كنت –تحت تأثير الحزن– قد عزمت على عدم إزعاجكم، لكنني فكرت بعقلي، وقلت إنهم يعملون من أجل مشاكل الشباب والسعي لحلها، وكل ذلك طلبا للأجر من الله والحرص على تقديم المساعدة، فلم أحرم نفسي من باب أراد الله لي به خيرا؟ فبارك الله فيكم وجزاكم كل خير. واعذروني أحبتي، إخوتي، أحبكم في الله، وأنتم أساتذة ومرشدون، وأحب العقلية التي بها تفكرون والطريقة التي تنصحون والأسلوب الذي تتبعون في حل المشاكل.
أنا فتاة أبلغ من العمر الثالثة والعشرين، تخرجت في الجامعة منذ سنتين، وأعمل مدرسة، أي أنني في النضوج الذي يؤهلني لمتابعة حياتي وحل مشاكلي وهمومي، ولكن يحتاج الإنسان من يذكره ويأخذ بيده ويدله على الطريق الصحيح إن أخطأ، وكم أحتاج أنا للتقويم والتذكير؛ سأعرج على حياتي منذ الطفولة وحتى هذه اللحظة، وتحملوني لأنني سأبدأ من الصفر حتى أصل للمرحلة الحالية، وأرجو أن تفيدوني بما أفاض الله عليكم من خيره متى تسنى لكم وسمح به وقتكم.
في فترة المراهقة كانت معالم الحزن والأسى تلفني وتعصر وجداني وتقتلني، وأنا أتذكر أشياء من طفولتي تعكر صفو حياتي، أعيش بين أهلي كما يقتضيه العيش في البلاد العربية من الحضور الجسدي والغياب الذهني بين أهل –وأعذر ذلك فيهم نظرا للتنشئة التي نشئوا عليها- يهتمون بمأكل الفرد ومشربه وتربيته التربية السطحية دون الغوص في أعماقه.
طفولتي –كما أراها الآن– بائسة حزينة ربما ليست أتعس من غيري، لكنها بالنسبة لي بائسة، لا أتذكر منها سوى اللحظات التي كدرت صفو حياتي. أكتب إليكم بدمع عيني ذلك الدمع الذي يتفجر من قلبي ومن أوجاع نفسي وتعاسة ما عانته وتعانيه، لا أتذكر سوى تلك اللحظات التي قضيتها في الحرام وأنا ما زلت طفلة صغيرة لا أذكر كم من العمر كنت، لا أتذكر شيئا عن والدي –غفر الله لهما- سوى أنهما وجدا بعد ذلك وكأني لا أعرفهما قبل أن أدخل سن المراهقة.
ما أتذكره القليل جدا عنهما، كان يتراقص في ذهني في فترة المراهقة تلك اللحظات التي كنت أجلس في أحضان جارنا الذي له من الأحفاد من في سني ويكبرني، كما يجلس الطفل بين يدي والده.. ولي من العمر –تقريبا 5 أو 4 سنوات- سبحان الله كلما تذكرته بكيت حزنا على نفسي وإشفاقا على تلك الطفلة البريئة الساذجة، كان يعبث بمناطق حساسة في جسدي، وكنت أشعر بما يفعله، ولم أكن أعي ما يحدث، لا أفهم لِم يتحسس جسدي وذلك المكان بالذات! ولم أفكر ما عاقبة ذلك، فتفكيري كان منحصرا في تلك النقود التي أعطاني إياها فهو بلا شك شيخ كريم وطيب!!
أين أهلي؟ لا أعلم! هل أخبرت أحدا لا أظن!! كم مرة تكرر؟ أكثر من مرة بالتأكيد، لكن كم عددها؟ لا أعلم!! فقط ما أعلمه أنه تكرر وترسخ في ذاكرتي ونسيته حتى تيقظ في سن المراهقة؛ لكي أحزن. لا أدري إن كان هذا مرتبطا بما فعلته في طفولتي من أمور جنسية أبكتني بعد ذلك، وفي كل مرة أصرخ في داخلي أين أنتما؛ أمي وأبي!!!
أتذكر على سطح المنزل ألاعب أحد أقاربي من الأطفال، وكنت عندئذ في الثامنة تقريبا، وفجأة وأنا نائمة وهو فوق بطني ألاعبه، لا أعرف كيف يقترب من منطقة حساسة أشعر بشعور غريب، أعيد وضعه من جديد فأشعر بالبهجة فأكرره، ولأنني أعلم أنه خطأ أتلفت فإذا بي ألمح من يراقبني، وشعوري أن الكل يعلم بما حدث أفقدني الثقة في نفسي في تلك السن الصغيرة!!
موقف آخر أنا وأبناء عائلتي الذكور وأنا الفتاة بينهم داخل غرفة في منزل العائلة مغلقة نلهو ونلعب، نلعب لعبة الطبيب، هم الأطباء وأنا المريضة! يعبثون بـ..!! لا أتذكر شيئا آخر في هذه اللعبة!! ولربما تكررت، لا أتذكر منها شيئا!!
في بيت مهجور، أنا وأحد الأطفال يكبرني بعام لا أتذكر كم عمري كان حينها لكن ربما 6 أو 7 سنوات أو أصغر!! نمارس الفاحشة، طفلان يعبثان معا! مع حرص ألا يراهما أحد! وهذا الحدث أكثر ما عذبني في سني مراهقتي. وكثيرا ما قرأت أن غشاء البكارة يزول بمجرد المعاشرة فظللت تلك السنوات في خوف وحزن وألم أن فقدت بكارتي بجهلي وسذاجتي!! وكم بكيت وكرهت نفسي وعذبت وربما كان سبب ذلك كله دخولي عالما آخر منذ أول معالم البلوغ وربما قبلها، لا أذكر.
بدأت أشعر بلذة غريبة كلما رأيت صورة إباحية أو قرأت أو رسمت، سأكون صريحة، فما يجعلني أكتب فعلا الرغبة في الوصول للدرجة التي تقربني من الله دون مرض نفسي أو حدث قديم يفسد علي أو شيء يعكر ذلك؛ فأنا أبوح لأتخلص مما تراكم داخلي كل ذلك الزمان. ولكن لتعلموا أنني أستحي من هذه الأشياء، وذكري لها لا يعني أنني بلا حياء، والله أعلم بحالي.
كنت أحيانا أتخيل أنني رجل وأن إحدى الفتيات الصغيرات –قريباتي من لا يفهمن- امرأة؛ فأقبلها وأحضنها وأنا في ثورة جنسية، فمجرد ما أقوم بذلك أشعر بنشوة غريبة للحظات، ثم تختفي مع العلم أن الصغيرات تظن أنني ألاعبهن حيث أقول لهن أن هذه مجرد تمثيلية، وأصبح بعد تلك اللحظات عادية لا شيء، وكأنني لم أكن ثائرة قبل قليل، وكأن من قامت بذلك الفعل لست أنا وأنه من قلة الأدب القيام به، لكن أعود وأكرره.
كنت أتخيل مخدتي امرأة وأنا رجل فأصارعها حتى أصل للحالة التي أرتاح فيها، وأحيانا أقوم بالرسم؛ أرسم رجلا وامرأة يقبلها ويحضنها أو يفعلان معا! وأرتاح. وتدريجيا أصبح هذا لا يؤثر في فأظل في رغبة، فماذا أفعل؟ أو أستلقي وأفكر في مشهد يعبر عن ذلك حتى أصل للمرحلة السابقة وأرتاح، سبحان الله كثيرا ما كررت ذلك، وبعد كل مرة أحزن وأكتئب وأشعر أنني حقيرة، خاصة بعدما علمت أن هذا حرام ، لكنني أكرره مع نفسي!! وأستمر عليه لمدة 13 عاما!! من فترة قصيرة تركته!! أسأل الله تعالى ذلك، فيكفيني من الذنوب ما بي!
وفي فترة مراهقتي بدأ والدي –رحمه الله– بتعليمنا أمور ديننا نجلس جلسات دينية لقراءة الأحاديث والقرآن ويربطنا بالله، ومنها بدأت أشعر أنني في ذنب كبير كلما اقتربت أكثر وتعرفت على أمور ديني أكثر، فأشعر أنني حقيرة وقذرة.. تزامن ذلك مع الشعور بمشاعر حب لفتى يسكن بجواري، وكنت في عذاب بين شعوري بحبه وبين نقمتي على نفسي واحتقاري لها؛ لأنها سمحت للمشاعر بدخول قلبي، مع العلم أنني كنت أحبه في صمت، لكنني كنت في خوف وقلق أن يكتشف أحد ذلك فأسقط في عينيه كما سقطت في عين نفسي ويحتقرني كما أحتقر نفسي!!
وكنت في مراهقتي بائسة حزينة أرى الدنيا من منظار الحزن والألم وفي خلال تلك الفترة بدأت أتجه للتنفل -أي زيادة العبادات- في صلاتي وصومي، مع أني كنت أمارس تلك العادة السيئة حتى في أثناء صومي، وكثيرا ما بكيت بين يدي خالقي، وكثيرا ما شعرت أنني مظلومة، وأنه لا ذنب لي أن فقدت بكارتي؛ لأنني كنت صغيرة لا أعي أو أفكر فيما يحدث لي، ولعدم وجود ما يحرك وجداني نحو التخلص مما كنت فيه بطريقة عملية إسلامية، فالبعد الروحي عن الإسلام وروح الحياة يحيل بين المرء وبين التعايش مع واقعه أو إيجاد حلول له!
وفي الوقت نفسه، كنت أبكي لأنني وقعت في الحب –وأظن ذلك نظرا لتأثري بالمسلسلات– بمجرد نظرات ألقاها الفتى عليّ، وكنا نتبادل النظرات في صمت، وفي خضم تناقضي بين حبي المتوهج له، والذي كنت أراه أنه حب عفيف لم يدنس بالكلام المتبادل، وبالرسائل التي كانت تقوم بها الفتيات اللاتي كنت أشفق عليهن وعلى سذاجتهن، إلا أنني كنت أعيش في ألم وحزن لأنني وقعت في الحب.. ولأن من أحب ربما يحتقرني؛ لأنني أحببته، وربما في نظره أنني ساقطة مثل تلك الفتيات، وإلا لما أحببته أو سمحت لنفسي بتبادل النظرات!!
وكان ما يبكيني شوقي وحبي الكبير له، مع العلم أنني كنت أهيم في بحر من العواطف البريئة الصادقة التي كانت تنعش كياني.. حب –كنت أراه طاهرا– ارتبطت من خلاله بالله أكثر فكنت أبكي بين يديه، وأبتهل في الدعاء أن يوفقني للخير، ولما يحبه لي.. كنت متناقضة كثيرا؛ لم أتحدث مع من أحب قط مع أنني كنت أدعو ربي أن يحفظه ويوفقه ويرزقنا الالتقاء إن لم يكن في الدنيا ففي الآخرة.
وقبلها توقفت عن النظر إليه بعد أن لبست النقاب؛ لأنني لم أكن أحب أن أخونه؛ ولأني احتسبت أجر ذلك عند الله؛ فقد توجه هو كذلك للتمسك بالله والسير من المسجد إلى البيت والمذاكرة –فقد كان متفوقا -الأول- في مدرسته دائما، وكان هذا أحد الأسباب التي جعلتني أزيد من مذاكرتي! والتفوق حتى لا أكون أقل شأنا منه! فهو بالنسبة لي مثالي في كل شيء في الأخلاق والتفوق وحتى في الجمال! ظلت مشاعري نحوه تلك في كتمان وتوجع وتألم وحزن حتى السنة الأولى من الجامعة -حوالي 6 سنوات- وكان قد سافر للدراسة، وكنت أتتبع أخباره عن بعد.
بدأت أفكر جديا في أنني واهمة في حبي وأنه لا يعلم عنه، وحتى متى أظل معلقة، بدأت أفكر جديا في النسيان بعد أن كنت أظن أنني لن أنساه طوال عمري وسيظل حبيبي مهما حدث! لكن حدث ولم يعد كذلك!!! سبحان الله، لا أدري لما أدرج قصتي هذه هنا!! فقد مضت، ولكن ربما لأشرح لكم كيف كنت أحتقر نفسي وأمقتها وفي ذات الوقت أشفق عليها! وكأن الله أراد لي خيرا بذلك البوح الذي كان رغما عني بعد أن قضيت سبع أو ست سنوات في كتمان وبكاء وألم.... نعود للمراهقة، في أثناء مراهقتي علمت من إحدى قريباتي في خلوة بيني وبينها أمر المعاشرة الزوجية، ولا تتصورون كيف كانت صدمتي! فعندنا –كما نتصور نحن الصغار وكما فهمنا من الكبار- أن هذا عيب، فكيف يقومون بذلك وهم قدوتنا!! وكم كانت صدمتي كبيرة عندما تصورت والدي، لم يكن عقلي الصغير يتحمل ذلك.. تلك القذارة ينهونا عنها ويقومون بها!! يستحيل، ومنها عرفت مكان خروج الجنين!! كانت صدمات كبيرة ظللت أصارعها، وبمرور الوقت بدأت أقرأ وأعرف أن هذا بالفعل ما يحدث بينهما! عندها فهمت لم ينامان في غرفة واحدة، أي الزوج والزوجة! كنت أمقت الفعل! وربما كان هذا مما زاد من ثورتي الجنسية واستمرار العادة السرية؛ لكن ذلك التناقض الذي كنت أعيشه!!
أذكر أنني كثيرا ما تعرضت لمضايقات من الأولاد، بعضهم يغني لي كلما رآني، والآخر يناديني كلما رآني يتمنى أن أمشي معه، ولا أدري سر ذلك؟ أقول في نفسي ربما كنت جميلة في صغري أو ماذا؟ الآن أرجع الأمر لهذا السبب وإلا... لم؟ سبحان الله! لا أنسى أن أذكر أن أحد الخدم في بيتنا تعرض لي ذات مرة وقام بفعل غير أخلاقي وناداني ففزعت وهربت منه ولم أستوعب الحدث؛ لأنني كنت صغيرة، لكن فهمت بعد أن كبرت أنه كان يدعوني للفاحشة!
كنت كثيرة الخروج من المنزل ولم يكن يهتم أهلي بذلك، لا ألتمس عذرا لحالي، لكن يؤلمني ما حدث، وكلما تذكرته تعكر مزاجي وأصبحت عصبية وضيقة الصدر، أصرخ لأتفه الأسباب، وأبكي كلما تذكرت الأحداث التي مررت بها، هذه هي الصورة السيئة من ذاكرتي وطفولتي وبعض من مراهقتي.. مع العلم أنني في فترة مراهقتي اكتشفت أنني لست جميلة، بدليل أن المعلمة تختار الجميلات في الصف ليساعدنها في عمل ما هكذا كنت أتصور! وأنني كنت أظن أنني جميلة! واكتشفت أنني لست بذلك العقل الذي ظننته. كنت أظن أنني عاقلة وناضجة لكن بعد ذلك اكتشفت أنني لست كذلك، وهذا أثر في وصدمني في نفسي، كما صُدمت بأنني لست متفوقة بدليل أنني لا أحصل على المركز الأول فقط أكون الثانية أو الثالثة لكن لست الأولى والاهتمام يكون بالأول دائما!!
وبعدها صُدمت بأنني لست على تلك الأخلاق العالية التي أظن نفسي فيها، وشعرت أنني ناقصة في كل شيء فأصبحت أرى نفسي قبيحة وعقلي جامدا ونفسي سيئة؛ فأصبحت صفات سوء الظن وعدم الثقة في النفس والتردد وتأنيب الضمير الشديد مستمرة معي حتى الآن إن لم يكن كلها! الطفولة وكما أراها لا جانب حسن فيها، أراها طفولة بائسة ولا أحب تذكرها.. عندما يقول أحد إن أجمل مراحل عمر الإنسان الطفولة سن البراءة ويتمنى العودة لها أشعر بغثيان من طفولتي وأكره الشعور بالعودة لها!! أرى أنني لم أتمتع بها كطفلة، وإن تمتعت بها فلا أذكر إلا الأمور المحبطة! وأتذكر كيف أنها حبست مراهقتي من النضج الذي تتمتع به الكثيرات!
الجانب الحسن أنني بدأت أقترب من الله في سن المراهقة، وعلى الرغم من أنني عشتها كأيام حزينة، لكن كنت قريبة من الله، وربما كانت الخطوات الأولى لنسيان الماضي والمضي نحو صفحة أكثر إشراقا. في الجامعة كنت في أشد حالات اكتئابي وحزني وألمي دون مبرر أو سبب!! ولكن بعد التخرج أكرمني الله بالعودة مرة أخرى إلى رحابه، وأصبحت أكثر التزاما واهتماما بأمور ديني وحبي لعبادتي وحبي التقرب من خالقي والحمد لله كثيرا.
وفي كل لم يتركني الله فقد تدرج في شفائي من أمراض نفسيه كثيرة، منها عدم الثقة في النفس، وكنت أرى أنني أقبح من خلق على الأرض ومثال الحقارة والدناءة، ولكن الآن الحمد لله أشعر أنني أفضل، مع أني أحيانا أشعر أنني مريضة نفسية، خاصة عندما أسيء الظن بالآخرين وأشعر أنهم لا يحبونني ويمقتونني!
الآن أنا مقبلة على الزواج من أحد أقاربي وهو شاب ملتزم، والحمد لله كثيرا إنه يأخذ بيدي نحو طاعة الله تعالى، مع العلم أنني ظللت في كره له ورفض منذ أيام دراستي منذ حوالي 8 سنوات، والآن قبلت به بعد أن رأيته بعقلي، واستمررت فترة بعدها أرفضه عاطفيا، لكن بفضل الله وكتاباتكم اقتنعت به.
الآن السؤال يطرح لم كتبت لكم؟! لا أعلم! فقد نسيت الهدف من الكتابة ربما لتوجهوني ربما لترشدوني، ربما لتقوموني ربما هي مقدمة لسؤال قادم؛ فأرجو أن تتحملوني.
الآن أنا مقبلة على الزواج، بدأت أعرف أمورا من خلال هذه الصفحة، والحمد لله تفتح ذهني وشيئا فشيئا بدأ الخوف يختفي من داخلي، مع شعوري أنني لن أسمح لزوجي بالاقتراب مني. لا أخفيكم قولا مسألة الجنس بدأت أنظر إليها نظرة أكثر احتراما من خلال ما قرأت، خاصة من موقعكم؛ فعلمت أنها فطرة فطرها الله فينا، وتبدلت نظرتي من سخطي عليها؛ فقد كنت أبكي وأقول لم خلقها الله فينا، لكن حكمة الله كبيرة، وبدأت شيئا فشيئا أتقبل الأمر.
الآن أتخيل أنني ربما لن أقبل، عندما أتصور الوضع أخاف جدا، وأشعر أنني أتألم، وأن العملية قاسية ومؤلمة للمرأة.. فقط ممتعة للرجل، ربما هذا من الكلام الذي نسمعه من بعض المتزوجات، علما بأن خطيبي إنسان متفهم جدا، ويحاول أن يراعيني في كل الأمور؛ ولذا لا أتوقع أن يؤذيني، لكنها الأوهام والعوالق السابقة. أود نصيحتكم وإرشاداتكم، وتوجيهاتكم. واعذروني على الإطالة.
5/1/2024
رد المستشار
يا أختنا الكريمة، تقولين إن صفحتنا غيرت كثيرًا من تصوراتك عن الجنس، ولكن يبدو أن هذا التغيير ما زالت تشوبه بعض الشوائب والانطباعات الخاطئة وبعض التناقضات أيضًا.
تقولين في السطور الأخيرة من رسالتك إن الممارسة الجنسية ربما تكون مؤلمة للمرأة وأنها ممتعة فقط للرجل.. هذا هو تساؤلك الكبير في رسالتك.
أنا لن أسرد عليك كلامًا نظريًّا من عندي لتصحيح هذا التصور، ولكني فقط أدعوك لإعادة قراءة حياتك -من خلال رسالتك- وستجدين الرد!!
أنت وجدت المتعة في ممارسة الجنس بالفعل، وذلك في مراحل حياتك المختلفة -حتى في الطفولة- فلقد وجدتها عندما كنت تلاعبين هذا الطفل على سطح المنزل، وكنت تشعرين "بالبهجة" -على حد تعبيرك-، ووجدتها مع طفل آخر وأنت تمارسين ما أسميته "بالفاحشة"، ووجدتها وأنت تمارسين العادة السرية وتصارعين "المخدة" حتى "ترتاحي" -كما تقولين-.
ولم يكدر صفو متعتك سوى شعورك بأن ما تفعلينه حرام أو عيب، وأنه سيكون مخزيًا إذا اكتشفه أحد.
إذن الممارسة الجنسية ليست مؤلمة للمرأة بل هي ممتعة -وخاصة عندما تكون في الحلال-، ولكن أعتقد أن هناك بعض الرواسب لديك -ولدى الكثيرين- هي التي تصنع هذا الانطباع، والسبب هو أن المرأة تتعرض -بالفعل- للألم في بعض المحطات المرتبطة بالجنس فهي تتعرض للألم في ليلة الزفاف، وهناك أيضًا ألم الحمل والولادة، وربما قبل ذلك كله ألم الختان الذي ما زال يتم في بعض المجتمعات الإسلامية، فأصبح هناك ارتباط لا شعوري بين المرأة والجنس والألم، وأصبح هناك شعور داخل الكثير من الفتيات أن المرأة أوفر حظًا من الذكور في الألم.
ومن جانب آخر، فإن الفتاة عندما تعتاد على الممارسة الجنسية السطحية -سواء من خلال العادة السرية أو المداعبات التي لا تصل لحد الإيلاج الكامل- فقد ينتج عن ذلك عدم استساغة للإيلاج الكامل، وربما لا يصبح هو الطريقة المفضلة للوصول للمتعة، والحل عندئذ هو إعادة برمجة المرأة نفسيًّا من أجل الوصول للمتعة بهذه الطريقة الجديدة التي لم تعتدها من قبل، وهذا يحتاج لبعض التدريب، ويمكن أن يتم بمساعدة الطبيب النفساني، وهو يعتمد على فكرة محاولة الوصول للمتعة بالطريقتين معًا -الممارسة السطحية مع الإيلاج- ثم بالتدريج تخفيف الممارسة السطحية، أو ربما استمرار الاثنين معًا.
وكذلك على إجابات سابقة لنا عن ليلة الزفاف ، ومنها :
تساؤلات الزفاف مرة أخرى
ليلة الزفاف فطرة وعلم
هواجس ليلة الدخلة: قلق الأداء!
في يوم زفافي كانت عقدتي الأولى!
ليلة الدخلة مخاوف وتفاصيل!
وبالحوار والتفاهم يستطيع كل منكما أن يشبع للآخر ما يريد من احتياجات جسدية ونفسية ووجدانية.
تبقى ملحوظتان أختم بهما رسالتي لك:
* تقولين إنك فقدت الغشاء، لماذا أنت متأكدة هكذا؟ هل تم الفحص لدى طبيبة أمراض نساء ماهرة فأكدت لك هذا؟ أرجو أن تراجعي هذا الأمر.
* يقول الشيخ محمد الغزالي تعليقًا على حديث رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: "فإذا أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كذا وكذا، ولكن قل قدر الله وما شاء فعل" يقول الغزالي نحن نتوقف أمام الماضي بقدر ما نتعلم منه فقط، وهو بالنسبة لنا بكل آلامه وأحزانه صفحة قد انطوت لا نأخذ منها إلا الدرس. لا تستغرقي في الماضي، وتفاءلي بالخير تجديه بإذن الله.