلوكي المعرفي.
تسألين في آخر إفادتك عن المشاعر التي نتوقع أنك تعانين منها تجاه العبادة وأيا كانت المشاعر ثقي بأن لا حساب عليها فما هي إلا النتيجة المتوقعة والعاقبة المخشية من اتباع الوسواس في العبادة والوسواس يبقى قهريا ما لم تحسني إدراكه وتجاهله كما ستتعلمين أثناء العلاج، ثم تقولين (أجد صعوبة في تقبل أخطائي وخوف من الله أني قد أعاقب على كل هذا لأني قد ماطلت في بعض الأمور فكيف أهون على نفسي هذا الأمر لأني أصبحت أعيش في عذاب نفسي لا يطاق بجانب الوساوس) ونرد عليك بأن كل هذا من الوساوس جزء منها وليس مضافا إليها، والصعوبة في تقبل الأخطاء وعدم الثقة في الفوز بعفو الكريم العفو سبحانه وتعالى، وهذا يحتاج إلى جلسات علاج معرفي.
وأخيرا ننصحك بمتابعة العلاج مع الزملاء، ومرة أخرى أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعينا بالتطورات.
ويتبع>>>: وسواس النجاسة خلاصة الخلاصة والشعور بالذنب!! م5