أنا أفكر حاليا في مشروع تخرجي من قسم العمارة، وقررت أن يكون عبارة عن تصميم لقرية فلسطينية نموذجية، تخطيطا وعمرانا مع أخذ ظروف التهديد الإسرائيلي الحالي في الاعتبار.
هذه محاولة للتفكير وللفعل الإيجابي في إطار هذا الصراع، خاصة أن العدو لا يتحرك خطوة إلا بحساب وهدف، والاختراق والتدمير الحالي للمعسكرات والقرى والمخيمات الفلسطينية مقصود منه إعادة تخطيطها على نحو يسهّل من إخضاعها والسيطرة السريعة عليها مستقبلا عند حصول أي نزاع أو تحد.
وهدفي هو إحباط هذا المخطط، وتقديم تصميم أكثر منعة، وأصعب في السيطرة والإخضاع، وأنا هنا أسأل عن أية معلومات يمكن أن تساعدني في مهمتي، أو أية خبرات أو جهود على الأرض داخل فلسطين أو خارجها، أو أطراف يمكنها دعمي أو التعاون معي، وحبذا لو أتصل بالشباب المهندسين المعماريين داخل فلسطين.
على كل حال، الهدف هو تقديم مشروع يناسب حاجات النضال الفلسطيني قبل ان يأتي اليوم الذي يقر فيه إعادة إعمار فلسطين فتأتي الخرائط مدروسة جاهزة من الجانب الإسرائيلي ويجلس الجانب الفلسطيني ويعدل فيه بعض البنود وكأننا لا نملك أن نخطط.
هذه الفكرة إلى جانب أهميتها العملية تأتي في إطار "ماذا نستطيع أن نقدم لفلسطين؟" حيث نتسائل يوميا وكأن ما باليد حيلة.. بارك الله بكم، لست هنا كي ألقى جواباً بالثناء بل أود أن يفتح الباب لمساعدتي في دراسة الواقع الفلسطيني النموذجي وما الذي يحتاجونه ولقد سمعت أن هناك من بدء فعلا بهذا المشروع، فهل من الممكن التواصل معهم.. أخيراً وليس آخراً، فإن كان حزب مقاومة المسخرة أو حركة مناهضة الحرب سيبقون بمجال "يجب أن نفعل.." فالويل لنا... والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
17/2/2024
رد المستشار
شكرا على ثقتك وعلى تفكيرك الإيجابي الذي أرجو أن يكون لصفحتنا دور فيه، فكثيرا ما نادينا بالتوقف عن تبديد طاقاتنا في "الفرجة" على ما يحدث، أو اللطم على ما ومن نفقد.
ولطالما حاولنا الإشارة إلى سبل أخرى هي أهم وأولى لاستثمار طاقات الشباب فيما يفيد الأمة، وتبيان أشكال غائبة ومفتقدة من الجهاد الذي نحتاجه، ولا أتفق معك في التقليل من أهمية الوصول إلى تصورات واضحة في مساحة "يجب أن نفعل"، على أن تكون هذه مجرد خطوة على طريق "أن نفعل فعلا"، وأقول هذا لأن الكثيرين يتخبطون في تصورهم للواقع وتوصيفهم وتشخيصهم لأمراضه، وبالتالي تضطرب لديهم الإجابة على سؤال: ماذا نفعل؟!
يقعون بين الأمنيات والإحباطات، ويدورون في الكلمات تلو الكلمات لا تتجاوز حناجرهم، ثم ما يلبثون أن ينشغلوا أو يتشاغلوا، وطرحنا نحن في مقابل هذا أن يكون لدينا الاستعداد والتخطيط لأعمال كثيرة متاحة يستطيعها كل مخلص، وتتراكم نتائجها مثل أي فعل إنساني منتج يؤدي إلى تغير تدريجي.
ومساحات الثقافة والمجتمع والعمل الأهلي والمدني والأكاديمي مفتوحة لمن يريد أن يفكر ويفعل شيئا يتجاوز مشاهدة الفضائيات أو الصراخ على صفحات الجرائد أو في غرف الشات، أو القوائم البريدية الإلكترونية، وما يمكن فعله كثير.
لا أستطيع الحكم النهائي على فكرتك ومقدار جدواها من ناحية التخصص؛ لأنني لست كذلك، وننشر رسالتك لتكون متاحة لمن يريد المساهمة في نقد مشروعك أو دعمه أو تطويره، ونحن نثق في الله سبحانه، ثم في شبكة القراء لصفحتنا وقدرتهم على توصيل فكرتك لمن تريد أن تصل إليهم.
إن فلسطين هي الامتحان الأكبر لنا جميعا، ولقدراتنا على الحشد والتعبئة، والتفكير والتخطيط والتواصل، والتفعيل والإنجاز، والتغيير الاجتماعي والثقافي والنفسي، وإبداع الناس الذي لا حدود له في التعامل مع ما يواجههم من تحديات، ولكن يبقى أن نعرف أن فلسطين هي قضية أمة بأكملها، وليست حركة حزب أو نخبة أو جماعة، وليست خاصة بالفلسطينيين وحدهم، بل لا أبالغ إذا قلت إنها قضية الإنسانية كلها في الصراع الأزلي بين العدل والظلم، ويبقى أن نفهم هذا ونتفاعل معه بما هو ممكن ومتاح، وهو أكثر بكثير مما تتصوره عقولنا المهزومة
واقرأ أيضًا:
بدائيون لم نزل: ثمن الصمود الفلسطيني!
حتى لا تضيع فلسطين مرتين!