بطء وسواسي أم اكتئاب وسواسي أم ماذا؟ م7
مشكلتي مع العمل
قلت لكم من قبل أنني أحيانا غير قادر على العمل قد يكون يكون السبب أنني بدين ذو شخصية لمفاوية (يترجمها سمير شيخاني في كتابه شخصيتك المتفوقة بالشخصية الكسولة) لكن أيضا لأن لدي كرامة وأرفض الهيمنة والقهر ومازلت أحب أن أخاطب برقة ورفق
أنا رسميا واضع برامج (حاسوب) في مكتب العلاقات مع المواطن هيكل ملحق بديوان أحد الوزراء، من مهام المكتب الإرشاد المباشر والهاتفي من جهة ومعالجة عرائض ومطالب المواطنين وإجابتهم عن طريق البريد من جهة أخرى، وبما أنني لم أعد أعمل في تخصصي تطوعت في إرشاد المواطنين واكتسبت خبرة في هذا المجال خاصة أنني أعتبر نفسي شخصا لطيفا قادر على الإصغاء لهموم الناس ومساعدتهم، كما كنت مستعدا في أوقات الفراغ لإرسال العرائض الواردة إلكترونيا إلى المصالح المعنية عبر منظومة وطنية للتصرف الإلكتروني في المراسلات.
ألا يكفي؟ أنا لست طبيبا ولا أحب أن أشخص الناس أو أطلق الأحكام لكن علامات الشخصية النرجسية والسيكوباتية واضحة في مديري الذي يحاول السيطرة علي، أنا محاط بشخصيات سامة أخلاقها متدنية توقعاتها عالية وطلباتها كثيرة وملحة، أن مثلا يصر أن يجبرني طوعا وكرها أن أحرر الإجابات للمواطنين وأنا أرفض ذلك ليس لي برنامج معالج النصوص وورد في حاسوبي البطيء وليس لدي طابعة ولا مثال سابق وهناك من يقوم بهذه المهمة غيري بكفاءة والأهم أنه ينبغي أن أضع حدودا، مدير المكتب يطلب أمورا فوق طاقتي وبأسلوب غير مناسب حيث يعتبر أن واجب "الامتثال لتعليمات المدير" يسمح له باستعبادي حتى أنه كثير ما يحاول إجباري على تقديم خدمات شخصية وتعويض الحاجب والزميلات التي يتحصلن على معاملة تفضيلية ويغادرن مبكرا وأبقى معه وحدي بحيث يستغل الوضعية للاستفراد بي والتنكيل بي
أعتبر نفسي أتعرض إلى وضعية عبودية من حيث الاستغلال والإهانة وسوء المعاملة ومحاولة السيطرة علي وفرض الطاعة وأنا شخص ذو كرامة وتهمني حريتي وأرفض أن أعمل إلا بإرادتي، الحل الجذري هو الثورة والتمرد والرفض وقول الكلمة التي تغضبه وهي كلمة "لا" وقد قمت بدورات تدريبية وقراءة كتب عن قول لا .. لكن الموضوع لم ينجح بعد
أنا مستعد من أجل نجاح ثورتي وفي سبيل استرداد حريتي وإرادتي وكرامتي وخصوصا في سبيل الحفاظ على طاقتي المستنفذة.. مستعد للاستجوابات والعقوبات ورغم ذلك لم أنجح في قول لا هادئة وحاسمة حتى بالسلوك السلبي.. كأنما أنا ضحية لعملية تلاعب تشعرني بالرعب والغضب والخوف من الغضب في دائرة مفرغة أتحول بعدها إلى شخص ذليل وعبد مطيع وتتحول صفات المساعدة والإكرام والتواضع وخدمة الآخرين المحمودة.. تتحول غريزيا إلى عبودية servitude /fawn مذمومة أظن أنه يشارك فيها الجهاز العصبي التلقائي بطريقة تذكرني في اضطرابات ما بعد الصدمة مما يجعلني متشائما بخصوص تحسن قريب، في انتظار نجاح عملية التحرر كان الحل الوقتي عطلة طويلة الأمد خالصة الأجر وتركت جلادي يواجه صعوباته حتى يعرف قيمتي ثم يبحث عن ضحايا آخرين
صحيا أنا بخير إنما ضغطت شيئا ما على طبيبي وأقنعته أن الوقاية مطلوبة وأن الضغوط غير مفيدة لي حسب تاريخي المرضي يبدو أنه كتب أنني أصبت بنكسة فيتحمل مسؤوليته أما أنا فضميري مرتاح، الحقيقة أن ضميري يخزني أحيانا لهذا السبب وبسبب الزميلات اللاتي تركتهن يعانين ضغوط العمل مكاني وأحيانا أشفق على المدير نفسه لكنني أستعيذ من الشيطان وأقول أن من لا تجد نفسه فيه الخير فلن يجد فيه الخير أحد وأن رحمتي بنفسي يجب أن تكون قبل رحمتي بغيري
أليس من حقي إذا عدت ولابد أن أعود.. أليس من حقي مادمت لا أعمل في تخصصي أن أساعد فقط بحضوري وبالأمور الطبيعية التي تأتي من تلقاء نفسها ولا أحاول أن أثبت أنني لست كسولا أو أنني لطيف.. وأن أقوم بأعمال روتينية لا تتطلب جهدا جسيا ولا فكريا.. أليس من حقي أن يقبلوني كما أنا وأن يعاملوني بلطف
للأسف لابد أن أعود رغم أنه كما كتب لافارج lafargue من حق كل إنسان أن لا يعمل وواجب الناس أن تتضامن لو خصص لي إيلون ماسك ألف دينار شهريا هل كان سيصبح فقيرا؟؟ شكرا على الإنصات يسرني تلقي تعليق أو نصيحة
1/1/2024
رد المستشار
صديقي
لماذا لا تبحث عن عمل آخر أو مثلا أن تبدأ في بناء عمل خاص تكون أنت فيه بدون مدير؟ سوف تضطر إن عاجلا أم آجلا للتعامل مع من يصعب التعامل معهم.. ليس هناك مهرب من هذا في هذه الحياة.
من ناحية أخرى، يمكنك أن تبحث في نفسك عن ما يمكنك حبه والإعجاب به في مديرك من الناحية الإنسانية ومصادقته بدلا من تنمية الشعور بالعداوة نحوه... قد يكون تسلطه وأوامره وزجرة بسبب كسلك الذي أنت معترف به... قد يكون هو محقا فيما يفعل بسبب متطلبات العمل وأن المسألة ليست شخصية ضدك على الإطلاق... لماذا يعامل الآخرين برفق؟ ما الذي يفعلونه من ناحية العمل ومن ناحية التعامل معه مما يجعله لطيفا معهم كل هذا اللطف... التملق وحده لا يكفي.
"إذا كنت تريد التخلص من مديرك فساعده على الترقي"... مقولة حكماء الأعمال
وفقك الله وإيانا لما فيه الخير والصواب.
ويتبع>>>: بطء وسواسي أم اكتئاب وسواسي أم ماذا؟ م9