أنا طالب، أدرس بالولايات المتحدة، وعقدت قراني من ستة أشهر، وأنوي الزواج في نهاية هذه السنة بإذن الله.
مشكلتي أن زوجتي طالبة أيضاً، وما تزال في السنة الثانية من دراستها الجامعية - وهي بالمناسبة ابنة عمة، وملتزمة دينيًّا - وتطلب تأجيل إنجاب الأطفال حتى تنتهي من دراستها؛ لأنها – كما تقول – لا تستطيع الجمع بين مسؤولية الأمومة، ومسؤولية الدراسة، "وسنُّها عشرون عاماً".
أنا أحتاج إلى أطفال، وأشعر أن الله سيساعدنا إذا أنجبنا،
وسؤالي هو: هل موانع الحمل حرام أم حلال؟
وإذا كانت حلالاً فكيف أقنعها بإنجاب الأطفال بعد الزواج مباشرة ودون تأجيل.. وشكراً.
19/1/2023
رد المستشار
الأخ الكريم، هل لديك استعداد أن تجلس بطفل رضيع، وتترك زوجتك نصف الوقت؛ لتذاكر دروسها رعاية لهذا الطفل؟! وهل لديك إمكانيات مادية؛ لتجلب له مرضعة تقوم على شئونه؟! وهل أنت مستعد لترك دراستك لرعاية أطفالك الذين تريدهم بأسرع وقت؟! ألا ترى أن حرمانك لزوجتك من استكمال دراستها فيه نوع من الأنانية ولا يوجد له مبرر معقول؟!
أخي الفاضل، تنظيم النسل على المستوى الفردي أو الأسري ليس حراماً، بمعنى أن الاختيار متاح للزوجين بالتفاهم بينهما؛ لتنظيم مسألة الإنجاب بالتأخير لبعض الوقت، أو ترك مسافة زمنية مناسبة بين الطفل والطفل. إلخ. الحرام أن تكون هناك فتوى عامة أو توجيه سياسي منظم بغرض تقليل نسل المسلمين.
هذا عن خلاصة ما قيل في الجانب الشرعي، أما من الناحية النفسية والاجتماعية فنرى أنه من الإنصاف أن تمهل زوجتك عامين آخرين "فقط" تنتهي فيهما من الدراسة، وتستعد لتحمل أعباء الأمومة وهي ليست سهلة بالمناسبة.
وأرجو أن تستفيد أنت أيضاً من هذه الفترة - في الاستعداد لأعباء الأبوة ومسؤولياتها، وهو ما يغفل عنه الكثير من الرجال.
يا أخي لو عاد الزمن بأيّ أبٍ أو أمٍّ لتمنوا أنهم استعدوا لمهام التربية الصعبة بالقراءة والتدريب، "فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللهِ إِنَّ اللهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ".
والله معك يدعمك ويعينك بأطفال، وبدون أطفال.. كل ما نرجوه هو اختيار الوسيلة المناسبة؛ لتأخير الحمل بما لا يؤثر على الخصوبة في المستقبل، وتمنياتنا بحياة سعيدة إن شاء الله.