استشارة لمرض نفسي
بدأت المشكلة في شهر أغسطس عام 2022 كنت أتصفح على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك فظهر لي أحد مقاطع التنمية البشرية وكان بهذا المقطع الكثير من العبارات التحفيزية التي جعلتني أنجذب إليها بشدة وبدأت أفكر كثيرا في ذلك المقطع وراودتني أفكار كثيرة حول الطموح ويجب علي أن أصبح ناجحا وأن أتحدى الصعوبات وأن أطور من ذاتي وأكسر جميع الحواجز والتفكير خارج الصندوق فأدمنت تلك المقاطع وأصبحت مهووسا بأفكار النجاح وأنا بطبيعتي إنسان انطوائي ليس لي علاقات كثيرة فأردت أن أصبح اجتماعيا فبدأت في البحث عن مقاطع التنمية الاجتماعية وكيف أكون اجتماعيا.
وفي تلك الأيام انتابتني سعادة لم أشعر بها في يوم من حياتي زاد تركيزي أضعاف مضاعفة وصرت أتكلم كثيرا للغاية.
وبعدها بدأ شعور السعادة يزول شيئا فشيئا حتى أصابني ضعف في التركيز وحزن مبالغ فيه وعدم اهتمام بكثير من الأشياء .
أعيش مع أسرتي المكونة من أبي وأمي وخمسة إخوة أنا أكبرهم، والدي صارم للغاية لا يسمح نهائيا بالخطأ يقع قاسي حتى في أصغر الأشياء وكنت أنا أحاول إرضائه بكافة الطرق ولكن لم أستطع دوما ما كنت أبدو ناقصا بالنسبة له
حاولت التحدث معه ذات مرة لكنه ماهر في الحوار لدرجة لا تصدق لم أتمكن من أخبره بشيء
وبعد قراءتي لكتاب عقدك النفسية هي سجنك الأبدي عرفت بأني أعاني من عقدة الطفل، وعقدة الخضوع، ومن كتاب أبي الذي أكره، أيضا وجدت الكثير من مشاكلي مكتوبة فيه
وذات مرة جربت اختبارا نفسيا في الإنترنت وتبين لي لأني مصاب بالاضطراب ثنائي القطب
آسف على الكلام غير المرتب لأنه خلال كتابتي لهذه الاستشارة أكتب وأفكر كثيرا مما شكل مانعا من كتابتي لكل مشاكلي
حقا أنا متعب للغاية
أصبحت لا أفهم أي شيء في هذه الحياة
أرجوكم ساعدوني
24/1/2024
رد المستشار
مرحبا بكم أخ "أيمن" ونعتذر عن تأخرنا في الرد عليكم
يبدو أنك غير راض عن شيء في حياتك أو عن ذاتك وتحاول تحد ذلك وتجد له تسمية أو تصنيفا وتشخيصا، وكل المشكلات التي تقرأ عنها أعلم أن لكل بني آدم منها نصيبا يقل أو يزيد، ولذا لا تحاول النظر لنفسك كمريض، إنما إنسان يبحث عن مزيد من الرضا أو السعادة، وتلك رحلة الإنسان في عمره أن يبحث عن المعنى والسعادة وقد يجدها في شيء، بينما آخر يجدها في شيء آخر، ونتنقل بين السعادة والإحباط.
لذلك لا أنصحك بالقراءة في علم النفس، ولا في الكتب التثقيفية الآن، لأنها ستكون لك مثل الفيديو التحفيزي الذي يحرك مشاعرك للحظات أو ساعات ثم ينطفي لأن تأثيره سطحيا، فكذلك تشخيصك لنفسك، أو قراءتك لكتاب وأنت تبحث عن مكان لك بين سطور الكتاب، سيجعلك تقع في أي سطر وربما هذا يعطلك.
ولذا ننصحك بأمرين:
الأول: هو أن تجعل همك هو التواجد بين الناس ومعاملتهم وتحمل الضغوط، وكذلك العمل وخاصة لو عمل روتيني أو بمهام يومية وليس حر خاصة في تلك الفترة وأنت تقول أن عملك الحر لم يغنيك وجعلك على حافة الفقر.
الثاني: إن كنت تبحث عن تشخيص أو تقيم لمشكلاتك فاذهب لمختص وتحدث معه وتلمس منه ومعه الحلول وليس من السوشيال ميديا أو الكتيبات.
وأخيرا، فلا أعتقد أنك تعاني من شيء محدد، أو مشكلة كبيرة، سوى أنك تبحث عن ذاتك، وهذا يمكن أن تجده في الحب والعمل خلال فترة من الوقت، فالحب هو الناس ومعاملتهم بذهن متفتح لتتعلم وبنفس صامدة لتتحمل، والعمل هو الروتين الوظيفي ولو لفترة سنتين أو ثلاثة.
واقرأ أيضًا:
ملف تأكيد الذات!