البنات والحب.. أحبب حبيبك هونا ما م
السلام عليكم ورحمة الله..
بداية أود أن أشكر سيادتكم على هذه الخدمة الجليلة التي تقدمونها للشباب بمساعدتهم للوصول إلى حلول، وهذه ليست المرة الأولى لي بالمشاركة في هذه الخدمة فأنا صاحبة مشكلة البنات والحب.. أحبب حبيبك هونا ما بتاريخ 20-3-2023.
والجديد في نفس حكايتي وردا على نصيحتك الغالية هو أن شريكي في المشكلة يا سيدتي يأبى إلا أن يتزوج برضا أهله، وهو يائس تماما من موافقتهم على ارتباطنا، كما أننا لا نستطيع أن يفارق أحدنا الآخر فقد استمر ما بيننا طيلة ثلاث سنوات، كنا فيها على حال يحلم به كل من عرفنا، ولقد حاولت يا سيدتي أن أقنعه أنه بما أن ليس هناك أمل في رضا أهله بزواجنا فيحق لنا أن نتزوج، وأن نحاول بعدها أن نسترضيهم ونتودد إليهم، كما أشرت إليه لكنه رفض ذلك لا لشيء يا سيدتي إلا لأنه يحبهم حبا جما، كما أن والديه في السبعين من العمر ويعيشان بمفردهما بعد رحيل الأبناء، وهو يخشى عليهم من فعل كهذا، وبرغم عدم قدرته على معصيتهم فإنه لا يطيق فراقنا، وعيناه لا تفارقهما الدموع، وكذلكم حالي حيث إني متفهمة تماما لعلاقته بأهله، ولا أرضى فراقه.
أحيانا أشعر أنه لا خلاص لنا إلا الموت، حتى أنني حاولت أن أنهي حياتي بنفسي، لكني خفت الله، وندمت، ما الحل في هذه المشكلة؟ وكيف أجد وسيلة أكسب بها رضا أهله ورضا الله؟ حيث إني لا أقوى على الفراق، ولا هو، وعندما حاولنا أن نتطرق من الأمر كانت نتيجته أن سقط هو مريضا، وبعدها تعرض لحادث سيارة كادت أن تودي بحياته، وتعرضت أنا لإقدامي على الموت ماذا نفعل؟ وأي حيله تلك أو أي طريقة التي تقنعهم، حيث رفض الجميع التدخل لإقناعهم
أرجوك ساعديني لإقناعهم، ولو بالحيلة كما يحدث في الأفلام حتى إني ضائعة لا حلم لي ولا أمل،
صرت أكره نور الصباح الذي ينذر بيوم جديد في حياة لا هدف لها ولا معنى والسلام.
2/1/2024
رد المستشار
بنيتي الكريمة..
أهلا وسهلا ومرحبا بك مرة ثانية ومرات متعددة، ومن الواضح من رسالتك أنكما لا تجدان من وسيط لكما عند هذين الشيخين، وأن حبيبك لا يريد أن يتزوجك بدون رضاهما، وأنك على استعداد لفعل أي شيء حتى لو كان الانتحار للخلاص من عذابك، فلماذا لا تعملين على أن تكوني أنت الواسطة التي ترقق قلب هذين الشيخين؟ لماذا لا تحرصين على كسب قلبيهما وذلك بأن تداومي على زيارتهما على فترات متقاربة، وتجلسي لتحادثي الأم وتسايري الأب، وتقدمي خدماتك بنفس راضية وقلب محب لخدمتهما؛ لأنهما من أنجبا لك حبيب القلب، واحرصي على هذه الزيارات حتى في عدم وجود ابنهما، واحرصي على هذه الزيارات حتى لو وجدت منهما صدا في البداية، وتغاضي عن أي إهانات تصدر منهما، وفي وجود حبيبك ادفعيه دفعا لأن يبرهما، وأن يكون بجوارهما، وأن يقدم لهما ما يحتاجانه من رعاية. وتصرفك هذا كفيل بأن يشعرهما أنك حريصة عليهما، وحريصة على أن تحفظي علاقة ولدهما بهما، وكفيل بأن يزرع حبهما لك ورضاهما عنك في قلبيهما.
وأذكر لك هنا قصة لإحدى صديقاتي كانت مخطوبة منذ سنوات، وقد أذاقتها حماتها العذاب ألوانا، ولكنها سارعت لتكون في خدمتها وهي على فراش المرض، وكانت تسبق بناتها في رعايتها حتى إن الحماة رحلت إلى ربها وهي لا تكف عن الدعاء لخطيبة ابنها.
بنيتي الحبيبة:
إن الحب شعور سامٍ يرتقي بالإنسان وينمي وجدانه، ومن يحب بحق يحب الحياة والكون والوجود، ويشعر بعظمة الله التي تتجلى في كل هذه المخلوقات، فالحب الحقيقي يرقى بالإنسان ويمنعه من المعاصي، فلا تفكري ثانية في إغضاب المولى عز وجل، واستغفريه على ما كان منك، واعلمي أن الأفضل لك -بدلا من أن تفكري في الانتحار- أن تلجئي إليه سبحانه لتسأليه وتتضرعي إليه وتبكي بين يديه طالبة منه أن يرقق قلب والدي زوجك، فالقلوب بين إصبعين من أصابعه يقلبها كيف يشاء سبحانه ليس كمثله شيء وليس لقدرته حدود، وهو يقول للشيء كن فيكون، فاجتهدي أنت وحبيبك لكسب رضا والديه واستعينا بالمولى عز وجل، عساه أن يجمع بينكم على الخير دائما.