فصام أم ثنائي القطب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الطول 186 الوزن 86، أعزائي الدكاترة أحسن الله إليكم
أنا إنسان انطوائي هكذا معروف عني منذ الصغر نشأت في بيئة ملتزمة وأنا أحب ديني وعائلتي، تعرضت عام 2016 لصدمة ومشت وعشت حياة طبيعية بعدها مشكلتي بدأت عام 2017 عندما كان عمري 16 هكذا بدون مقدمات بدأت بوسواس الموت أذكر رجعت من صلاة المغرب أخبرت أهلي أني سأموت وفعلا تم حملي إلى المستشفى القريب وجدوا عندي نقص في فيتامين د وأعطوني مهدأ فهدأت ونمت بصعوبة ثم أصبح الوسواس يأتيني كل يوم ثم تطور الأمر إلى وسواس العقيدة والكفر والشرك عياذا بالله وكنت أبكي منه ووسواس المرض ثم أخذت فيتامين د الذي كان ناقصا عندي
واستمرت الوساوس تلعب بي سنة كاملة إلى أن حصلت المفاجئة ففي أحد المرات كنت راجعا من أحد النزهات مع أناس أعرفهم واشتد بي وسواس العقيدة حتى ضاقت علي الأرض بما رحبت ولعل هذا الضغط هو ماسبب ثنائي القطب ولا أدري ثم بدأ المرض حينما بدأ بأفكار خاطئة بسيطة عن المس والجن كنت أخاف منهم قليلا فحصل مشادة بسيطة مع العائلة ثم بدأت الحكاية بعدها مباشرة برجوعي من صلاة العصر ذات مرة أخذت معي حصن المسلم وذهبت أتمشى في المدينة ورجعت إلى أهلي زاعما أن لديهم مس من الشيطان وأني المهدي المنتظر دون أن أعلن عن ذلك ربما لإنطوائيتي ثم بدأت الأعراض كلها في الظهور من هلاوس حسية وسمعية وبصرية وضلالات كنت أعتقد أني نبي الله سليمان وأن أرواح الأنبياء حلت في أناس أعرفهم وأتعبت أهلي والناس حولي من عصبيتي وأفكاري الضلالية ومنها: كنت أعتقد أن الدجال خرج وأني الشاب الذي سيواجهه في المدينة وكنت أعتقد أن كرسيا عاديا كنت أجلس عليه أنه ينفجر انفجارا ضخما وأن سبب ثورات الربيع العربي خيول تحركت فتسببت بالثورات وكنت أعتقد أن المخابرات تبحث عني وأن كلاب رأيتهم في الشارع هم أناس قد ماتوا وأن أشياء بسيطة أراها في المنزل أو في المتجر هي أشياء عظيمة تستخدم للتجسس أو غير ذلك وأن الشمس طلعت من مغربها وكنت أسمع أصوات الناس تصيح من ذلك وكنت أعتقد أني مت وحييت وأننا تحت الماء أي أن البحر ارتفع فوق اليابسة بالطبع تم تقييدي في البيت وكانت تحصل مشاكل كثيرة معي وتم حملي إلى أربع رقاة ولم يجدوا لي حلا
استمرت الحالة قرابة شهرين، ثم تم حملي إلى مصحة نفسية وشخصني بثنائي القطب وتم وصف أدوية لي ثم تم حملي إلى المستشفى وبقيت هناك عشرة أيام وتم عمل الجلسات الكهربائية معي ثلاث مرات ثم خرجت ووصف لي الدكتور دواء أولانزابين حبة مساءا وديباكين كرونو 500 حبتين يوميا، واستمريت عليه سنة ونصف كنت خلالها مثل الرجل الٱلي بلا أحاسيس وزاد وزني والناس أصبحت تكرهني وتكره كسلي وكنت أشعر بخمول شديد جدا ولا أستطيع إنجاز شيء كنت أضيع الوقت في ألعاب الكمبيوتر، وآكل كثيرا ومشوش الذهن وضيق الصدر وغير مرتاح وزني وصل 92 والطول 180 علما أني في الأصل نحيف المهم قررت أنا وأخي بعد أن أصبحت حالتي يرثى لها صرت مثل البهيمة حاشاكم أن نستغنى عن الأدوية نهائيا بالتدريج وفعلا استغنينا عنها خلال شهرين ونصف وبعدها بدأ معي وسواس المرض استمر شهرا ثم ذهب وبعدها تحسنت حالتي كثيرا وصرت طبيعيا ونشيطا وأصبحت محبوبا بين الناس ومنجز وذا قيمة ونزل وزني 27 كيلوا تغيرت 360 درجة غير أني أصبت بالقهم العصبي الذي لم يؤثر على سعادتي واستمريت هكذا سعيدا سعادة طبيعية إلى 2021 أصبت باكتئاب هو خفيف أمام اكتئاب أولانزابين وديباكين استمر أقل من سنة ربما ثمانية أشهر أو أقل ثم رجعت إلى حالتي الطبيعية وخلال فترة ترك الدواء كان القهم بل حتى النهم العصبي يلاحقني لكن وزني لم يزد لكن أستطيع أن أقول أني كنت آكل أكلا شبه طبيعي وكنت أتحرك كثيرا وأقوم بالرياضة ثم ذهب الاكتئاب وصرت طبيعيا حتى نهاية رمضان 2023 رجع لي لا أدري هل هو فصام أم ثنائي القطب ولكن بدرجة أقل بكثير من السابقة ربما لأني تناولت الدواء فور حدوثه لأنه تم حملي إلى مستشفى آخر بعدها مباشرة على عكس المرة الأولى التي بقيت قرابة شهرين دون دواء
المهم بقيت في المشفى أسبوعين كاملين تم وصف ثلاثة أدوية لي وهي ليثيوم وريسبيدل وثالث لا أذكره وخرجت بعدها كان عندي ضلالات بسيطة مثل أني المهدي المنتظر وأن الدجال خرج ثم ذهبت مع الوقت ولكن تم رجوعي إلى الدكتور الأول الذي وصف لي ديباكين وأولانزابين وبالفعل أعادني إلى نفس الدوائين أولانزابين وديباكين بنفس الجرعة حبتين ديباكين وحبة أولانزابين ورجعت إلى نفس الإحساس المؤلم بالاكتئاب وانعدام القيمة والسلبية وفقدان الدافعية وعدم القدرة على الإنجاز وعدم الإحساس بالإنجاز والكسل والخمول وكثرة النوم وصعوبة الاستيقاظ من النوم وأشعر كأن هناك حاجزا بيني وبين الناس وعدم الاستمتاع بأي شيء وزيادة غير كبيرة في الوزن وأنا على الدواء منذ 8 أشهر كاملة السؤال: هل حالتي فصام أم ثنائي القطب؟ وما الفرق بينهما؟
وكيف يمكنني أن أستغنى عن الأدوية دون الانتكاسة؟
وإن كان لابد منها فكيف أتخلص من آثارها السلبية التي ذكرتها؟
21/1/2024
رد المستشار
شكراً على مراسلتك الموقع.
لو توجهت الآن صوب طبيب نفساني٬ فإن التركيز سيكون حول طبعية اضطرابك ودرجته. طبيعة الاضطراب تعني مساره الطولاني في حين درجته تعني أعراض وعلامات الاضطراب. ما هو في غاية الوضوح بأن طبيعة اضطراباتك هي أنك تعاني من اضطراب مزمن من نوبات انتكاسة وهدأة تستجيب للعقاقير. أما درجة المرض عند الانتكاسة فهو يتضمن أعراض ذهانية مطابقة لمزاج هوسي ويشمل ذلك وهام العظمة وهلاوس متعددة الأشكال. كذلك هناك إشارة واضحة لنوبات اكتئابية ما بين نوبات الهوس الذهانية. التشخيص الذي قد تحصل عليه هو اضطراب الثناقطبي أو اضطراب وجداني فصامي.
هذه الصياغة لاضطرابك النفساني أفضل بكثير من التركيز على التشخيص بمفرده لأن تطور الاضطراب في المستقبل وتأثيره على أدائك المعرفي والنفساني والاجتماعي لا يختلف كثيراً سواء كان التشخيص هو الثناقطبي أو الفصام. ما يستحق الإشارة إليه هو أن درجة بصيرتك عالية وهذا لا يبشر إلا بالخير. استجابتك للعقاقير جيدة ولكنك في نفس الوقت تعاني من بعض الأعراض الجانبية وهناك الحاجة لأن تستمر مع استشاري واحد وتتفق معه حول خطة علاج لا تشمل فقط وصفات العقاقير وإنما برنامج تأهيلي اجتماعي ونفساني على المدى البعيد. لا يوجد مفر من استعمال عقاقير مضادة للذهان وموازن مزاج في حالتك ولكن الموقع لا يستطيع تقديم نصيحة بهذا الأمر وقرار العقاقير التي يفضل استعمالها في حالتك هو للطبيب المعالج فقط. هناك عقاقير عدة ولا يوجد عقار بدون أعراض جانبية ولكن يمكن التعامل معها والسيطرة عليها. في نفس الوقت هناك الحاجة إلى تأهيلك اجتماعيا ونفسانياً. يجب أن تحافظ على برنامج عمل يومي وتنظم إيقاعك اليومي مع ممارسة تمارين رياضية. تحرص كذلك على نظام غذائي صحي. وتراقب صحتك الجسدية. تتحدث مع طبيبك عن علامات إنذار بانتكاسة لكي تتجاوز الانتكاسة مع العلاج بسرعة.
لا مفر من استعمال العقاقير في حالتك ولكن مع القبول بأنك تعاني من اضطراب ذهاني والالتزام بخطة علاح فسترى بأنك أكثر من قادر على العيش بصورة طبيعية بعيداً من ردهات الطب النفساني.
وفقك الله.