لا أريد الحياة .. هواجس وأفكار كفرية!!
مدمن لم يعرف سوى الإدمان
بسم الله الرحمن الرحيم. أنا شاب في العشرينات من عمري أعاني من الإدمان على المواد الإباحية وأحيانا الانخراط في سلوكيات خطيرة وعنيفة. تعرفت على الإباحية والعادة السرية في سن صغيرة جدا عندما كان عمري 10 سنوات ومنذ ذلك الوقت وأنا أمارس العادة السرية وأشاهد الأفلام الإباحية بشكل يومي. الأهل لم يكونوا يدرون وبالأحرى لم يكونوا موجودين بسبب العمل وظروف حياة الأسرة الممتدة التي ألقت بتأثيراتها علينا حيث كان أبي يعيل ثلاث أسر فقدت معيلها بسبب السجن والموت. أما أمي فكانت الوظيفة تستهلك معظم طاقتها.
عندما كنت صغيرا كنت منعزلا ولم أكن أكلم أحد مالم يبدأ هو الكلام معي. كان الآخرون هم الذين يختارونني وكنت أقبل بهم قبول المضطر وبعدها يحدث لعلاقاتي نوع من الانتخاب الطبيعي فلا يبقى منها سوى ما تفرضه البيئة الاجتماعية. كان ينظر إلي دائما على أني مثال للأدب والهدوء في صفي، وفي الحقيقة كان صمتي وهدوئي نتيجة عدم المبالاة وضعف الاهتمام بكل شيء كنت أحب الكتب كثيرا وأعشق الشعر والروايات وبالذات الأدب الروسي وتعامله مع الإنسان في أعتى أزماته الروحية والنفسية.
أما علاقتي بالجنس الآخر فتقريبا منعدمة تبدأ بإعجاب من طرف البنت غالبا فأنا لا أبادر لاختيار أحد وبعدها تفسد العلاقة غالبا بسبب برودي وأنانيتي. لا أرى النساء سوى موضوع للجنس والمغامرات ولكن في نفسي روح تتوق للحب وتنشده ونتيجة هذا الصراع الشرس بين الأفكار المادية والروحية تتمزق ذاتي. في رأسي دائما صوتان صوت رحماني يذكرني بالله ويجادل وينافح عن الدين وآخر عدمي بشكل مرعب يسخر من كل شيء ويحطم كل شيء بمطرقة المنطق. بالنسبة لي كلا الصوتان على نفس الدرجة من المعقولية وكل الأفكار والحجج في النهاية تبدو منقوصة وقابلة للنقض فلا يبقى لي سوى العيش مع حرية مرعبة وثقل كبير في قلبي. أشعر أني سجين قفصي الصدري وأن شيء ما في هذا العالم لا يستحق التفكير فيه ولكن ذات هذه الذات العدمية المستهترة قد لا تنام لمشهد طفل تحت الركام وتتحمل مشهد إنسان يعاني. لا أفهم نفسي أشعر أن هذا العالم كبير ومرعب وأن حرية الإنسان هذه عبء عليه فاستسلم للإدمان ولكل ما يخطر على بالي من أفكار.
اليوم تطور إدماني للإباحية إلى ممارسة للجنس مع شخص غريب لا أعرف حتى اسمه مع أني رأيت بنفسي كيف أدت علاقة كهذه إلى إصابة أحد معارفي بالإيدز ودمار حياته. مشيت نصف ساعة إلى مكان الحادث وطوال الطريق كان يحاول صوت في رأسي أن يثنيني ولكن عبثا حاول. لم أستمتع بالجنس أبدا ولم أشعر بأي مما يقوله الناس عن عظمته ولذته. كنت أزيف انفعلاتي خلال التجربة وأحاول أن أظهر خلاف الحقيقة. حاولت الإقلاع عن الإباحية عدة مرات كنت في أحيان أترك لمدة شهر وأكثر حتى عرف دماغي كيف يبتزني فعلا. كنت طوال عمري شكاكا ومتسائلا ولكن منذ بدأت أكبر بدأت تكبر تساؤلاتي أصبحت أعرف أكثر عن الله والدين وأجادل وأحاور ويشير الناس إلي كشخص ذكي وعارف بالدين وذو حجة وهكذا وقياسا عليه تستنتجون أني متدين وقلبي لله. الحقيقة غير ذلك معرفتي عن الدين والله في عقلي فقط لم أشعر بالله بشكل حقيقي سوى في تجربة روحية بسيطة مررت بها أول مرة تركت الإباحية.
وبالمناسبة تلك المرة لم تكن بسبب تخطيط مني واقتناع فأنا منذ ذلك العمر لم أفهم تأثير هذا السلوك علي ولم أكن حتى أعرف أنه حرام ولكن يوما ما كنت أريد مشاهدة الإباحية سمعت صوت يقول لم لا تقوم وتصلي. على الرغم من أني كنت أصلي كل يوم إلا أني فتحت فيديو لشيخ عن كيفية الصلاة الصحيحة وصليت أجمل صلاة في حياتي. بدأت بعدها بقراءة القرآن ومحاولة تجويده وكنت أستمتع جدا بالمشاعر الروحانية الغامرة التي كنت أشعر بها حتى الناس حولي كانوا يقولون أني أصبحت أجمل وأهدأ بكثير وأن وجودي أصبح رقيقا كالنسمة كما أشارت عاملة الاستقبال في الفندق الذي نزلنا فيه عندما سافرنا. العجيب في الأمر أني كنت على علاقة غرامية في نفس الوقت مع إحدى قريباتي لم تتجاوز اللمس من فوق الثياب وعلى فكرة على الرغم من مشاهدتي للإباحية لم يخطر ببالي يوما أن أتجاوز اللمس وعلى الرغم من تديني كان غائبا عني تماما أن هذا السلوك محرم.
كنت أخفي كل شيء عن أبي الذي لا يعرف سوى الصياح والتذمر وافتعال المشاكل وعن أمي التي تشتري القلق والوسوسة بالعملة الصعبة. أما أخي لم أشعر يوما أنه يحبني. كان يرفض أن يجلسني مع رفاقه ويتنمر علي وكان أنانيا يريد كل شيء لنفسه ويحصل على كل الاهتمام من أمي وكل التأديب من أبي. أما أنا فلم أكن موجودا أصلا أخبرتني أمي أنها لم تكن تريد أولاد بعد أخي الأكبر ولذلك كانت تحاول إجهاضي ولكن عنادي المشهور عني غلبها. حاولت كثيرا التخلص من إدمان الإباحية ولكن في كل مرة لا أقدر بل أشعر بالعجز التام عن المقاومة تعاطي الإباحية حتى توجت جهدي اليوم بعلاقة مثلية مع شخص لا أعرفه وكانت قبلها علاقة مع زميلتي في العمل والله أعلم أين سيؤدي بي هذا الطريق. لا أشعر بشيء لا بالذنب ولا بالمتعة ولا بشيء كل شيء رمادي كل شيء باهت. أعترف أني فكرت أن هذه العلاقة سوف توصلني إلى القاع وسوف تجعلني أندم وأعود عن هذا الطريق بسبب مشاعر الذنب والخوف ولكن كل هذا لم يحصل.
أعتذر إليكم عن الأسلوب الرديء والمفكك فأنا لم أريد إلا أن أكتب ما يدور في رأسي بدون أي فلترة وتنسيق. هذه طبعا ليست كل الصورة جرت الكثير من الأحداث والتغيرات مؤخرا يجب عدم إغفالها..
سأكتب إليكم كثيرا في مقبل الأيام على أمل أن يحدث الله أمرا
17/1/2024
وبعد 3 أيام أرسل يقول:
مدمن مبطل ليوم واحد
بسم الله الرحمن الرحيم، تركت الإباحية والعلاقات ليوم واحد. مر اليوم لطيف وبدون مشاكل ولكن بدأت في الساعات الأخيرة الحلقة الأولى من مسلسل الانتكاس. بدأ مزاجي ينحدر بقوة وبدأ الاكتئاب يخيم على حياتي بالتدريج. كل هذا عادي وعشته مرات عديدة قبل ذلك ولكن الذي لا يحتمل هو الأفكار العنيفة التي تسيطر علي لفترة قصيرة لا تتعدى ثواني ولكنها تؤثر في نفسي بقوة وتوترني بقية اليوم.
أحيانا تأتيني أفكار ضد الله والدين وفيها سب وشتم واحتقار وأحيانا تكون هذه الأفكار تجاه الأشخاص سواء الغرباء والأصدقاء. فمثلا تأتيني أفكار وصور أني أضرب شخصا يقف أمامي في محطة الأوتوبيس وأني متأسف على الكلمة أغتصب امرأة وشيء مثل ذلك كل هذه الأفكار تأتيني عندما أترك الإباحية والعلاقات الجنسية. أحيانا أخرج في منتصف الليل إلى مناطق سيئة السمعة فيها مجرمين وتجار مخدرات وهكذا.
أشعر أحيانا أني إنسان مختل وإن دماغي يبتزني للحصول على الإباحية والجنس. سواء تركت الإباحية ولا لا أستطيع الجلوس والتركيز في دراستي. خسرت سنتين في الجامعة وضيعت فرصة للالتحاق بجامعة عريقة يتمناها أي إنسان عاقل، ولكن أين أنا من العقل وأين العقل من كل هذا الجنون. أحيانا أتساءل كل هذا طفح في يوم واحد فكيف ببقية الأيام!!
20/1/2024
رد المستشار
قرأت ما سطرت أصابعك عما تتحدث به نفسك.. وأعدت قراءتها مرة أخرى.. ماذا بعد؟ أنت المشكلة وليس ما يحيط بواقعك أن يكون سبب فيما أنت..
سوف أختصر بكلمات بسيطة وقد تكون قاسية..
لا تحاول عبثا أن تغوص في الرمال وتطلب المساعدة. وجل ما في الأمر، أنك مستكين لأمرك وراض لشهوتك، وغارق في غيك (الإباحية .. المثلية).
ماذا لو عرف الأهل والآخرون؟؟
أنت في غي وابتذال في كل سلوك تمارسه.. تتلذذ بل تتمرغ فيه .. مدمن إباحية.. أنت غارق حتى الثمالة فيما تمارسه من سلوك إباحي، سواء الانغماس بمشاهدة الأفلام الإباحية وممارسة المثلية كما ورد فيما تقدم من رسالتك الأولى.. انتبه.. أنت في دائرة السقوط.. لا أريد الاسترسال فيما أرسلته.
ما ذكرته من أفكار ووساوس ومشاعر الاكتئاب والإحساس بالذنب وندم وغيرها من الأحداث والتجارب كما ورد منك.. يمكن علاجها.. الطريق لعلاج حالتك بسيط إن أردت الاستقامة.. اترك هذا السلوك.. اجلس وخاطب نفسك للحظات وانظر أين أنت من هذا الوحل الذي أنت غارق فيه؟ ليكن ما كان في طي الماضي دعه خلفك ولا تلتفت إليه.. أخلص النية وتوجه إلى الله أن يكون عونا وملجأ لك.. فما عليك إلا أن تعزز إرادتك، وتقوي من عزيمتك بأن تترك ما أنت فيه.
دع ماضيك يرحل.
مساعدتك الحقيقة أن تبتعد عنه تمامًا؛ ابتعد قبل أن يلحق الضرر وتسقط سمعتك ونظرة الآخرين لك.. استر نفسك .. اتق الله واسأله الخلاص.. لن يجدي النقاش والحوار العادي في حل المشكلة؛ لأن للأمر أبعادًا تربوية ونفسية وأخلاقية.. لا يستطيع سبر غورها إلا اختصاصي وطبيب نفساني. وما أطلبه إلا أن تشد الرحال وتعزم وتقرر الذهاب إليهما واشرح الأمر .. لن يبخل الطبيب والاختصاصي في المساعدة والعلاج.
ويتبع>>>>>: لا أريد الحياة .. هواجس وأفكار كفرية!! م1