التوتر والقلق وانتقاض الوضوء المتكرر عند بداية الصلاة
مشكلتي هي انفلات الريح وعدم السيطرة عليه أثناء الوضوء والصلاة فقط، وهذا يحدث معي خاصة في صلاة الجماعة بالمسجد ويحدث أيضا إذا صليت منفردا بداية دخول وقت الصلاة ومنتصف وقتها إلا إذا أخرتها إلى آخر وقتها يختفي التوتر نوعا ما والسبب أني أقول في نفسي، حتى لو خرج مني ريح لن أقطع صلاتي لأني بالحالة هذي لو قطعت صلاتي سوف يخرج وقت الصلاة لذلك أدخل الصلاة وأنا مرتاح بدون قلق وبدون توتر سواء خرج مني ريح أم لم يخرج سوف أكمل صلاتي وبالحالة هذي يختفي التوتر بالكامل ويختفي انفلات الريح معه.
لكن لو أردت أن أتوضأ مع بداية دخول وقت الصلاة أو منتصف وقتها لن أستطيع إطلاقا حتى لو كررت الوضوء مئة مرة سوف ينتقض، لأني بالأوقات هذي لا أعتبر نفسي من أصحاب السلس.
لأني كما قرأت في إحدى الفتاوي أن صاحب السلس إذا علم أن هناك وقتًا ينقطع فيه الريح وجب عليه انتظاره، لكني أجد مشقة كبيرة في هذا الأمر خاصة أن مشكلتي ليست عضوية، بل مشكلة نفسية لكن أعراضها حقيقة 100/100!!
19/12/2023
رد المستشار
ولدي المتصفح الفاضل "ماجد" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، واستعمالك خدمة الاستشارات بالموقع.
تقول في ختام إفادتك (مشكلتي ليست عضوية بل مشكلة نفسية لكن أعراضها حقيقة 100/100) ونحن نوافقك تماما باستثناء الاعتراض على "لكن" لأن أعراض المشكلات النفسية كلها أعراض حقيقية إما حقيقية موضوعية (مثلا في حال خروج ريح حقيقي يشمه أو يسمع صوت خروجه آخرون)، أو حقيقية ذاتية (في حال وجود أحاسيس جسدية لدى الشخص بخروج ريح دون ريح)، وليس التفريق مطلوبا من المريض الموسوس بخروج الريح كما سترى في الإحالات أدناه، لكن إذا كنت تعرف أن مشكلتك ليست عضوية لماذا تريد إنزال فتاوى تخص المشكلات العضوية على حالتك وأنت تعلم أنها نفسية؟
إذن وضعك مختلف ومعاناتك مختلفة، والمطلوب منك هو أن تحرص على الصلاة في وقتها مع الاستعداد الكامل لإهمال موضوع الريح تحرك في بطنك أو لم يتحرك، شعرت به يخرج أو لم تشعر، وسواء سمعت أو شممت أو لا سمعت ولا شممت ... توضأ للصلاة ولا تهتم لا للقلق ولا للتوتر... تأخيرك للصلاة ليس إلا استجابة منك لخدعة من الوسواس خاصة وأنك (وهذا جيد) تأخذ بالرخصة في اللحظة الأخيرة -على أساس أنك من أصحاب السلس العضوي- والحقيقة هي أن الرخصة وإن ضيقها البعض لأصحاب السلس العضوي كما الفتاوى التي أشرت إليها، فإن هذا الكلام أي التضييق لا يصح بحق أصحاب سلس الريح أو البول النفساني والمتعلق بأعراض وسوسة في مرضى وسواس قهري أو غيره.
الفرق يا "ماجد" أن معاناتك أنت مع لا ترتبط إلا بالوضوء والصلاة أي بالعبادات، فكيف بربك تختار وقتا ينقطع فيه الريح ويجب عليك انتظاره؟ كيف إذا كان صوت الأذان ووقته والوضوء والصلاة كل هذه محفزات للخوف من خروج الريح وهذا الخوف والتوتر يجعل القولون مستثارا وكذلك المثانة البولية عند البعض-بل إني أشبهه لمرضاي بمنفاخ كهربي يشغله التفكير في الوضوء أو الصلاة.
وصلت أنت والوسواس إلى حل وسط تخسر أنت فيه فضل الصلاة لوقتها، ويكسب هو استمراره منتصرا عليك والحل هو ما تفعله "أن تؤخر الصلاة حتى يكاد ينتهي وقتها لتأخذ رخصة السلس العضوي" الله يسامحك ظلمت نفسك، فمن فضلك خذ بالرخصة مفتوحة، وأنقل لك عن د. رفيف الصباغ فقيهة مجانين قولها لموسوس بخروج الريح (فإذا زاد ذلك لا سمح الله وأصبح يتكرر خروجه عند الصلاة والوضوء، أعطي الموسوس رخصة أن يصلي دون أن يعيد وضوءه بعد خروج الريح. فلا يبطل الوضوء، ولا تبطل الصلاة إذا خرجت الريح أثناء القيام بهما.)
واقرأ على مجانين:
وسواس الصلاة والغسل وخروج الريح
وسواس خروج الريح: التجاهل هو الصحيح!
وسواس خروج الريح: وضوؤك صحيح ولو خرج ريح!
وسواس خروج الريح: إعفاء مفتوح صريح!
أخيرا ... المشكلة التي عرضتها هي جزء من اضطراب نفساني قد يكون الوسواس القهري و/أو غيره من الاضطرابات، وبالتالي فإن ما قدمناه لك لا يكفي إلا لحل مشكلتك مع الريح إن سمعت القول فاتبعته، ولكنه ليس كل المطلوب، ويجب عليك التواصل مع طبيب ومعالج نفساني للحصول على التشخيص والعلاج.
ومرة أخرى أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعنا بالتطورات.