أنا فتى أبلغ من العمر 17 عامًا، مصري، وأقطن في بلد عربي أخرى، أدرس فيه لظروف عمل أهلي به، وفي إجازات الصيف هذه حين زرت مصر تعرفت على فتاة في نفس سني، تسكن بجوارنا، كانت على خلق، المهم تبادلنا أرقام الهواتف، وأصبحنا نتحدّث كأصدقاء عن الحياة والدراسة إلى أن جاءت اللحظة التي شعرنا فيها سويًّا بعواطفنا تتقارب.. واعترف كل منا بحبه تجاه الآخر، وأصبحنا نتحادث يوميًّا، ولم نعد نقدر على فراق بعضنا ليوم واحد، رغم أننا لم نكن نتقابل إلا نادرًا، وفي يوم أيضًا حدثتني في ساعة متأخرة من الليل، وظننت أن هناك أمرًا خطيرًا؛ فقالت لي: إنها تفكر في أن ترتدي الحجاب فساعدتها وشجعتها، وقبيل عودتي لبلد دراستي قالت لي: إنها لن تقوى على فراقي؛ حيث إنها تدرس في مصر وقالت: إن الفراق أفضل لكلينا، ووافقت لأني أدرك أن كلامها صحيح، فلا يعقل أن أربط مصيري بفتاه لا أراها إلا شهرين في السنة، وقالت لي: إني إنسان محترم وطيب وتود أن نبقى إخوة، وهذا ما نحن عليه الآن بالفعل، فأنا أحادثها كل شهر في الهاتف لأطمئن عليها. ومع ذلك.. فأنا لم أستطع نسيانها.. أعرف أنكم ستنصحونني بالنسيان والتركيز في دراستي.. فهذا ما يصدقه عقلي.. أما قلبي.. فلا يريد أن ينساها.. كلما شغلت نفسي بشيء .. دخلت صورتها أمامي.. لا أستطيع نسيانها.. والدراسة على الأبواب.. وأخاف أن يختل مستواي وقد كنت من المتفوقين، وفي الوقت ذاته لا أقوى أن أربطها معي بمصير مجهول.. وأن أعذبها معي دون أن أدرك ما نهاية الحب هذا.
فأنا أريدها زوجة المستقبل.. ولكن لأن كلا منا في بلد.. فمن الصعب أن نجتمع في مكان واحد.
إني أعاني من تناقض قلبي وعقلي.. ساعدوني قبل بدء دراستي أرجوكم
26/1/2024
رد المستشار
لا يمكن أن يمنع القارئ لمشكلتك نفسه من السؤال: هل ما تشعر به تجاه هذه الفتاة هو حب حقيقي ناضج مكتمل الأركان؟! أنت نفسك غير متأكد؛ ولذلك نحن نحيي فيك عقلك واتزانك الذي جعلك تتخذ القرار الصحيح، وتدرك أن هذه العلاقة في سنك وفي ظروفك قد لا تنمو النمو الطبيعي الذي يصل بها إلى النهاية الطبيعية من الارتباط.. ونظن أن هذا الصراع الذي وقع بين قلبك وعقلك كان لأسباب ثلاثة:
1- أنك لم تقطع صلتك تمامًا بهذه الفتاة، وما زلت على اتصال بها عن طريق التليفون.. مما يؤدي إلى استعادة المشاعر وتجديد الذكريات، ومما يؤدي إلى عدم قدرتك على نسيانها وعجز العقل على السيطرة على مشاعرك؛ والحل هو قطع الصلة تمامًا بها؛ لأن وجود أي اتصال يؤدي إلى تغذية العلاقة والمشاعر، فهل أنت جاد في وقف الانشغال بها؟؟
2- عدم مرور الوقت الكافي الذي تحتاجه عملية النسيان لتجربة عاطفية بشرط تحقق البند السابق.. بمعنى أنك عندما تقطع الصلة تمامًا بهذه الفتاة فسيظل لعامل الزمن دور حتى تستطيع التغلب على مشاعرك، فامنح نفسك الفرصة لذلك، ونحن نؤكد لك أن هذا سيحدث، إن البعض يظن باستحالة ذلك في بداية التجربة، ولكن الزمن كفيل بالعلاج.
3- عدم وجود ما يشغلك ويشغل تفكيرك مما يجعل معظم تفكيرك يتجه إلى هذا الموضوع، ونعتقد أنك مع بداية الدراسة ووجود ما يشغلك وعدم إعطاء الفرصة لنفسك للانشغال بهذا الموضوع ستكون الدراسة عونًا لك على النسيان وليس العكس إن كنت جادًا في قرارك.. وفقك الله واستعن به وبالدعاء وسترى خيرًا كثيرًا.
وتستطيع أن تجعل من هذه التجربة، ومن صورة وذكرى تلك الفتاة دافعًا لك للتفوق والاجتهاد لتكون جديرًا بمن ستتزوجها.