أرجو المعذرة إذا كنت سأطيل عليكم فمشكلتي ليست بسيطة، على الأقل من وجهة نظري هذا بخلاف أنها أول مرة أحاول التحدث مع متخصص لطلب المساعدة، وهذا بعد أن يئست من أن أتحسن، ويئست أيضا من الحياة، وبعد أن ازدادت الضغوط على أعصابي من المحيطين بي، وبالأخص والداي؛ فهما يرغبان في أن أتغير وأن أكون أفضل مما أنا عليه.
أما مشكلتي فأنا أعاني من حالة نفسية سيئة منذ فترة طويلة، ولكني لم أكن أشعر أني في حاجة إلى علاج إلا منذ أيام عندما قرأت ردا منكم على مشكلة نفسية، وكان بها أعراض حالة الاكتئاب ووجدت أني أعاني من كثير من هذه الأعراض، وعندها أحسست أني بحاجة شديدة إلى مساعدة من متخصص، ولا أخفي عليكم فقد شعرت بخوف شديد حتى إنني من وقتها وحتى الآن أبكي كلما تذكرت ذلك، وخصوصا أني إذا احتجت فعلا إلى زيارة الطبيب فلن أستطيع مصارحة أسرتي؛ خوفا من الاستهزاء والسخرية وعدم التفهم، وأنا لا أعمل وليس لي دخل يساعدني على زيارة الطبيب دون علم أسرتي، أريد أن أتأكد من أني فعلا مريضة وأحتاج إلى علاج أم لا؟ وإذا كنت مريضة فماذا أفعل وظروفي كما ذكرت من قبل؟
أما تلك الأعراض التي أعاني منها منذ فترة طويلة.. وقد سئمت التعايش معها فهي:
1-لم يعد لدي رغبة في الخروج من المنزل أو لقاء الناس.. فلا أريد أن أرى أحدا أو يراني أحد، فقد سئمت قسوتهم وسخريتهم الدائمة مني ومن شكلي، فأنا خجولة لا أستطيع التعامل مع الناس في التجمعات الكبيرة، مثل الأفراح أو الزيارات، وعادة آخذ لنفسي ركنا أنطوي فيه وحدي، ومع ذلك لا أسلم من السخرية، بالإضافة إلى شكلي فأنا بدينة، وأخشى أن أكون دائما محط مقارنة بأختي الكبرى فهي جميلة ولبقة.
2-أشعر دائما أني أقل من زميلاتي ومن هن حولي ومن هن في نفس سني، فأنا لا أستطيع أن أفعل ما يفعلن، سواء على المستوى الشخصي فهن يتمتعن بالجمال واللباقة، ولهن تجارب عاطفية ومرغوبات... عكسي تماما، وعلى المستوى العملي فمعظمهن يعملن أو سبق لهن العمل حتى ولو أعمالا بسيطة وهو ما لم يحدث معي فأنا لم أستطع أن أعمل أي شيء في حياتي وأنجح فيه بخلاف الدراسة فأنا ليس لي أي نشاط أو هواية أحبها.
3- بدأت تزداد مؤخرا مشاعر الكراهية تجاه شكلي وهيئتي، ويئست من الإصلاح فليس لدي أمل في الزواج أو النجاح في أي عمل، وبذلك فقد أظلمت الدنيا تماما وخلت من أي أمل أمامي فماذا سأفعل في مستقبلي؟ وماذا سيكون مصيري؟ وكيف أستطيع التعايش مع دور العانس الذي يبدو أني مقبلة عليه؟
4-ذكرت من قبل أني بدينة، لكن المشكلة الكبرى الآن هي أن شهوتي للطعام تزداد وآكل كثيرا جدا؛ وهذا بالطبع يضايقني، ولكني لم أعد قادرة على منع نفسي من الأكل أو عمل رجيم لإنقاص وزني وهو شيء لا مفر منه فهو رغبتي، غير أن كل من يراني يسألني: لماذا لا أنقص وزني فقد أصبح شكلي سيئا ولافتا للغاية؟! ولكني لا أستطيع أن أشرح لهم كيف أن ذلك شيء خارج عن إرادتي، وأن الذي يمنعني قوة من داخلي أقوى مني؛ وهذا يزيد من شعوري باليأس.
5-أصبحت أيضا حالتي مع النوم غريبة؛ فعند دخولي لأنام أكره ساعات النوم، وأتمنى لو أستطيع ألا أنام؛ ومع ذلك أنام ساعات طويلة، وأصحو وكل جسدي يؤلمني ولا أتمتع بالنشاط.. بل على العكس أكون متعبة كأني كنت أقوم بمجهود ولم أكن نائمة، غير أني دائما أشعر بالتعب من أقل مجهود ويتهمني من حولي بالكسل.
وسأذكر لكم أهم صفاتي فيجب أن تعرفوها كي تستطيعوا الحكم علي:
فأنا جبانة جدا، أخشى كل شيء وأي شيء.. الناس والحيوانات حتى الحشرات الصغيرة وأخشى بالأكثر اللوم على أي فعل أقوم به ولا يرضى الآخرون عنه، ولا أستطيع الدفاع عن اختياراتي أو قراراتي أو التصدي لأي مشكلة، وفي لحظات الخوف والاضطراب دائما أصاب بحالة من الاضطراب في معدتي فتزيد من حدة الخوف عندي وأشعر وكأن جسدي كله ينهار وأني أفقد السيطرة على أعصابي. مع العلم أني أيضا ضعيفة الشخصية ومنقادة ولا أثق بنفسي أبدا أبدا، وأقضي ساعات طوالا في محاسبة نفسي على كل كلمة أو فعل صدر مني؛ وذلك خوفا من النتائج.
أنا أيضا أعيش حياتي بأكملها مع أحلام اليقظة، أعيشها وأنا واعية تماما وأستمتع بكل ما ينقصني في الحياة الواقعية، فأنا أرسمها كما أريد أن أكون تماما. والآن وقد أنهيت دراستي منذ شهور لم يعد لدي الحجة التي كنت أعتذر بها كي لا أخرج من المنزل؛ وبالطبع هذا يزيد من المشاكل مع أسرتي لأني دائما أرفض الخروج وخصوصا في الزيارات العائلية.
أريدكم أيضا أن تعلموا أن هذه الحالة ليست حديثة معي أو أنها أتتني في وقت معين فرفضي للخروج وخوفي من الناس وشعوري بالنقص وحبي للوحدة يلازمني منذ أن بدأت مشاعري في التكوين، وخصوصا أني منذ الصغر كنت أشعر بفرق كبير بيني وبين إخوتي، فدائما هم الأذكى و"الأشطر" في المدرسة والأكثر جرأة والأحسن في التصرف.. حتى في الشكل فإن أختي وأخي أجمل و"أشيك" مني بكثير وهما أيضا المحبوبان دائما من الناس.
أعلم أني أطلت عليكم جدا وأني مملة وسخيفة ولكنكم أملي الأخير في أن أجد مساعدة فأرجو أن أعلم منكم هل أنا مريضة بالفعل أم أنها تهيؤات ومحاولة مني لإيجاد مبرر لتصرفاتي يزيح عني المسؤولية.
إن كنت مريضة ماذا أستطيع أن أفعل لأساعد نفسي؟
وهل يمكن أن أتحسن مع الزمن دون تلقي العلاج؟ أم أن حالتي سوف تسوء مع الوقت؟
31/1/2024
رد المستشار
الأخت السائلة "E" أهلا وسهلا بك على موقعنا مجانين وشكرا على ثقتك، واستعمالك خدمة الاستشارات بالموقع.
أشكرك أولاً على حسن عرضك لمشكلتك النفسية، وأخبرك قبل كل شيء أنك لست مسؤولة لا عن بدانتك ولا عن اكتئابك. وفاجأني أنك تسألين في نهاية إفادتك (هل أنا مريضة بالفعل أم أنها تهيؤات ومحاولة مني لإيجاد مبرر لتصرفاتي يزيح عني المسؤولية؟) وأنا أذكر لك ذلك لكي أبين شيئين هما:
أولا: أنك بارعة جدا في توصيل مشاعرك من خلال الكتابة "عبر النت على الأقل"؛ لأن سؤالك وصلني قبل أن تسأليه.
ثانيًا: أن مسألة وقوع المسؤولية عليك من عدمها هي الأصل الذي تدور حوله مشكلتك، كما سأوضح لك في كل واحدةٍ من أعراضك:
1- عدم رغبتك في الخروج من المنزل أو لقاء الناس، وتجنبك التعامل مع الناس في التجمعات الكبيرة، مثل الأفراح أو الزيارات، وكلاهما يوحيان على غير حقيقة الأمر بأنك تعانين من اضطراب نفسي هو أكثر في الذكور منه في الإناث، وهو الرهاب الاجتماعي، لكنك لا تعانين من ذلك الاضطراب لسببٍ بسيطٍ هو أنك إنما تفعلين ذلك لكي تتجنبي انتقاد الآخرين لك بسبب بدانتك وبسبب مقارنتك بأختك كما ذكرت، وكلا هذين السببين ينتجان من فهم الآخرين الخاطئ الذي يقول بأن البدين مسؤول عن بدانته.
2- إحساسك بأنك أقل من زملائك، سواء على المستوى الشخصي أو على المستوى العملي كما تقولين، فهل فكرت في سبب ذلك؟ بمعنى آخر: هل هو ناتج عن صعوبة تقبل المجتمع لك بسبب البدانة، أم ناتج عن اكتئابك الطويل العمر، وأقصد به فكرتك المشوهة عن نفسك وتقييمك السلبي لذاتك مما يجعلك تحجمين عن المحاولة؟ أم تظنين أن له سببا آخر؟
ثم هل نجاحك في الدراسة غير كافٍ لإشعارك بقيمتك؟ لعلني لا أبتعد عن الإنصاف إذا قلت لك: إن المجتمع الذي نعيش فيه هو الذي فشِل في تقبلك أكثر مما فشلت أنت في التفاعل والانخراط في ذلك المجتمع بالقدر الذي توفره لك قدراتك؛ ما دفعك بعد إحباط متكررٍ ربما منذ الطفولة إلى الإحجام عن تفهم نفسك ومعرفة ميولك.
وأنت بالطبع غير مسؤولةٍ عن موقف المجتمع الرافض أو المتحيز ضد البدانة، وإن كنت بعد أن يوفقك الله إلى الخلاص من الاكتئاب ستكونين مسؤولة عن فرض نفسك على ذلك المجتمع كما سأبين لك إن شاء الله.
3- أما مشاعر الكراهية تجاه شكلك وهيئتك التي بدأت تزداد لديك في الفترة الأخيرة -كما تقولين- بسبب فشلك في ضبط جسدك ومظهرك لكي يتلاءم مع متطلبات المجتمع.. ما تريدين قوله هنا هو أنك غير راضية عن صورة جسدك.
وأسوأ عواقب عدم الرضا عن صورة الجسد من الناحية النفسية هو انخفاض تقدير الذات Self Esteem، وتقدير الذات عبارة عن مجموع اتجاهات الفرد نحو نفسه سواء أكانت موجبةً أو سالبة، فصاحب التقدير المرتفع لذاته هو شخص يحترم نفسه ويعتبرها ذات قيمة، ويشعر بالكفاءة والثقة في نفسه، ويتميز بالشعور بالقدرة على -والشجاعة في- التعبير عن آرائه وأفكاره ومشاعره تجاه الآخرين، فيكوّن علاقاتٍ اجتماعيةً ناجحةً، ويكون أكثر قدرةً على الابتكار والانطلاق في الحياة.. وأما صاحب التقدير المنخفض لذاته فيعتقد أنه بلا قيمةٍ وأنه غير كفءٍ، ويفتقر إلى الثقة بنفسه، فيتصرف بطريقةٍ لا تجلب التقدير الإيجابيّ من الآخرين، فتكون النتيجة أنه يميل إلى العزلة والانسحاب بدلاً من الإيجابية والمشاركة ويعتبر نفسه غير مهمٍّ وغير محبوب.
وتقدير الذات مفهوم متعدد الجوانب، ويعدّ مكونًا هامًّا من مكونات مفهوم الذات Self Concept، والذي يحدث في الكثير من حالات انخفاض تقدير الذات بسبب عدم الرضا عن صورة الجسد، هو متصل نفسيّ شعوريّ معرفيّ يمتد من بعض الضيق العابر من الجسم في بعض الأحيان إلى حد الاشمئزاز أو الكره للنفس Self Loathing، خاصةً بعد فقد الأمل من النجاح في تعديل الصورة المرفوضة. وأنا هنا أسألك: هل الصورة التي تريدين الوصول بجسدك إليها هي الصورة التي خلقه الله ليكون عليها؟ أم هي الصورة التي رسمها وأعجب بها الآخرون وأرادوا من الجميع الوصول إليها؟؟
ألا ترين أنك كنت ضحيةً لصورةٍ يريدها الآخرون؟
إن من المهم بدايةً أن تتذكري دائمًا أنك تمتلكين جسدًا واحدًا فقط، وأن هذا الجسد مسؤول منك أمام الله، وأنه يستطيع فعل كل ما تريدين وكل ما تحبين فعله مثلما تستطيع كل الأجساد التي خلقها الله، أي حاولي أن تجعلي جزءًا من نظرتك إلى جسدك مبنيا على ما يستطيع ذلك الجسد القيام به، وليس فقط كيف يبدو ذلك الجسد.
جرّبي أن تفعلي كل ما تحبين فعله وستكتشفين بنفسك أن جسمك يستطيع فعل كل شيء.
وأما الخوف من العنوسة، فهو خوف أراه مبكرًا جدا عن أوانه، أنت ما بين العشرين والخامسة والعشرين من العمر، وليس كل الرجال يبحثون عن فتاة الغلاف، خاصةً في بلادنا، كما أن الأمور لن تستمرّ بهذا السوء إن شاء الله، أنت تعتبرين ذاتك مسؤولة عن فشل جسدك في الوصول إلى الصورة التي يعتبرونها مثاليةً، ثم تعتبرين جسدك مسؤولا عن فشلك في تحقيق ما تحبين على المستوى الاجتماعي، وحقيقة الأمر ليست كذلك؛ لأن لكل جسد نقطة محددة بيولوجيا يتجه لها سواء شاء صاحبه أم أبى.
وستجدين في كلامي التالي ما يبين لك أن سبب تفاقم المشكلة ليس إلا محاولات الرجيم (الحمية المـنحّفـة) غير الصحيحة التي قمتِ بها خلال سنوات طويلة من عمرك، ففهمك الخاطئ الذي لا يختلف عن فهم الملايين هو المسؤول مع الأسف.
وأما قولك: (أنا أيضا أعيش حياتي بأكملها مع أحلام اليقظة، أعيشها وأنا واعية تماما، وأستمتع بكل ما ينقصني في الحياة الواقعية، فأنا أرسمها كما أريد أن أكون تماما)، فهو ما يجعلني أعيد طرح السؤال نفسه مرةً أخرى: ألا ترين أنك أصبحت ضحيةً حتى في أحلام يقظتك لصورةٍ يريدها الآخرون؟
ثم أطرح عليك فكرةً أخرى: ما رأيك لو قررت لمدة أسبوع واحد أن تعيشي أحلامك تلك في الحياة الواقعية؟ أسبوع تفعلين فيه ما تحبين كما تحبين بشرط أن تتصرفي تصرف الراضية تماما عن جسدها، جربي ذلك، فرغم أنني أعرف أن مجرد تخيل نفسك تفعلين ما أطلبه منك قد يكون صعبًا عليك إلا أنني متأكد من أن نتيجته إذا نفذتِه ستكون أطيب من كل ما تتوقعين.
4- أما حديث الشهوة للطعام التي تضايقك كثيرًا وإحساسك أنه لا بد من الرجيم (الحمية المنحفة) فحديث ذو شجون، لأن كل من حولك لا يكفون عن انتقادك ونصحك بالحمية المنحفة التي عرفت عدة مراتٍ أنها بلا فائدة، وأصبحت الآن تشعرين بالعجز عن التحكم في الأكل، فأنا أعرف أن ما تقولينه صادق، ولكنني أريدك أن تعرفي أيضًا أن ما وصلت أنت إليه من انفلات تجاه الأكل، ليس في الأصل ناتجًا إلا عن الحمية المنحفة المتكررة، وأن تأرجح الوزن (أي النقصان بسبب الحمية المنحفة ثم الزيادة التي تلي ذلك النقصان بسبب ابتعاد الجسم عن نقطته المحدّدة وإصراره الجنوني على الرجوع لها) أخطر بكثيرٍ على الصحة وعلى شكل الجسد من البقاء بدينًا طول العمر، وهذا ما لا يقوله لنا أحد من تجار الرجيم للأسف بالرغم من أن كل كلمةٍ أقولها لك هي الآن بمثابة الحقيقة العلمية.
وأما كيف يتسبب الالتزام بتعليمات أي برنامج حمية منحفة في حدوث انفلات تجاه الأكل فهو أن الشخص أثناء التزامه بأن يأكل كميةً أقل من التي يحتاجها جسده وأن يمتنع عن الاستجابة لشعوره بالجوع، إنما ينسي نفسه بالتدريج كيف يتفهم إشارات الجسد التي تعبر لصاحبه ليس فقط عن الجوع، وإنما أيضًا إشارات الجسد التي تعبر عن الشبع، فخلال فترة الالتزام بتعليمات البرنامج نحن لا نعامل لا مشاعر الجوع ولا مشاعر الشبع بشكل طبيعي!
ومع تكرار ذلك لفترات طويلة ومتعددة يصبح الشخص في حاجة لأن يتعلم متى يأكل ومتى يكفّ عن الأكل، أي أنه يكون أسوأ حالاً من الطفل المولود لأنه نسي ما يولد به الطفل ولم يعد قادرًا على ممارسته!
ثم يجيء بعد ذلك شعورك باليأس والذي ينتج عن اتهامك لنفسك بالفشل والافتقار إلى الإرادة، لكي يصبح اكتئابًا يزيد الأمور سوءًا، مع أن الأمر ليس افتقارًا إلى الإرادة كما تظنين ويظنّ الكثيرون بل هو افتقار إلى الفهم الصحيح للأمور ولا ذنب لك في ذلك.
5- وأما اضطراب النوم فسببه في حالتك شيئان هما:
أولاً: الاكتئاب؛ لأنه يجعل النوم مهما طال لا يعطي الجسد الراحة المفروضة.
ثانيا: أنك لا تأكلين بشكلٍ طبيعي ولا تعتـنين بجسدك بشكل طبيعي كما أن معدتك على ما أعتقد هي من النوع العصبي لأن في إفادتك عبارة توحي بذلك هي: (وفي لحظات الخوف والاضطراب دائما أصاب بحالة من الاضطراب في معدتي فتزيد من حدة الخوف عندي وأشعر كأن جسدي كله ينهار وأني أفقد السيطرة على أعصابي)، فيصبح تعامل المعدة أيضًا مع الأكل بصورة غير صحية سببًا في خمول الجسد وشعورك بالكسل، وكل من الاكتئاب واضطراب الأكل قابل للعلاج إن شاء الله.
6- وأما ما تبقى من مشكلاتك النفسية متمثلاً في افتقارك إلى توكيد ذاتك، وشعورك بالنقص وحبك للوحدة وشعورك بأنك منقادة، وأن ذلك يلازمك منذ فترةٍ طويلة من عمرك، فأنا أؤكد لك أن حل مشكلتك مع جسدك ومشكلتك مع الأكل وعلاجك من الاكتئاب سيخلصك من كل ذلك، وأضيف هنا أن اختيار أحد عقارات الماسا لعلاج الاكتئاب في مثل حالتك سيكون اختيارًا موفقًا بإذن الله؛ لأن الماسا تقلل الشهية للأكل أصلاً، فتضرب عصفورين بحجرٍ واحد لأنها ستعالج الاكتئاب وتقلل الشهية أيضا.
كما أن العلاج النفساني سيخلصك من شعورك بأنك غير مقبولةٍ من الآخرين والذي يظهر بوضوحٍ في قولك (أعلم أني أطلت عليكم جدا وأني مملة وسخيفة)، فبينما شعرت أنا وشعر كل من قرأ إفادتك في "موقع مجانين" بخفة ظلك وقدرتك الرائعة على التعبير، شعرت أنت بعكس ذلك وتوقعت من الآخرين أن يشعروا بالملل.. وهكذا أنت في تفاعلك مع الحياة تتوقعين من الجميع أن يرفضوك وتحرمين نفسك بالتالي من فرصة الحصول على الرضا والقبول.
أتمنى أن تفكري جيدًا فيما أقول، وابدئي بما طلبته منك من محاولةٍ لن تخسري شيئًا بسببها وهي أن تعيشي في الواقع كما تعيشين في الحلم لمدة أسبوع كما طلبت منك من قبل بشرط أن تتصرفي كمن ترضى تماماً عن جسدها وتقيمه بقيمة ما يستطيع القيام به وليس فقط بكيف يبدو، وهنا فقط ستكتشفين أنك عشت طويلاً حبيسة توقعاتك عن آراء الآخرين.
أنت الآن بحاجةٍ إلى العرض على طبيب نفساني والاتفاق معه على جلسات العلاج المعرفي التي قد تحتاجين إليها في علاج الاكتئاب وعلاج انخفاض توكيد الذات (أي القدرة على التعبير عن مشاعر الشخص تجاه الآخرين وآرائه فيهم بسهولةٍ وحريةٍ)، فأما علاج الاكتئاب فأمره سهل إن شاء الله، وقد ناقشناه في العديد من المشاكل على صفحة استشارات مجانين: وتفيدك الارتباطات التالية:
التعامل مع الاكتئاب (1-2)
ملف مرض الاكتئاب
وأما مشكلتك مع جسدك ومع الأكل فلا بد فيها من علاقة علاجية طويلة مع طبيب نفساني ذي خبرةٍ بمشكلات صورة الجسد واضطرابات الأكل والبدانة، ونحن في "موقع مجانين" نقوم الآن بإعداد ملف كامل عن هذا الموضوع هو الأول باللغة العربية الذي لا ينبع أصلاً من الدعاية لبرنامج حمية منحفة جديد، وإنما ينبع من رغبتنا في توضيح الحقائق للناس الواقعين في شراك الحمية، إلا أنني أريد أن أعرف منك في رسالةٍ جديدةٍ بعض المعلومات المهمة:
- عن طولك ووزنك (ويفضل أن تذكري وزنك منذ عدة أعوام والتغيرات التي طرأت عليه وخبرتك مع الحميات المنحفة المختلفة أيا كان الوزن كذا ثم أصبح بعد الحمية كذا، ثم عاد مرةً أخرى إلى كذا).
- كما أريد منك أن تخبريني بكل شيء عن عاداتك في الأكل: ماذا تأكلين؟ وماذا تتجنبين؟ وكم مرة تأكلين في اليوم؟
- منذ متى بدأت بدانتك فهذا مهم إلى حد كبير، وهل لك خبرة مع صالات التخسيس أو أطباء التنحيف أو الغدد الصم؟
-إضافةً إلى كل ما تحسين أنك بحاجةٍ إلى ذكره أو السؤال عنه، وسوف ننشر هذا الجزء من الرد على مشكلتك لأننا نعتقد أن مناقشتها ستفيد الكثيرات والكثيرين من زائري مشاكل وحلول للشباب.
وأخيرًا.. سارعي بالرد علينا لكي نستطيع وضع البرنامج الذي يلائمك للتعامل مع مشكلة البدانة والشره، وسنكون إن شاء الله عند حسن ظنك.
واقرئي أيضًا:
ملف البدانة والنحافة
اضطرابات الأكل والحمية Eating (dieting) Disorders
بدانة عدم رضا عن الجسد Body Dissatisfaction
ومرة أخرى أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعينا بالتطورات.