استشارة
الكثير من الأفكار الغريبة تأتي لي أولا أشعر أني أكره نفسي وأني لست جميلة وليس هناك شيء جميل في حياتي ولا أستحق العيش لا أريد الخروج أريد أن أهرب أبكي كثيرا كنت أصلي انقطعت عن الصلاة وحاولت أن ألتزم دينيا ولكن فشلت ورجعت لي الأفكار الغريبة: لماذا ولدت؟ وإن هل يوجد فعلا إله مع أني كنت متشددة في فترة من حياتي
أشعر دائما بالنقص وأن الجميع أفضل مني وأنه لا يوجد شخص يمكن أن يحبني وأن ليس هناك أي معنى لحياتي وأني لن أحقق أي شيء من أهدافي وتأتي لي لحظات انفعالية يمكن أن أفقد أعصابي ويمكن أن أضرب الذي أمامي وأفقد أعصابي وأبكي بشدة وأفكر تلقائيا في الانتحار ولكن أهلي يمنعوني أشعر أن الجميع يروني أني لست أعاني من شيء ولكن أشعر أني أريد أن أختفي من هذا العالم
ماذا أفعل؟؟؟
أنا حقا أريد أن أرتاح
15/1/2024
رد المستشار
صديقتي
الجمال مسألة نسبية وليست هناك معايير ومقاييس محددة تجعل الإنسان جميلا في نظر الجميع... لا يوافق الجميع على أي شيء.. لولا اختلاف الأذواق لبارت السلع.. في نظر البعض أنت عادية وفي نظر البعض الآخر أنت جميلة وفي نظر البعض أنت قبيحة.. الأذواق والتقييمات تختلف بناء على ما يفضله الإنسان وما ينجذب إليه.. ربما تكون لك صديقة وقريبة معجبة بشاب ما وتعتبره في قمة الجمال بالنسبة إليها ولكنه لا يعجبك ولا تشعرين نحو شكله بأي إعجاب وانجذاب.. هل يجعل هذا منه قبيحا؟؟
تقولين أنك لا تستحقين العيش.. لماذا؟ بما أنك ولدت وتعيشين فأنت تستحقين العيش بأمر من الله ومن الطبيعة (كيفما تريدين)...تقولين أنك تريدين الهرب.. من ماذا؟
لماذا نحن هنا في هذه الحياة؟ في رأيي نحن هنا لكي نمارس حرية الاختيار وأن ننمو ونرتقي روحيا وإنسانيا عن طريق التعلم من خبراتنا وخبرات الآخرين.. ليست لنا حرية اختيار في الأفكار التي تطرأ على أذهاننا ولكن لدينا اختيار فيما إذا ركزنا عليها أم لا، إذا أعطيناها أهمية أم لا.. لنا اختيار أيضا في المعنى الذي نقرنه بالفكرة وبالتالي في إحساسنا نحو الفكرة.. أنت الوحيدة التي تستطيع إعطاء واختيار معنى خاص لحياتك.
عدم تحقيق أهدافك قد يكون بسبب أن هذه الأهداف ليست أهدافك حقيقة ولكنها أهداف أشخاص آخرين وما سوف يوافق ويثني عليه الآخرون في اعتقادك.. لا شك أيضا أن تقديرك الذاتي السلبي لن يساعدك في تحقيق الأهداف.. يجب أن تشجعي نفسك بدلا من إحباطها بكل هذه السلبيات.
ما الذي يجعلك متأكدة هكذا من رأيك السلبي في نفسك وفي الحياة عموما؟ ما هو دليلك المادي المحايد على صحة تأويلاتك وقناعاتك؟
ماذا تريدين في هذه الحياة؟ ما الذي يمنعك من تحقيقه؟ ما الذي يمنعك من أن تكوني سعيدة؟ ما الذي يمنعك من أن تفكري في نفسك بطريقة إيجابية؟ إن لم يعجبك أداءك فلم لا تغيرينه؟ ما الذي يمنعك؟؟
الحياة مشروع لا ينتهي مبني على السعي نحو الكمال (مع معرفة استحالة الوصول إليه) ونستفيد منه ونفيد الآخرين فيه.
التزامك الديني وتشددك فيه في الماضي أثبت فشله لأنه أولا شيء غير معتدل وثانيا لأنه لم يأت من رغبتك في التواصل وإيجاد صلة مع الخالق وإنما أغلب الظن أتى من ما قيل لك أنه واجبك وما سوف يجعلك أفضل من الآخرين.. لقد أعطانا الله حرية أن نسعى إليه ونتقرب إليه بمحض إرادتنا وأن نكفر به ونعرض عنه.. ولكل طريق عواقبه ولكنه يريد أن نحبه باختيارنا بسبب تفكرنا في خلقه وفي دوره (الخفي أحيانا) في حياتنا.. حبنا لله هو ما يجعلنا نصبح أناس أفضل وأرقى ولكن الطاعة مع الغضب والضجر تجعل منا أناس أسوأ وأدنى من إمكانياتنا الحقيقية التي ليس لها حدود.. لقد نفخ الله من روحه فينا.. عندما اختلطت الروح بالجسد أنتجا النفس.. ونحن أحرار في أن نزكي هذه النفس أم ندسها ونجعلها في مقام أدنى.. إذا كنت تريدين النجاح والرقي فلا بد من أن تشجعي نفسك بدلا من إصدار أحكام سلبية ضدها.. إذا كنت تريدن حياة جميلة وسعيدة فعليك أن تنظري إلى ما هو جميل وأن تسعدي حقيقة بما لديك قبل أن تحصلي على المزيد.
وفقك الله وإيانا لما فيه الخير والصواب.