هل مالي الذي أكتسب من العمل حلال أم حرام؟
السلام عليكم أنا لدي هواجس بسبب الحلال والحرام وخاصة في المال فأنا دائما أعتقد أن مالي حرام ولا أستطيع صرفه أو بالأصح لا أستطيع أن أستثمره في عمل آخر لأني تأتيني أفكار أن الله لن يبارك في هذا العمل ما دام أنه من هذا المال أو أن المال المكتسب سيكون حراما أو يحدث شيء من التشاؤم من هذا المال أنا لا أعرف بالضبط وحتى إذا أخذت القرار في استخدام المال فهناك أفكار أن ما دام اعتقدت في حرمانية المال أو أنه سيجلب لك الفقر أو أو ... من هذه الأفكار فهذه الأفكار ستحصل أو ما دام ظننت بذلك فهذا سيحدث
وتأتيني أفكار مستقبلية تشائمية تجعل قلبي بنبض وتصبح مشاعري سلبية وأقرر عدم استخدام المال في عمل آخر وأنتظر الشهر الذي بعده وهكذا وتزداد هذه الأيام بسبب أن ما دمت أفعل معاصي في أثناء العمل فهذا يجعل المرتب حرام مثل الكذب لأني أكذب كثيرا في العمل على العملاء فأنا أعمل فرد أمن وأكذب على العملاء في أشياء كثيرة مثل عدم وجود المدير عندما يسألني العميل عن المدير وهذا يكون بأمر من المدير نفسه وللأسف لا أستطيع الرفض
وأنا في حيرة كبيرة وعملي لا يصنع مستقبلا وأنا مدمر نفسيا ولا أعرف ماذا أفعل؟!!
دلوني على الطريق هل مالي حرام أم حلال هل أستخدمه في عمل آخر أم لا عقلي سينفجر.
6/1/2024
رد المستشار
الابن المتصفح الفاضل "حازم ممدوح" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، واستعمالك خدمة الاستشارات بالموقع.
أرجو بداية أن تقبل عذر الموقع لتأخر الرد عليك بشكل استثنائي ولسبب استثنائي كذلك، الهواجس يا "حازم ممدوح" عادة ما تكون عابرة أو متكررة الورود لكنها لا تؤثر كثيرا في حياة المرء وسلوكه، وإذا وصلت إلى كونها تشغل كثيرا من حيز تفكيره وتبقيه في مزاج سيء مقيم فإنها تكون وساوس وليس مجرد هواجس.أي أن الواضح يا ولدي في حالتك أن الهواجس أصبحت وساوس، وهذا العرض من الوسواس القهري يندرج ضمن وساوس وقهور العقيدة والأحكام (الكفر والشرك، والحرام) مستغلا رغبة صادقة في تطهير المال وسمات شخصية يغلب عليها الانضباط والتدين الداخلي، لكنه بسبب طبيعته المرضية والميل للتفكير الخرافي يصل بصاحبه إلى تضييق وضيق مستمرين، سواء كان فقط مريض اضطراب وسواس قهري و/أو شخصية قسرية و/أو اكتئاب.أصبح من الجميل في هذا الزمان أن يوجد أمثالك من الذين يضايقهم اضطرارهم للكذب في حين توجد مؤسسات كاملة يقصدها الناس ليتعلموا فنون التسويق الحديثة وكم هي صادقة! ولا يؤلم أحدهم أنه يتعلم فنونا للكذب والإغراء أكثر مما يتعلم شيئا آخر، من الجميل فعلا أن يوجد أمثالك، لكن أين هو المدير الذي لا يطلب من حاجبه الكذب أحيانا في هذا الزمان؟
أحسب أن مجرد نيتك أن تنتقل لعمل آخر لا تضطر فيه للكذب! بمجرد وجود إمكانية لذلك يكفيك نظرا لعموم البلوى واضطرارك للعمل لتعيش، لكن من المهم أن تحاول تطوير مهاراتك لعلك تجد فرصة عمل أفضل، وأحيل الأمر إلى د. رفيف الصباغ لتعطيك الرد المطمئن.وتضيف د. رفيف الصباغ: الكذب معصية مستقلة لا دخل لها بالعمل ذاته، أي راتبك حلال إذ تقوم بواجبك المكلف به. أنت لا تأخذ أجرا على الكذب، وإنما كذبت بشكل عرضي أثناء أداء العمل، ويمكنك استخدام المال في أي عمل آخر وأن تأكل منه هنيئا مريئا، ولو فرضنا هناك شركة طلبت موظفا مهمته الكذب فقط، هنا نقول المال حرام....يمكنك عندما تقول إن المدير ليس هنا، أن تنوي في قلبك أنه ليس موجودا بجانبك، أي أن تستخدم المعاريض، بحيث تقصد بكلامك شيئا ويفهم السامع شيئا آخر، وتستخدمه كي لا تكون كاذبا في الحالات التي تكون مضطرا فيها لإخفاء الحقيقة.... وإن كنت تستطيع أن تقول للمراجعين: المدير لا يستقبل أحدا الآن. فقد انتهت كل المشكلة
ومرة أخرى أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعنا بالتطورات.