وسواس الطهارة
أستغرق وقتا طويلا في الوضوء والغسل .. صعوبة وعدم قدرة على إسباغ الوضوء والتأكد من تعميم الماء أي أخشى ترك لمعة من الجسم لم يصله الماء .. أعاني من هذه المشكلة لـ 3 سنوات الآن .. شدتها والوقت المستغرق في الطهارة مختلف كنت أصل لـ2 ساعتين في الغسل والآن أقل لكن ما زلت أعاني.
لا أدري كيف أتأكد من تعميم كامل البدن بالماء وكذلك نفس الشيء في الوضوء .. لا أخبر أهلي بحالتي .. لا أتناول أي دواء .. لم أذهب لطبيب نفساني .. ذهبت لراقي مرة ولم يفيدني .. الوضوء حاليا يأخذ مني أكثر من نصف ساعة .. أتوضأ مرة أو مرتين.
أغتسل بشكل شبه يومي .. لأن لدي إفرازات تشتبه عليّ فأغتسل لذلك كثيرا.
أرجو الدعاء لي بالفرج القريب تعبت.
21/12/2023
رد المستشار
الابنة المتصفحة الفاضلة "آنسة روز" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، واستعمالك خدمة الاستشارات بالموقع.
تقولين بداية أن لديك (صعوبة وعدم قدرة على إسباغ الوضوء والتأكد من تعميم الماء) وإسباغ الوضوء سنة مستحبة ليست من فروض ولا واجبات الوضوء فإذا وجد الإنسان مشقة فيها وجب عليه تركها درءًا للوسوسة، إذن بوضوح توقفي عن الاهتمام بإسباغ الوضوء لأن الإسباغ لا يسن للموسوس، وقد شرحنا لماذا في ردنا السابق: إسباغ الوضوء لا يجب على الموسوس!!
وأما التأكد من تعميم الماء فأظنه لب المشكلة لذلك من المهم كان أن تخبرينا ماذا تقصدين بالتأكد؟ لأن التأكد المطلوب هو ما يفعله الأصحاء فعندما يضع الواحد ذراعه تحت مصدر الماء فيرى الماء يسيل على جانب ذراعه وبطن كوعه فإنه يتأكد أن الماء غسل كوعه دون أن يراه وهذا الشكل من التأكد اسمه غلبة الظن (تقدير نسبي ما بين 80-99% دون اليقين)، وليس مطلوبا من الأصحاء (غير الموسوسين) أكثر من غلبة الظن هذه أما تأكد الموسوسين أو التأكد الذي تطلبه "آنسة روز" أي 100% ويكون برؤية الماء يصيب كل سم مكعب من الجلد المغسول فليس في الفقه إلا شكلا مذموما من أشكال التعمق، أو التنطع في التطهر وهو مذموم لأنه يورد صاحبه مورد الهلاك إذ يحمل نفسه ما لا تحتمل حتى يكره العبادة، وهذا الشكل يشي بوجود مفاهيم مغلوطة عن علاقة الله جل وعلا بخلقه ويتنافى مع الرحمة والمغفرة والعفو السابق للغضب كما في كل أشكال و.ذ.ت.ق
طبعا ما ينطبق على الوضوء ينطبق على الغسل وستجدين ضمن الإحالات التالية تفاصيل برنامج ع.س.م لعلاج وسواس الوضوء والغسل ملخصه هو:
1- الوقوف أمام مصدر الماء الطهور للوضوء نية كاملة.
2- التسمية مرة واحدة ودون انتظار لأي تهيؤ لها. وليست شرطا لأنها لا تجب إلا عند الحنابلة
3- يُغسل العضو مرة واحدة فقط معظم فترة العلاج.
4- عدم الالتفات إطلاقًا لأي مشاعر أو أفكار يخشى أن تفسد الوضوء.. أنى وسوست فقد أحسنت!
5- تطبيق استعارة القطار أحادي الوقوف لا يقف قبل انتهاء الخط مع عدم اللاتفات للشك تماما في صحة غسل أو عدم غسل عضو من الأعضاء... وهي مشروحة في مقالنا عن الاستعارات والتشبيهات في العلاج المعرفي للوسواس. وممنوع التكرار منعا باتا.
اقرئي على مجانين:
وسواس قهري الوضوء: الوصف والعلاج.
وسواس التطهر: وسواس الوضوء والاغتسال!
وساوس التهيؤ للعبادة: الوضوء والنقطة!
وساوس التهيؤ للعبادة: الاستنجاء الوضوء الغسل!
وأما موضوع ما يشتبه عليك من إفرازات فقد أخطأت وأثقلت على نفسك حين كنت تغتسلين احتياطا لأن رأيا فقهيا يقول (في حال عدم معرفة ماهية الخارج من السبيلين يجوز للشخص أن يرجح ويأخذ بما يظنه) عليك أن تأخذي به لأنه الأيسر ويجب على الموسوس أن يختار الأيسر، فكل ما تجدين من إفرازات هو رطوبة الفرج أو مذي ولا شيء يستدعي أن تغتسلي حفظك الله من برد الشتاء.
واقرئي أيضًا:
وساوس البنات: وسواس قهري الإفرازات!
وسواس الطهارة: النساء وجحيم الإفرازات
المذي والمني والإفرازات النسائية العادية!
الإفرازات ووسواس الطهارة في البنات
الأهم يا "آنسة روز" هو أن كل ما نستطيع تقديمه لك هنا لا يمكن اعتباره تشخيصا كاملا ولا علاجا كاملا بالتالي لحالتك، ويجب عليك عرض حالتك على طبيب ومعالج نفساني واقعيا، فإن تعذر فبالصوت والصورة.
ومرة أخرى أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعينا بالتطورات.