السلام عليكم،
أنا شاب عمري 18 سنة من أربع تقريبا وأنا أعاني من فكرة أني شاذ جنسيا بدأت الأفكار تأتيني قبل بلوغي أنا كنت أتابع كرة القدم كثير وأنا صغير وأتابع أخبار اللاعبين والانتقالات وكذا ومرة دخلت اليوتيوب وجدت فيديو مكتوب أقوى شجارات في كرة القدم وكان وقتها يوجد لاعبين واحد قال للثاني أنك أنت شاذ وأنا ما عرفت ما معناها وأصابني الفضول وذهبت إلى غوغل وبحثت وعرفت معناها، هذه كانت البداية ومن وقتها أصبحت تأتيني بأني شاذ بعدها مباشر تذكرت في وقت سابق ابن خالتي الأصغر مني اقتراح لي أن نفعل أشياء مع بعض في سياق الجنس لكن أنا لم أقبل وكنت على وشك القبول ولكن الحمدلله بفضل الله لم يحصل شيء بيننا
وتذكرت بعض الأشياء في صغري التي تحسسني بأني شاذ عندما كنت ألعب وأجسد دور بنت في الألعاب مع إخوتي وكذا وفي ذلك الوقت عندما تعرفت ما معنى الشذوذ الجنسي أتتني الفكرة وتذكرت ابن خالتي عندما قالي هذا الكلام وأصبحت أخاف بأن أكون شاذ جنسيا عندما بلغت لم أكن أعلم لماذا يحصل لي هكذا لا أحد أخبرني عن البلوغ شيء، في احتلام النوم كانت تأتيني صورة دائما شباب فقط وكنت عندما أستيقظ صباحا أرى ملابسي غير نظيفة وهنا ذادت الفكرة بأني شاذ جنسيا واكتأبت، قلت إذن هذا شيء يخرج مني لأني شاذ وليس أنه شيء طبيعي يخرج من الإنسان .. بعد فترة طويلة علمت هذا شيء طبيعي أن يخرج مني في فترة بلوغي وانبسطت جدا ولكن كان الوسواس مسيطر علي في أفكاري لم أكن أعرف كيف أتخلص منها
بعدها صرت أخاف أتكلم مع الرجال وكنت بقدر الإمكان الابتعاد عنهم لأنه كنت أحس أنهم كانوا يعجبوني أكتر من النساء في تلك الفترة كنت في بعض الأحيان أتفرج على صور الرجال وأرى أجسامهم عارية الصدر فكنت أحس بانتصاب ويخرج مني مني أو المذي وفي صغري قبل بلوغي أيضا كنت أرى صورهم، أما في الواقع عندما أكون مع نفس جنسي لم يكن يحدث لي انتصاب إلا بعض نزول الشيء مني بسبب تفكير أن يحدث شيء بيننا ولكن كنت أنا أكره كثير فكرة الشذوذ وماكنت أريد أن أصبح هكذا أصلحت أستحقر نفسي جدا
بعدها بحثت ووجدت موقع يتكلم عن هذا الموضوع وأنه يوجد هكذا وسواس ارتحت وقتها جدا ولكن ضلت الأفكار تزداد في عقلي وكنت كل فترة أفتح على صورة الرجال وأرى أجسامهم هذا شيء كان ذابحني لماذا إذا كنت لست شاذ أرى صور الرجال وأتأمل فيهن، في آخر سنة كذا مرة دفعني شيطان عندما كنت خالي بنفسي أن أرى صور رجال شاذيين يقبلون بعضهم البعض استحقرت نفسي أكثر وأكثر ومع ذلك كنت أظن في أكثر الأحيان أنه وسواس إلى أن قررت بأني أذهب إلى طبيب نفساني، ذهبت وهنا كانت المصيبة ذهبت إليه وأنا متأمل بأنه يقولي وسواس وساعدني في اجتيازه عندما تحدث معه قلت له تأتيني أفكار أني مثلي جنسيا سألني سؤال واحد فقط هل يثيروك الرجال أكثر أم النساء؟ قلت له الحقيقة بأن الرجال تغريني أكثر بعد ما عرفت عن موضوع الشذوذ، أجابني فورا بعدها معناها أنت تكون شاذ لم يسأل أي سؤال من أين أتتني هذه الأفكار عندها من نفسي صرت أشرح كيف أتاني الوسواس لكن لم يغير رأيه وأقنعني أكثر بأني شاذ صرت أبكي جدا قلت له أنا لا أريد أن أكون هكذا وأعرف أنه يوجد وسواس عن الشذوذ، لكن لم يستجب معي وسألني من تكلم أنه يوجد هكذا وسواس؟ دكاترة عربية أم أوروبية؟ قلت له طبعا العرب، الأجانب عندهم هذا شيء طبيعي قال لي أنهم ليسوا صريحين مع المريضين وكذا، وأنه الأجانب هذا الفكرة عندهم ليس مقبول قلت له أنهم يدعمون هذا الموضوع جدا كيف ليس مقبول عندهم؟ لم يجاوبني بعدها قال لي أنه واضح من شكلي بأني شاذ هنا أتتني الصدمة قلت له كيف؟ قال تبدو لطيفا وشخص ناعم ولا يوجد عندك شجاعة كيف لايوجد عندي شجاعة؟؟ اقترح علي في الآخر بأن يعيطني دواء لعلاج الوسواس القهري لمدة ٨ أسابيع لكي أتأكد إذا كنت شاذ أم لا
لكن لم أرد أخذ الدواء لأني رأيته دكتور ليس محترف بعض الشيء وليس عنده أسلوب مريح للتعامل مع المرضى لا أعلم لماذا أتكلم عنه هكذا تجيني الأفكار الآن، أتكلم عنه بشكل سيئ لأني لم أتقبل الواقع أني شاذ
عذرا إذا طولت الكتابة... لكن أريد توضيح أني يتيم الأب توفي أبي منذ كنت صغير لهذا لم يتكلم معي أحد عن موضوع البلوغ وقد تحدث لأمي عن هذا الموضوع منذ بدايته معه تقريبا وأريد أوضح أني أكره هذا الموضوع ولا أريد أن أصبح لأنه أفضل الموت ولا أن أكون هكذا أنا شخص متدين الحمدلله وأصلي وأصوم
في النهاية أريد رأيكم وأتمنى تكونوا صريحين معي لأبعد درجة
وشكرا جزيلا على مجهودكم الكبير
18/12/2023
رد المستشار
شكراً على استعمالك الموقع.
الحديث عن وسواس المثلية (وسواس الشذوذ) لا يخلو من التعقيد والارتباك في مختلف الثقافات. القاعدة العامة هي أن التفكير في التوجه المثلي يتم دفعه صوب وسواس المثلية في العالم الشرقي المحافظ في حين مثل هذا التفكير في العالم الغربي يتم دفعه صوب القلق من مواجهة الحقيقة والقبول بالتوجه المثلي. هذا الموضوع ليس فقط من اختصاص الطب النفساني والخدمات النفسانية وإنما يتدخل فيه جمعيات ناشطة تدافع عن حقوق المثليين في العالم الغربي وهي تمارس نشاطها علنياً وفي العالم الشرقي تمارس نشاطها عبر المواقع الاجتماعية. كذلك الأمر مع مجموعات ناشطة دينياً واجتماعياً تنبذ الممارسات المثلية وتطالب بممارسة ما يسمى العلاج التحويلي من المثلية إلى الغيرية.
تطبيب مثل هذا القلق لا يساعد أحد ودفع المراهق صوب قطب المثلية أو قطب الاضطراب النفساني لا يؤدي إلا المزيد من المعاناة من قبل الفرد نفسه. هناك عوامل اجتماعية ونفسانية حركية وسلوكية تلعب دورها وهناك بالطبع عوامل بيولوجية.
هناك حقيقة لا تقبل الشك وهي أن هناك مجموعة من البشر وهم أقلية توجههم مثلي بحت ومعدل انتشارهم لا يزيد على ٢ ٪ من السكان. هذا الرقم يتم تضخيمه من قبل المجموعات الناشطة في العالم الغربي٬ وربما هو الرقم نفسه في العالم العربي. هذه المجموعة لا تحتاج إلى مراسلة أحد لتتأكد من توجهها المثلي ويمضون في حياتهم الجنسية سراً أو علانية. يمكن القول بأن هذه مصدر التوجه الجنسي لهذه المجموعة بيولوجياً أو تكوينياً٬ ومحاولة تغيير مثل هذا التوجه طبياً أو نفسانياِ عملية عقيمة لا تسعد المراجع ولا طبيبه وتثير الشبهات حول ممارسة الخدمات النفسانية والطبنفسانية.
هناك حقيقة أخرى لا يمكن غض النظر عنها وهي أن محتوى الأفكار الحصارية أو الوسواسية في اضطراب الوسواس القهري غالباً ما يكون جنسياً أو عنيفاً. هذه الأفكار يتم تمييزها من قبل المراجع بأنها أفكار طفيلية سخيفة تتناقض مع تفكيره ومبادئه ويحاول مقاومتها. شدة هذه الأفكار والقلق الذي يصاحبها مع تأثيرها سلبياً على أدائه اليومي اجتماعياً ومهنياً هو الذي يدفع الإنسان صوب الخدمات الطبية. يتم حسم الموضوع مع العلاج الطبي والنفساني٬ ولا يتغير توجه وسلوك الإنسان جنسياً. كذلك لا بد من الإشارة إلى أن محتوى الأفكار الوهامية وكذلك الهلاوس في الاضطرابات الذهانية تكاد تكون مشابهة في العديد من الحالات لمحتوى الأفكار الوسواسية٬ وحتى في هذه الاضطرابات لا يتغير توجه وسلوك المراجع جنسياً.
يبقى هناك البعد الاجتماعي والنفساني الحركي والسلوكي في قضايا التوجه الجنسي. يحدث الارتباك في مرحلة النماء الجنسي للإنسان في أعوام المراهقة٬ ويصاحب ذلك دخوله في صراعات وجودية متعددة حول تعليمه ومستقبله وتفاعله مع أقرانه من البشر. الجانب الاجتماعي يتمثل دوماً في تجنب الحديث عن القضايا الجنسية بين الفرد وذويه٬ والثقافة الجنسية في أروقة التعليم تكاد تكون معدومة في الكثير من الثقافات. هناك أيضاً المعتقدات الدينية والإعلام وجميعها تحرص على تهويل مثل هذا الأمر في قطبين. القطب المحافظ يستعمل الخوف والتهويل في حين القطب المتحرر يسرف في تطبيع السلوك المثلي وتضخيم انتشاره. ارتفع القلق والارتباك مع انتشار الإنترنت والمواقع الاجتماعية وكل ذلك لا يزيد إلا من معاناة المراهق الذي يصارع استقلاله وحريته مقابل التزامه بالمسؤولية.
هناك جانب نفساني حركي لا يقل أهمية عن الجانب الاجتماعي ويتمثل في دخول الإنسان موقعاً أكتئابيا لا يقوى على الخروج منه. يتم اللجوء إلى دفاعات نفسانية غير واعية متعددة وأحدها دفاع الانتماء إلى أقلية ما ربما قد تفلح في سد احتياجاته. كذلك يبدأ الإنسان وبدون وعي منه في إصدار رواية حياته منذ الطفولة بأنه مثلي. الكثير من أفراد هذه المجموعة يحسم أمره خلال أشهر ولا يحتاج إلى معالجا أو طبيباً نفسانيا لكي يخرجه من زنزانته النفسانية. كذلك البعض منهم يمارس السلوك المثلي الجنسي، ولكنه يكتشف مع الوقت بأن هذا السلوك لا يسد احتياجاته وكذلك لا يحتاج إلى خدمات طبنفسانية.
وأخيراً هناك الجانب السلوكي لا يمكن غض النظر عنه في مختلف الثقافات. الاحتياجات الجنسانية تبدأ في الظهور مع عملية النماء ولا يعرف الكثير من المراهقين كيفية التعامل معها. يتم سد مثل هذه الاحتياجات في الكثير من المجتمعات الشرقية المحافظة مع ممارسة الجنس المثلي بين الذكور (وكذلك الإناث) بسبب الكبت الجنسي وترى مثل هذا السلوك شائعاً في بعض المؤسسات الدينية حيث يتم التحفظ عليه سرياً. هذا الانحراف السلوكي يتلاشى تدريجياً مع البلوغ والغالبية على علم بتوجهه الجنسي الغيري ولا يحتاج إلى يد عون الخدمات النفسانية.
أما عن استشارتك أنت فلا أظن أن استعمال عقار هو الحل٬ ولا أظن أنك مثلي التوجه. ما أنت بحاجة إليه هو التركيز على تعليمك ودفع قلق التوجه المثلي جانبا والتركيز على التحديات الاجتماعية التي تواجهك. هناك الحاجة إلى تنظيم إيقاعك اليومي وتحسن تواصلك الاجتماعي مع أقرانك وتجنب مراجعة الخدمات النفسانية والطبنفسانية حول هذا الموضوع.
عليك أن تحسم الأمر بنفسك أنت.
واقرأ أيضًا:
استشارات الخائف أن يكون شاذا!