طلب استشارة عاجلة
عندي وسواس شديد في مسألة سب الأيام أو الزمان أو الدهر وغيرها، وكنت أتحاشى حتى وصف الأيام مثلا إذا كان اليوم فيه ضغط أو مشاكل أتحاشى قول إنه يوم حزين أو غيره، واليوم وأنا أتصفح الإنترنت وجدت أشخاصا لديهم منشور يتعلق بوصف يوم السبت بأنه كئيب فقلت على لساني ونطقت بأن يوم السبت كئيب جدا وجائني شعور ونية بأنني أسب الدهر وليس مجرد وصف وقلتها وأنا متعمد للأسف وضحكت وابتسمت أثناء قولي ونطقي
فهل ما فعلت عليه كفارة أو توبة؟ أو أن عليّ أن أواصل التجاهل فقط وأعتبره مثل ما قلتم النطق بالكفر لا يُكفر الموسوس فهل ما فعلت صحيح؟ ولا يلزمني نطق الشهادتين وغسل الإسلام وتجديد الإسلام؟
27/12/2023
رد المستشار
الابن المتصفح الفاضل "أبو محمد" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، واستعمالك خدمة الاستشارات بالموقع.
تقول لدي وسواس شديد في سب الدهر وتقول (ونطقت بأن يوم السبت كئيب جدا وجائني شعور ونية بأنني أسب الدهر وليس مجرد وصف وقلتها وأنا متعمد للأسف وضحكت وابتسمت أثناء قولي ونطقي) أي أنك عندما قرأت المنشور وتلفظت بما فيه وشعرت باتفاقك معه ثم أقنعك الوسواس بأنك تسب الدهر متعمدا وأنك ضحكت وابتسمت أثناء ذلك، وهذه اسمها وسوسة! أتدري لماذا لأن الصحيح أو غير الموسوس كان سيقرأ المنشور ثم ينتقل إلى غيره دون أدنى خوفٍ من أن يكون قد فعل كفرا... لأن المشكلة الحقيقية فيك أنت وليست فيما كتب في المنشور.
المشكلة هي أولا فرط التحاشي لما يمكن أن يكون سبا للدهر بسبب مرض الوسواس، وهذا التحاشي المفرط يخفض عتبة الشعور بأنك ربما سببت الدهر، ثم ثانيا أنك حين تود معرفة ما بنفسك تجاه فعل أو قول أو مثيرٍ ما يتعلق بوسواسك (أي بسب الدهر)، فإنك تعجز عن التيقن مما بداخلك تجاهه وذلك بسبب عمه الدواخل، أي العجز عن الوصول الواثق أو التيقن من الحالات الشعورية الداخلية.
القدرة على التعمد والإرادة وعلى تأويل المشاعر تجاه الفعل أو القول أو المثير الخارجي (مثل كره السب أو حبه) كل هذه القدرات الإنسانية وغيرها تحتاج إلى تواصل سهل واثق بين الإنسان ودواخله وهذا غير متاح للمريض بالوسواس القهري ولهذا السبب فإن الوسوسة تسقط التكليف أي أنه في حالتك لا كفر بالتأكيد.
اقرأ على مجانين:
التفتيش في الدواخل: آفة الموسوس!
ط.ب.ح.د الموسوس والتفتيش في الدواخل
سب الدهر متى يكون كفراً؟
وسواس الكفرية: التعمد والاستهزاء والنية!
وسواس الكفرية: الإرادة والتعمد والتلبيس!
وسواس الكفرية: لا إرادة ولا تعمد ولا نية!
وباختصار ليست عليك كفارة أو توبة؟ وإنما عليك أن تواصل التجاهل فقط، وتأكد أن النطق بالكفر لا يُكفر الموسوس وبالتالي لا يلزمك نطق الشهادتين ولا غسل الإسلام ولا تجديد الإسلام؟ لأن إسلامك أو بالأحرى إيمانك لا تغيره الوسوسة مهما وصلت بشاعتها.
ما ذكرناه لك وأحلناك إليه لتقرأه سيفيدك إن شاء الله جدا... لكنه غير كاف لعلاج حالتك التي ما تزال بحاجة إلى تشخيص كامل ثم برنامج علاجي تتفق عليه مع الطببيب و/أو المعالج النفساني
ومرة أخرى أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعنا بالتطورات.
ويتبع>>>>>>: وسواس الكفرية: سب الدهر والتعمد والنية! م