وساوس وغير ذلك
السلام عليكم أنا لا أعرف هل أعاني من الوساوس أم لا أشك فيما أعانيه. البداية كانت عبارة عن خروج ريح أثناء الصلاة بعدين راحت فجأة لأنه انشغلت في خروج المذي وكنت أشك هل هذا مذي أم إفرازات فصرت آخذ حكم أصحاب السلس لأنه مش عارف أميز بينه وبين الإفرازات الطبيعية وأواجه مشقة في الوضوء لكل صلاة وأصبح لدي وسواس الصلاة وخاصة الفاتحة حيث أعيد الآية أكثر من مرة والتكبير والتشهد والصلاة الإبراهمية ويعني صرت أشك في كل صلاتي هل ركعت أم سجدت مرة أم مرتين وهكذا
ثم أتاني وسواس خروج الريح وصرت أعيد الوضوء أكثر من مرة بحيث أسمع صوت وأحس فيه لكن ما أشم له أي رائحة ويكون عند الوضوء وأحيانا في الصلاة فأصبحت كل صلاتي مشقة وأتوتر وأنتفخ عندما آتي إلى الوضوء والصلاة وحياتي صارت صعبة وحاولت أني أطنش كل هذا وللكن أصمد ساعات ثم أرجع إلى البداية فصرت أدور على رخصة أني أتوضأ مرة واحدة فقط لجميع الصلوات للمشقة المترتبة لكن أشوف قلة شيوخ يرخصون الوضوء مرة واحدة لكثيرين المذي ومنعهم والأكثر يقول استنجي وتوضأ لكل صلاة مع أني كثير الشهوة ولا أشاهد إباحيات وأي شيء ومسلسلات وأحيانا أغض البصر لكن لا أعرف أميز بين المذي والإفرازات وهنا يحصل شك وخوف وواجهت صعوبة مع عائلتي بسبب هذه الوساوس بحيث صاروا يغضبون لما أستنجى وأتوضأ لكل صلاة وطول الوقت في الصلاة والإعادة في الصلاة
وأصبح الوضع كأنهم يكرهوني لما أنا فيه وما صرت أعرف أقعد ولا أمشي خوفا من نزول المني والمذي لأني أحس بسرعة في الإثارة وأخاف أني قد فعلت العادة السرية وأنا فعلا أخاف من حدوث هذا الأمر وحدثت كل هذه الأمور بعد التزامي في الدين، أنا حاليا في مرحلة مهمة في رحلتي الدراسية وهي آخر سنة لي في المدرسة ما نسميه بالتوجيهي لدينا وليس لي وقت فعليا أنه أذهب للطبيب النفساني أفيدوني أثابكم لله فعليا أنا جد نفسيتي تعبت من هذا
واعذروني لكلامي الطويل جدا وهذه أول مرة أسأل عبر موقع أفيدوني ورجاء بدون وصف أدوية
وأرجو أن تكون إجابتكم لا تخالف الشرع وسامحوني على طول هذه الرسالة.
7/1/2024
رد المستشار
الابنة السائلة الفاضلة "لا أريد الإجابة" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، واستعمالك خدمة الاستشارات بالموقع.
الأعراض التي تصفينها تتطابق مع أعراض مرض اسمه اضطراب الوسواس القهري، ومع العرض الأشهر في ثقافتنا وهو المتعلق بالعبادات، بالوضوء والصلاة أداءً، أو بطلاناً أو نية أو نسيانا إلخ..
بدأ الأمر معك كما أشرت بالوسوسة في خروج الريح ثم نزول المذي وكيفية تفريقه من الإفرازات الطبيعية، وتكرار الوضوء أو الوضوء والصلاة، ثم الشك في الصلاة وفي عدد السجدات أو الركعات، وحاولت التجاهل كما نُصِحت ولم تنجحي كثيرا.
واقرئي على مجانين:
وساوس المبطلات: وسواس خروج الريح!
وسواس النجاسة: وسواس خروج الريح!
وسواس خروج الريح: التجاهل هو الصحيح!
بدلا من طلب العلاج من مصدره الصحيح.. أصبحت تبحثين عن رخصة لا تفيدك حتى لو حصلت عليها وهي الترخيص بوضوء واحد لجميع الصلوات للمشقة المترتبة، والحمد لله أن قليلا من الشيوخ وافقك، واقع الأمر أن الترخيص بالوضوء مرة واحدة للمشقة ربما يقال به لمن يوسوس في خروج الريح فيكرر الوضوء أو الصلاة بسببها لكنه يتوضأ بصورة طبيعية، أما من يعاني من الوسوسة في الوضوء نفسه أي تكرار الوضوء لأسباب أخرى (غير خروج الريح) فإن هذه الرخصة تساعده على تحاشي الوضوء باعتباره مثيرا للوساوس والقهور وعلاجه الصحيح الناجع هو أن يتوضأ بالصورة التي وصفناها هنا: وسواس قهري الوضوء: الوصف والعلاج أي أنه يمتنع عن الاستجابة كليا للوسواس ولا يفعل إلا الوضوء كما يجب وتستخدم استعارة القطار للتعامل مع كل ما يمكن أن يطرأ على الذهن أثناء الوضوء: (أنت كالقطار السريع أحادي الوقوف لا يقف قبل انتهاء الخط) ... وهي مشروحة في مقالنا عن الاستعارات والتشبيهات في العلاج المعرفي للوسواس.
ونفس الاستعارة نطبقها في الصلاة (أنت كالقطار السريع أحادي الوقوف لا يقف قبل انتهاء الخط)... توضئي وضوءا واحدا وصلي دون التفات لأي وسوسة:
وسواس التكبير وقطع الصلاة: استعارة القطار!
وسواس الصلاة: القطار أحادي الوقوف!
أما مسألة الشهوة المفرطة فلدينا عنها الكثير، وفي أغلب الحالات لا تكون الشهوة مفرطة وإنما هي الوسوسة وفرط الوعي بالذات والخوف من الذنب وفرط التحاشي كل هذه أسباب تجعلك تشعرين بالشهوة المفرطة، وستقرئين كثيرا على الموقع أكثر مما أحصيه حاليا عن هذا الموضوع... ويجب عليك تجاهل موضوع أثر الشهوة على وضوئك، صلاتك، ثيابك، أو حتى فرشتك.. المثير والذي أعد به وأجري على الله هو أنك إن اهتديت وفعلت ما قلته ستجدين هبوطا معتبرا في مسألة الشهوة بالكامل.
واقرئي على مجانين:
رنيم والمذي الدائم: صلاتك صحيحة!
المذي والمني والإفرازات النسائية العادية!
وسواس المذي: افرحي بدلا من الخوف!
وسواس المذي وسواس الإعادة!
مذي أم مني؟ متى يجب الغسل بعد الاسترجاز؟
إذن ريح إفرازات شك نسيان عليك أن تتجاهلي كل هذا كلها وساوس، بل ويمكنك الأخذ بكل الرخص بحيث تستطيعين أداء عباداتك (وليس تقليصها رخصة) وواجباتك الحياتية بسلاسة قدر المستطاع، وعليك -بعد اجتيازك امتحان التوجيهي بالتوفيق والنجاح كما يليق بك إن شاء الله- أن تواصلي رحلة البحث عن علاج.
ومرة أخرى أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعينا بالتطورات.