قررت أن أرسل إليكم مشكلتي بعد عذاب طويل وألم مستمر، لقد تعذبت منذ صغري، عرفت الألم والعذاب قبل فوات الأوان.
مشكلتي أنني أحببت شابا يكبرني بسبعة أعوام، في البداية كان كل منا يتسلى بعواطف الآخر، ومع مرور الأيام جعلتني الأيام أحبه حبا شديدا، وتعلقت به وأحببته حبا صادقا، وللأسف أنا مجرد كتاب يقلب صفحاته أنا وغيري من البنات، وكل واحدة لها وقت لإنهاء حبها، وجاء الدور عليّ، وتمسكت به؛ لأني فعلا أحببته.
وبعد أيام قليلة علمت أن له تجارب كثيرة مع الكثير من البنات، وكانت نهايتهن أنهن خسرن أعز ما يملكن، ورغم علمي بذلك فلم أبتعد عنه لحظة، وعندما رأيته مع فتاة أخرى في محل عمله وادعى أنها ابنة خالته، صدقته بدافع الحب.
وبعد أيام قليلة علمت من أقرب الناس له (والدته) عندما كنت أجري الاتصال به، وقلت لها أنا مثل ابنتك، قالت لي الحقيقة إنه عاقد قرانه وقريبا سوف يتزوج، أحزنتني لكن لم يتغير أي شيء، قلت له رد وقال: لا تسمعي كلام أي إنسان، يريدون أن يوقعوا بيننا وبين حبنا الكبير، فصدقته للمرة الثانية.
وبعد فترة قال لي بنفسه باركي لي، قلت له مبروك على أي شيء؟ قال لي أنا سوف أتزوج، باركت له وأنا منهارة غزيرة الدموع، كنت أتمنى أن أعزي بدل المباركة.
المهم تزوج، وبعد أن أتى من شهر العسل حاول أن يكلمني، وبعد إلحاح وافقت، قال لي أنت أعز مخلوقة لي، وعمري ما أحببت أي إنسانة غيرك، قلت وزوجتك؟ قال لي: والله أنا تزوجتها من أجل أمي، لكن أنا عمري ما أحببتها لحظة واحدة، وأنا معها كنت أتخيلها أنت.
أنا محتارة ماذا أفعل؟ أصدقه وأفتح معه صفحة جديدة أم لا؟ أنا خائفة والله لأني من الممكن أظلم زوجة ليس لها ذنب في حياتها، علما بأنني أكثر حاجة إليه وقد يكون أكثر منها، بالله عليك ماذا أفعل؟
لكن لا تقل لي ابعدي؛ لأني لا أقدر على الاستغناء يوما عنه، إن حبه يجري في دمي،
هل أعيش بدونه أو معه.. أنا محتارة؟؟
13/06/2024
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أهلا بك معنا. لن أخبرك بالطبع ما يجب عليك القيام به في حياتك الشخصية، فهذه مسؤوليتك ولكن لنتحدث عن الطرق الصحيحة لاتخاذ القرارات في الحياة.
وحدهم الأطفال يأخذون قراراتهم بناء على رغباتهم، ما يشعرهم بالسرور بغض النظر عن تبعات هذه القرارات ولذلك يتعرضون لحوادث وأضرار كثيرة، ينشغلون برغباتهم عن تبعات تلك الرغبات، ومع النضج والخبرة يتعلمون التفكير في النتائج قبل التصرف العقلاء منهم بالطبع أما ضعاف العقل فيستمر سعيهم وراء الرغبات، فكري قليلا في رغباتك وما قد يجلبه عليك الاستسلام لهذه الرغبات.
النضج يعني أن يصبح العقل مصدر القرارات لا الرغبات، بحكم عمرك يجب أن تكوني قد اكتسبت قدر من النضج والخبرة التي تخول عقلك اتخاذ القرارات. من أبسط الخبرات أن السلوك تحكمه نتائجه البعيدة، ندرس لنحصل على درجات علمية ونتخلى عن اللعب، نعمل لنحصل على الأجر ونتخلى عن الكسل لأن الأجر والدرجات العلمية أهم بالنسبة لنا كما يقول العقل والتجارب البشرية.
ما الذي سيترتب على استمرار علاقتك معه، شيء من السرور يتركك بعده للشعور بالانكسار والذل، هل يقبل عاقل أن يتم استغلاله فقط لإشباع رغبات مؤقتة. فكري فيما تحقق العلاقة معه واتخذي قرار يناسب مستقبلك البعيد وليس الآني، حتى النملة تفكر في مستقبلها فتخزن طعامها، فهل أنت أضعف من النملة.
فكري واتخذي قرارك بناء على مصلحتك ومستقبلك لا عن سرور لحظي، ماذا تريدين من عابث متزوج جربت كذبه مرات. فإن كنت ما زلت في مرحلة المتع الحالية فهذا يعني أنه لا يحق لك اتخاذ القرارات ويجب عليك الاستعانة بأقرب عاقل ناضج من أهلك ليساندك في طريق العقل.