السلام عليكم
أعاني من مشكلة سببت لي مشاكل أخرى كثيرة لا أعرف ماذا أسميها.. غيرتي الزائدة، أم رومانسيتي، أم أنانيتي، أم ماذا؟
أدخل في المشكلة:
أنا مثلا مع صديقاتي "لما أحبهم" كثيرا أغار "عليهم" بحيث أني "أريدها" أن تحبني أنا فقط، وأن تكون معزتي عندها ليست كأي فتاة أخرى.
والمشكلة أني أحبها وأحب غيرها ولا أقبل أن تحب هي غيري مثل ما تحبني. ودائما أشك في حب صديقاتي لي، فإذا فعلت شيئا أو تكلمت مع هذه (أو تلك) بطريقة (ما) أعتقد أنها لا تحبني أو تنساني.
أيضا أتعلق بالناس كثيرا، وقد أتعلق بصديقة أو معلمة لي كما تتعلق الفتاة بالشاب. أحبها وأراقب حركاتها ونظراتها. لا أحب أن "تكون" تحب الآخرين وتعاملهم مثلي.
وهذه المشكلة حصلت قريبا، (فقد) تعلقت بمعلمة كل البنات "حبوها، بس حسيت" أنها لو لم تحبني وتبادلني نفس الشعور فإنها إهانة وجرح لكرامتي، وأنا لا أقبل هذا ولا أحب أن أفرض نفسي على أحد. وإذا عاملت البنات مثل ما تعاملني فإني أغضب.
شيء آخر هو أني لا أحب أن يكون أحد مثلي، أحب أن أكون غير في كل شيء، أحب أن ألبس غير الناس، ولا أحب أحدا أن يكون مثلي أو أكون مقلدة لأحد. بالرغم من هذا كله فإني والحمد لله علاقتي الاجتماعية ناجحة جدا، ولي صديقات كثيرات والحمد لله لا أشعر أني مغرورة أو أنانية.
لا أعرف كيف أصف حالتي بالضبط، لكن بصراحة المشكلة تضايقني؛ لأنها أحيانا تكبر وتسبب لي خلافات مع صديقاتي وأشياء أخرى.
أريد أكون من النوع "اللي بيطنش" و"عادي عنده" و"مكنش" حساسة زيادة عن "اللزوم كدة".
علما بأني عندي 16 سنة، وفي الثانوية العامة آخر سنة. ماذا أفعل؟؟
15/1/2024
رد المستشار
عزيزتي،
لا داعي لشعورك بالضيق، وتعالي نفكر معا ولنبدأ بالقول:
إن إطلاق الصفات من مثل أنانية أو رومانسية بصفة عامة أمر ليس صحيحا، والصحيح أن من هن في مثل عمرك لم يتخذن طريقا واضحا يمكننا أن نحاسبهن عليه؛ فأنت ومن هن مثلك ما زلتن في مرحلة تكوين للشخصية. ولك أن تختاري ما تريدين أن تكوني عليه، ثم تعملي على تحقيقه.
أنت مراهقة طبيعية جدا، وتصفين أحد جوانب النمو الانفعالي لمرحلة المراهقة، ففي كل مرحلة نمو هناك نمو جسدي وعقلي ونفسي.
ففي الطفولة نرى الطفل متملك لأمه ولا يرغب في أن يقترب منها أحد، ولا حتى إخوته. وغالبا ما يكون تملكه لها موضوع تندر في العائلة، ولابد من أنك سمعت مثل هذه الروايات عن أطفال أسرتك أو عنك شخصيا، ولكن مع نمو الطفل العقلي والنفسي يفهم أنه لا يمتلك أمه وحده ولكنه يشترك فيها مع كل من له علاقة بالأسرة. فهو ينمو من مرحلة التملك إلى مرحلة المشاركة.
وهذا النمو يحدث أيضا في المراهقة، فنرى من هن في مثل سنك يتعلقن بشدة بصديقاتهن، وقد يشعرن بالغيرة عليهن من الأخريات، وهو ما يحدث معك بالفعل. فأنت تشعرين بالتملك نحو صديقتك، ولا يعني هذا أنك أنانية، وتشكين في حبها، والمقصود ليس هو الحب بقدر ما هو تدريب على المشي ولكن على صعيد المشاعر.
ما تمرين به مع صديقتك هو مجرد أعراض لنمو الانفعالات، ومن ضمنها أيضا أن تعجبي بمدرستك إعجابا ترين أنه غريب، والحقيقة أنه عادي ويحدث مع الكثيرات، ومضمونه يختلف عن شكله، فإعجابك ومراقبتك لها هو في الحقيقة بحث عن نموذج تقلدينه في حياتك؛ فلا تقلقي من إعجابك بمعلمتك ولا من غيرتك على صديقتك؛ فهذه أمور مؤقتة تزول مع انتقالك إلى مرحلة أعلى من النمو.
ولكن ما يبقى معك بالفعل من هذه المرحلة هو الطريقة التي تحلين بها مشكلاتك مع الآخرين، فاحرصي على أن تتقبلي أن الآخرين قد يكون لهم رأي آخر يختلف عن رأيك دون أن يعني هذا انعدام الحب بينكم، ففي الحياة لابد من الاختلاف. وتذكري أن اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية.
ما يحتاج منك للانتباه أيضا هو رغبتك في التميز، وهي رغبة جيدة وصحيحة، وهي الدافع وراء نجاح العلماء، بشرط أن تكون لديك في صورتها الراقية، وليست الصورة السطحية، فلديك كل الحق في أن ترغبي وتعملي على التميز في دراستك أو في رياضة تحبينها، ولو لم يرغب المشاهير في التميز لما سهروا الليالي، وتجنبيها في صورتها السلبية وهي تحويلها للتميز في المظاهر والملابس فهو أمر لا يليق بفتاة ذكية مثلك لديها هذه القدرة على الوصف الدقيق لما تعانيه.
إذن عزيزتي،
أشرقي وتعاملي بتسامح مع من يخالفك الرأي من صديقاتك، ولا تقلقي فهذه المرحلة ستمر كما مرت طفولتك لتصلي إلى مرحلة النضج والرشد، ووجهي رغبتك في التميز وجهة صحيحة واسعدي بحياتك دائما.
واقرئي أيضًا:
ملتزمة ومرتبطة لكن جميلة وأحيانا مغرورة!
فينوس تقول: يقولون ويقولون.. هل أنا مغرورة؟
طماعة ومغرورة!