وسوسة لا يمكن أن تحل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أشكر حضراتكم على جهودكم المبذولة في الموقع، مشكلتي أنني أعاني من الوسواس منذ 6 سنوات تقريبا إلى أن ضقت ذرعا به، لقد وصل بي الأمر في ذلك الوقت أنني تمنيت الموت على البقاء على هذه الحالة، كانت الوسوسة في كل شيء تقريبا في الدين وفي الحياة اليومية، لم أعد أستطيع ممارسة حياتي، لقد قرأت كثيرا عنه وحاولت حل المشكلة وقرأت استشارات عديدة ولم أجد حلا، لا أريد التطرق للأدوية لأن أهلي لن يقبلوا بذلك أبدا.
أكثر الوسواس لدي كانت حول الدين وعن الطهارة والكفر، ولكن وسواس الكفر هو أشدهم، فهو يعرقل علي حياتي، تأتيني وساوس عن سب الله عز وجل طوال الوقت وأبقى كل دقيقتين أستغفر وأتشهد وأنزه الله عن ذلك، لكنني تعبت فلا أستطيع فعل أي شيء مع هذا كل مرة أقول سوف أسب بالله مرة واحدة وأستغفر مرة واحدة فقط لكي يكف الوسواس، ولكن إن فعلت ذلك أخشى أنني بهذا أكون وكأنني أرضى بسب الله! حاشا لله أن أكون كذلك كما تأتيني أفكار عن الدين نفسه، أشعر وكأنني غير مقتنعة به، من ناحية أنا أحب ديني ولا أريد الكفر وغيره.
ومن ناحية أخرى كلما قرأت عن الدين تأتيني أسئلة حوله عديدة وبخاصة حول المرأة وتكريمها، فالعديد من النصوص للعلماء تشعرني أن المرأة ليست سوى سلعة فقط مثلا قرأت في أحد مواقع الفتوى أن الرجل ليس مطالبا بأن يطعم زوجته من نفس نوع طعامه، أي بمعنى آخر إذا أكل من طعام ذو جودة عالية لا يجب عليه إطعامها منه والعديد من المواضيع الأخرى التي كلما قرأتها أشعر بأن المرأة هنا قليلة الشأن ولا مكانة لها
وموضوع آخر هو أن المرأة عند الطلاق (في عدتها أعتقد) يجوز للرجل أن يعيدها إليه ولو كانت رافضة أي لا حاجة لرأيها في القبول والرفض، كيف هذا؟ وورد لي سؤال في ذهني هو عن أن للمرأة مني، بحثت كثيرا في المقالات الطبية ولم أجد صحة لهذا، لدى في ذهني حقا العديد من الأسئلة ودائما أقول أنها من باب الوسوسة والشيطان، وأحيانا أقول بأن هذا ربما بسبب بعض العلماء وطريقتهم في تبيين المعلومات وإيصالها أنه لا علاقة للدين بهذا، أنا حقا لا أرغب بسؤال هذه الأسئلة أشعر وكأنني لست مقتنعة بالدين ولكنني لا أريد أن أكون كذلك، خصوصا أنني قرأت أنه لا يمكن أن تكون مسلما في حين أنه لديك شكوك في الدين وصحته، أشعر بالحيرة والتعب من كل شيء حرفيا، أصبحت أكره نفسي جدا بسبب كل هذا الوسواس أولا ثم هذه الأفكار
لقد ابتعدت كثيرا عن صلواتي وعباداتي حيث أنني أحيانا أشعر بالخوف أنني لو رجعت للصلاة ستعود كل تلك الوساوس التي عانيت منها سابقا، لقد وصل بي الحال أن أطيل في الصلاة لمدة ساعة! كما أنني لا أستطيع حتى أن أكبر، وإنني لا أبالغ بقولي هذا، والله لا أكذب عليكم أنني كنت في عذاب نفسي بسببه، أريد العودة للصلاة وأن أمارس حياتي اليومية بشكل طبيعي ولكن لا يمكنني! حاولت استشارة بعض قنوات الفتوى ولكن أغلبهم لا يعطيني إجابة كافية، أو أنهم يحيلونني الفتوى وأحيانا لا أفهم منها شيئا بسبب صعوبة الألفاظ فيها، والبعض يعتذر عن الإجابة ويقولون لي أعرضي عن الوسواس فحسب، وكان الأمر سهل لهذه الدرجة! لو كان كذلك لما استمر كل هذه السنوات؟
أعتذر منكم حقا على الإطالة وأتأسف منكم كثيرا لكون هذا الموضوع ليس بشيء جديد بل من أكثر المواضيع تكرارا،
ترددت كثيرا لكتابة مشكلتي ولكنني أعطيت نفسي أملا، ربما أجد إجابة شافية أو حلا فعالا من مستشار ما.
6/1/2024
رد المستشار
الابنة الفاضلة "نورة" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، واستعمالك وإن شاء الله متابعتك خدمة الاستشارات بالموقع.
إذا كان ما تريدينه إجابة شافية أو حلا فعالا من مستشار ما، فهذا متاح إذا عرفت أنه لا يقدم لك إلا بداية الطريق فإن تحركت في الاتجاه السليم وجدتنا داعمين معينين بالفهم والمعلومة الصحيحة، وإن بقيت عاجزة عن إدراك ما هو عدوك الحقيقي وما هي مشكلتك الجوهرية ألا وهو مرض نفساني وصلنا من أعراضه وعلاماته ما قد يكون فقط اضطراب وسواس قهري أو وسواس قهري وشريك أو أكثر من الاضطرابات النفسية.
فمثلا أنت تخافين الكفر ويشعرك الوسواس بأنك كفرت أو على وشك الكفر، وتعتبرين مشكلتك هو هل كفرت؟ هل سأكفر؟ في حين أنك أبعد ما تكونين عن الكفر، بل أنت محصنة ضده، والواقع أنك تحاربين في ميدان آخر لا عدو لك فيه وتتركين عدوك سادرا في عبثه بك وبحياتك، بينما الأولى بك بدلا من تضييع الوقت في الاستفتاء طلبا للطمأنة بشأن الكفر هو البحث عن علاج الوسواس القهري، أيضًا حين تقولين (كلما قرأت عن الدين تأتيني أسئلة حوله عديدة) فتحسبين مشكلتك هي الدين وتبدئين في التساؤل والبحث والاستفتاء ظنا منك بأن ما ينقصك هو إجابة تقنعك، والحقيقة أن لا يمكن أن تقتنعي إلا بعد علاج الوسواس ولسان حالك أيضًا هو أنك تحاربين في ميدان آخر لا عدو لك فيه وتتركين الوسواس سادرا في عبثه بك وبحياتك.
أرجو أن يكون ما قدمت لك به واضحا وسأضع لك أدناه من الارتباطات ما يشرح لك لماذا قلت لك أنك محصنة ضد الكفر وهذا أمر كفله الشرع الحنيف، ويشرح كذلك لماذا يصعب عليك الاقتناع بما يقتنع به آخرون فهناك ظواهر يعاني منها مرضى الوسواس القهري تجعلهم يعجزون عن الاقتناع بما يرونه منطقيا بسبب شعورهم بعدم اكتمال الاقتناع، ولا يفوتني التنبيه إلى أن الاستناد إلى فتوى من هنا وفتوى من هناك للخروج باستنتاج عن الإسلام هو خطأ فاحش نحذر منه الأصحاء فما بالك بالمرضى؟
اقرئي على مجانين:
وسواس الكفرية: الموسوس لا يكفر ولا يرتد
أشعر أنها مني! وسواس الكفرية!
وسواس الكفرية حيل كالمعتاد عديدة!
وسواس الكفرية: فخ ضرورة الاقتناع!
وسواس العقيدة وإلحاح الأفكار وتعدد الشبهات
وسواس العقيدة: الفخ وطريقة النجاة!
وأخيرا أنصحك بضرورة التواصل الحي مع طبيب ومعالج نفساني للحصول على التشخيص الكامل والعلاج،
ومرة أخرى أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعينا بالتطورات.