مشكلتي باختصار هي والدي وإدمانه للدش، ولا أعرف ماذا أفعل معه، وكم من الشجار الذي تم بيننا بسبب هذا الاختراع اللعين! وكم مرة ألغيت برمجة قنواته غير المحترمة! وكم من تهديد تلقيته منه بسبب هذه الأفعال! وكم من الأدعية التي دعوتها له كي يتوب الله عليه! وكم من الضغط العصبي الذي ينتابني كلما رأيته يضحك علي، وأنا رجل مقدم على زواج، وأفهم كل شيء، ويقول لي: "اذهب وهات لي كذا وكذا"؛ لكي يأخذ راحته في معصية الله دون أن يراه أحد، ولولا أن الله قد أنعم علي لجعلني مثله مدمن دش.
أفتوني ماذا أفعل معه وقد فعلت الكثير؟ هل ما فعلته يعتبر عقوقا له؟؟ وجزاكم الله خيرا،
علما أن إخوتي البنات ووالدتي وكل من في منزلنا يعرف هذه المشكلة كاملة.. ولكن...!
15/1/2024
رد المستشار
إذا كنت تريد فتوى شرعية فلسنا موقعا للفتوى، وإذا كنت تريد فتوى نفسية واجتماعية أقول لك: ليتك تطالع إجابات سابقة لنا عن إدمان الصور، وينبغي التفريق بين مستويات مختلفة لتعاملك مع حالة والدك عافانا الله وإياك من عشق الصور؛ فهناك مستوى المشاركة في المعصية إذا أمرك بإحضار شيء أو معاونته بحرام، وهنا فإنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، ولك بل عليك أن ترفض بكل هدوء وأدب، وكلما كان رفضك هادئًا ومؤدبا قبله منك، ولو بعد حين.. فهل تفعل؟!
وهناك مستوى التفكير والبحث عن أسباب هذا الإدمان على مشاهدة القنوات الإباحية، هل هو الفراغ، أم غياب الإشباع العاطفي والجنسي، أم هو مجرد النهم لرؤية الأجساد المكشوفة، أم حب الاستطلاع، أم خليط من هذا وذاك؟ علاج الأسباب يبدو من أهم سبل الإقلاع.
وهناك مستوى التخطيط الاجتماعي بالبحث في الدائرة التي يحتك بها والدك؛ فغياب هذه الدائرة أو فسادها من أهم العوامل التي تدخله إلى إدمان الدش الجنسي، وإصلاح هذه الدائرة بوجود الصحبة الصالحة التي تعين على الحق، وتذكر به، وتلوم بحكمة عند الحياد عنه.. يبدو مهمًا لتحقيق الاستقامة لكل إنسان.
وهناك التفكير في وسائل وسبل أخرى للترويح الاجتماعي، بدلا من الترويح بالفضائيات الإباحية، وبلدك يمتلئ بالأنشطة الممتعة فنيا وثقافيًا، ولكن الإنسان يحتاج إلى صحبة تؤنسه وتشجعه على الحركة والنزول.. فهل تتوافر هذه الصحبة لوالدك؟ وهناك السعي لاستثمار الوقت الفارغ في يوم والدك لصالح بعض الأنشطة التطوعية في مجال عمله المتخصص أو اهتماماته وهواياته؛ الأمر الذي يقتضي أصلا التعرف على هذه الاهتمامات والهوايات، وإحياء ما عفا عليه الزمن أو طمسته الأيام والليالي منها.
وفي كل الأحوال فإن النقد المباشر منك أو من أي فرد في الأسرة سيكون مرفوضًا، وغالبا ما سيؤدي إلى الضد ولو من باب العناد والمكابرة؛ فموقع الأب بمنزلة قائد السفينة، ولا يقبل الربان بتوجيه من أحد البحارة إلا أن يكون بمهارة وحنكة تراعي التراتب والتسلسل في توزيع المناصب والدرجات؛ فلا تندفع إلى شيء من هذا الوعظ السقيم الفاشل الذي يضر أكثر مما ينفع.
احمدوا الله على العافية، وحذار أن تعتبر أنت أو أخواتك البنات عرض مثل هذه المواد ترخيصًا بالتهاون في الممارسة العملية، أو العلاقات الواقعية عملا بالبيت القائل:
إذا كان رب البيت بالدف ضاربـا فشيمة أهل البيت كلهم.. الرقص
إنما ننكر المنكر، ونعمل لإقامة المعروف بمعروف القول والفعل، ونعلم أننا جميعا في مواجهة ثقافية واسعة سهلت وصول المواد الإباحية لتكون أرخص وأقرب، والأخطر أنها تنتشر في فراغ ذهني وعقلي ونفسي هائل نعيشه، والله المستعان.
كلمة أخيرة: أرجو ألا تتوقف دعواتكم الصالحة للوالد أن يهديه الله، وقد أمرنا الله بالإلحاح في الدعاء وعدم استعجال الإجابة، وتابعنا بأخبارك.
واقرأ أيضًا:
أبي: قنوات جنسية للفجر ثم يصلي بالناس إماما!
أبي ضائع في الفضاء: شبكة كشفت أمة!
أبي وأخي والأفلام الإباحية!
الأفلام الجنسية: استبصار فقرار فتنفيذ!