هل هذي وسوسة؟ هل هذا وسواس؟ و.ذ.ت.ق! م8
الوسواس.. عميق جدا
السلام عليكم، كيف حالكم؟ لقد غبت عنكم فترة طويلة تخللتها النجاحات الصغيرة وكذلك النكسات.. لا أريد أن تنزعجوا مني لكن فعلا لدي أسئلة كثيرة بخصوص الوسواس وأرجو أن تساعدوني.
أنا أظن أني موسوسة في كل شيء تقريبا، لكن أكثر ما كان يخيفني هو الوسواس في العقيدة وكانت كل أسئلتي لكم في السابق هي حوله.. لكني في الحقيقة موسوسة في أشياء أخرى ولكني اعتدت ربما عليها وبالتالي لم أكن أسأل عنها.. أسئلتي اليوم في العبادات خاصة، كنت سابقا عندما أوسوس في صلاتي إن كان ما حدث يبطلها أم لا؛ أقوم بإقناع نفسي عقليا أو شعوريا بأنها لم تبطل وأستدل وهكذا ولكني لا أعيدها أبدا إلا نادرا ولكن الإقناع العقلي يأخذ مني جهدا أيضا.
منذ أسبوع تقريبا لا أعرف ماذا حدث لي، كنت في أيام الدورة وطهرت في اليوم السابع في العاشرة مساءً، وأنا عادتي في المتوسط 8-9 أيام، ولكن في اليوم الثامن قبل الظهيرة عاد لي دم بني غامق ليس نقطا صغيرة وليس كثيفًا أيضا، قررت أن أعتبره استحاضة وأتوضأ لكل صلاة، لكنه كان أحيانا يكثر واستمر معي تقريبا يومين ثم نزلت مني صفرة وكنت محتارة ووجدت كتابا يتحدث عن أمور الحيض اسمه "قواعد ومسائل في طهارة المرأة المسلمة" من تأليف شيخة القاسم، ووجدت فيه أنه إذا كان الدائم العائد تجاوز اليوم والليلة فهو حيض مادام لم يتجاوز 15 يوما، ففهمت أن هذا يعتبر حيض وليس استحاضة.. فبدأت أنتظر حتى أرى الجفاف ولكني للأسف لم أبدا ذلك مبكرا ربما لأنني لم أكن متأكدة أنه يعتبر من الدورة وأظن ذلك إهمالا وتفريطًا مني.. وجلست تقريبا لمدة أكثر من يوم وأنا أنتظر رؤية الجفاف لأني لا أعرف كيف تبدو القصة البيضاء ولكني سمعت أنها مثل الرطوبة العادية، وأنا أرى الرطوبة العادية لكني لا أغتسل إلا بعد رؤية الجفاف التام، خاصة أنها يتخللها صفرة أحيانا
قلت في نفسي ربما طهرت ولكني لأني لم أتحرى الطهر مبكرا لم أرها وهذي صفرة ورطوبة ما بعد الطهر، لكن لا أدري ربما لما أطهر.. وبحثت في موقعكم عن عدة استشارات مشابهة لما حدث لي ووجدت أن الدكتورة رفيف قالت لفتاة لا تميز القصة البيضاء أنه مادامت رأت رطوبتها العادية فقد طهرت.. قلت في نفسي أنا رأيت ذلك إذا غالبا طهرت لكن سأنتظر ساعة أخرى وأتأكد -لأنني قد رأيت لون أصفر داكن في صباح هذا اليوم بعد الرطوبة- وكنت أصلا خلال اليومين السابقين تقريبا أرى جفاف لمدة نص ساعة مثلا وثم أرى رطوبة ثم رطوبة مع اصفرار وهكذا.. المهم ذهبت لأتأكد التأكد الأخير ومسحت وأظن أنني رأيت رطوبة ولون أصفر ليس فاتحًا فارتبكت وتوترت وقلت في نفسي يبدو أنني لم أطهر وبدأت الوساوس مثل:
-أنا الآن لست متيقنة من الطهر لا يمكن أن أغتسل
-لكن انقطع الدم أنا لم أرى دما لمدة يومين
-لكن رأيت صفرة
-لكن رأيت رطوبة بها اصفرار فاتح
-رأيت لونا أبيض غليظ قليلا ربما هو القصة؟
سمعت أن الشيخ ابن عثيمين آخر قوله في الصفرة والكدرة أنها ليست بحيض مطلقا إذا سآخذ بقوله وأغتسل، لكن كيف أغتسل هذه المرة بناء على ذلك وفي المرات القادمة أغتسل بناء على قول الجمهور ويجب أن أتأكد وما إلى ذلك!! وعلى هذا المنوال، ثم قلت في نفسي أكيد طهرتي.. اغتسلي وكفى فجأة أتاني وسواس أن هذا لا يعتبر يقين فهل يعتبر غلبة ظن؟ لأنني أشعر وكأنني أريد أن أغتسل لأرتاح لكن لو ظننت أنه حيض بالتأكيد لن أغتسل لكنني مازلت أشعر أنني كنت تحت ضغط وتوتر وقررت أن أغتسل لأرتاح وما أقول في نفسي أنا متيقنة أكيد هذا طهر وهذه مجرد إفرازات ..وبعد الغسل بدأت وساوس التذكر لأقنع نفسي أني فعلا طهرت.. حاولت أن أتذكر لون الإفراز الأخير هل هو أصفر فقط أم أصفر ضارب للحمرة لأنني قرأت أن الدكتورة رفيف قالت إذا هو ضارب للحمرة فهو حيض.
مرة أشعر أنه كان مائل للأحمر وأحاول أن أتذكر أكثر ولا أستطيع ثم أشعر أنه كان أصفر لكن فقط ليس فاتح لكنني أشعر أنني أنا من تريد أن تتذكر الأمر هكذا.. لكن لو رأيت لونا ورديا بالتأكيد سأنتظر ولن أغتسل! لكنني قلت ربما شعرت أن الحمرة خفيفة فلم تعتبريها حيضًا واعتبرتها مثل الإفراز العادي.. أو ربما شعرت بأن انقطاع الدم أخذ فترة طويلة -يومين- وبالتالي تشعرين أن هذا ليس حيضًا.. احترت وتعبت كثيرا ولم أستطع حتى الآن التأكد.. لكن اليوم يعتبر اليوم 17 ولأوقف شعور الذنب اغتسلت ولكن لم أُعِد الصلوات السابقة حتى أتأكد هل يعتبر غسلي السابق صحيحا أم لا.. كل ما وجدته في موقعكم وعلى الإنترنت أنه يجب غلبة الظن في الطهر وأنا لا أدري هل يعتبر ما حصل معي غلبة ظن أم لا.. أشعر أنه لم يكن كذلك وأنني أنا من تريد أن يكون كذلك حتى لا أعيد الصلوات .. المشكلة أنني بعدما اغتسلت المرة الثانية وليس الأخيرة، قمت بإعادة الصلوات التي صليتها وأنا حائض ظنا مني أنه استحاضة وكانت كثيرة.. لكن الآن لو لم يكن غسلي هذا صحيحا فيجب علي إعادة صلوات كثيرة تقريبا أكثر من أسبوع.. فماذا أفعل؟؟
وكذلك وأنا أعيد الصلاة شعرت أنني لم أتوضأ ولكن لم أقطع صلاتي وأكملتها وقلت سأرى نعال الحمام -وأنتم بكرامة- إذا هي رطبة أم لا! وبالفعل وجدتها رطبة وارتحت لكن في اليوم التالي توضأت وبعد مضي ساعتين عدت للحمام ووجدتها رطبة ووسوست أن هذا ليس دليلا على أنني توضأت بالأمس!! إذا علي أن أعيد الصلاة!! لكني لم أعدها قلت سأذكر لكم ذلك أولا.
أنا أعرف أنه للإنسان العادي الذي يشك هل توضأ أم لا فعليه أن يعيد.. أما الموسوس لا يعيد أليس كذلك؟ حتى لو ظن أنه فعلا لم يتوضأ! المشكلة أنني أحيانا ينتابني شعور أني توضأت لكن لا أستطيع التذكر وبالتالي أشعر أنني أكذب على نفسي وأني لم أتوضأ ويجب علي إعادة الوضوء، وأحيانا أشعر لم أتوضأ أبدا.. سبق أن شعرت بذلك لكن أكون أستطيع تذكر شيء فعلته مثل بسملة، استنشاق، لكن هذه المرة لا! حتى أشهر أنني لم أكن مبللة وخرجت دون أن أتمسح.. وكذلك في الشهر الماضي حصل معي أمر مشابه، طهرت في اليوم العاشر وعادت الدورة في نفس اليوم وظننت أنها استحاضة وأظن أنني اعتبرتها حيضا واغتسلت في اليوم 11 أو 12 -للأسف نسيت الآن أن كنت اغتسلت أم لا لكن ربما اغتسلت ولا أدري ماذا أفعل مع هذا النسيان- ، ووجدت فتوى لابن باز يقول فيها أن على الفتاة أن تجلس عادتها وما زاد على ذلك من الدم -أظن قال بعد أن ترى الطهر- فهو استحاضة فأخذت بقوله ولكني وسوست في عدد أيام عادتي!!!!
قلت أنني في المتوسط 8 أيام وأغتسل في اليوم التاسع، لكن أحيانا في العاشر، ومرات ليست بالكثيرة 12 يوم، لكني لا أرى القصة البيضاء وبالتالي قلت لنفسي أن عادتي فعلا ربما 8 أيام لكن لأنني أوسوس في الطهر فأغتسل بعد ذلك سواء يوم أو يومين.. لكن لا أدري لأنه قرأت أن العادة عندما تزيد أاو تنقص يكون الشهر القادم عدد أيام الدورة هي العادة الجديدة.. إذا فأيام عادتي زادت مثلا، فكيف يكون صحيحا أن ما بعد العادة استحاضة وليس حيض ربما هو حيض فعلا بما أنه زادت الأيام فهمتم قصدي؟؟؟ أو أنني خلطت رأيين مع بعض؟؟ وبالتالي أخشى أن علي أن أعيد الصلاة.
وأنا في الشهر الماضي كنت أقنع نفسي مع محاولة التجاهل لذلك لم أغتسل ولكن الآن عادت لي الفكرة مرة أخرى ولا أستطيع تجاهلها.. ستكون علي صلوات كثيرة ربما 3 أسابيع.. وأيضًا أنا ولله الحمد أنجبت مرتين، وفي كل المرتين كان النفاس أكثر من 40 يوما.. وفيهم كلهم طهرت يوما ربما أو يومين بعد اليوم 30 وعاد قبل تمام الأربعين واستمر المرة الأولى 55 يوما، المرة الثانية 60 يوما، في تلك الأوقات بحث في الإنترنت عن هذا الأمر وارتحت لوجود أقوال أنه يستمر إلى 60 يوما،، لكني الآن وسوست لأنه الجمهور على أنه 40 يوم وما جاء بعده هو استحاضة.. ووجدت فتوى من موقع الإسلام سؤال وجواب ترد على فتاة حصل معها نفس الشيء وذكروا لها الأقوال وقالوا أن الأحوط أن تعيد الصلاة.. فهل هذا صحيح؟
أنا أعلم أن أسئلتي كثيرة وطويلة.. لكن لا أستطيع أن أسأل أحدا إلا أنتم بسبب أن أسئلتي مزعجة ولا أظن أن أحدا يريد أن أسأله..
بينما أنتم جزاكم الله خيرا وأعانكم تستمعون لنا بكل صبر وبكل صدر رحب الله يجعله في موازين أعمالكم ويوسع عليكم في كل أمور حياتكم.
5/2/2024
رد المستشار
الابنة المتابعة الفاضلة "غادة" أهلا وسهلا بك على موقعك مجانين وشكرا على ثقتك، ومتابعتك خدمة الاستشارات بالموقع.
أحسب أن كل أسئلتك هذه المتعلقة أغلبها بالتطهر من الحيض مرت علينا وأجابت معظمها د. رفيف الصباغ وعندنا 75 عنوانا يحمل كلمة حيض وغالبها موضوعه وسواس الطهر من الحيض، والأمر في الحقيقة أبسط كثيرا مما تتصورين صحيح أن الأمور تختلط على غالبية النساء من حين لآخر لكن المطلوب هو فقط أن تجتهد المرأة في تلمس الطهر... فما يغلب على ظنها تأخذ به، ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها، هذا الكلام لصحيحات العقل وليس للموسوسات يا "غادة".
أنت غير مكلفة بالتدقيق لأنك ستوسوسين كما عرفت نفسك دائما، والوسوسة تسقط التكليف، وهذا الحكم تنعم به من كان عندها فقط وسواس قهري واحد في معرفة الطهر من الحيض، فما بالك بموسوسة قحة مثلك؟ في مثل حالتك لا تطالبين بتغليب الظن أو غيره وإنما تتبعين الأيسر من بين الفتاوى.
وأكرر ما قالته لك د. رفيف من قبل (إن استطعت أن تطبقي هذا لوحدك، فبها ونعمت، وإن بقيت على نفس الحال، من التدقيق والسؤال، والقلق وتشويش البال، وانشغالك بالقيل والقال، فلا مفر من الذهاب إلى الطبيب.... الموقع دوره ينتهي هنا، ولا يمكنه بحال من الأحوال تقديم أفضل من هذه المساعدة وهذا الكلام، لا نستطيع أكثر من هذا، ولا يكلف الله نفسًا إلا وسعها.... وتكرار نفس الأسئلة علينا إضرار بعلاجك لأنه طلب طمأنة لا أكثر، والموقع مهمته إفادتك وليس إلحاق الضرر بك. وانشغالنا بطمأنتك سيكون على حساب أسئلة غيرك، وأنت لا ترضين هذا طبعًا).
وتضيف د. رفيف الصباغ: أهلا وسهلا يا "غادة" ببساطة: كل ما ترينه من دم ضمن ١٥ يوما فهو حيض، وافق عادتك أم لم يوافقها، وأما الطهر فقد ذكرته مرارا وتكرارا، يشمل البياض والصفرة التي ليس بها أثر الدم، ومن اعتادت أن ترى صفرة داكنة أثناء أيام طهرها، فيمكنها اعتبار هذا النوع من الصفرة طهرا، أي إذا رأتها اغتسلت وكان علامة على انتهاء الحيض بالنسبة لها.
والأمر كله مداره على الاجتهاد، فإذا اجتهدت وغلب على ظنك الطهر اغتسلت، وكفي عن محاولة تذكر ما سبق للتأكد من صحة اجتهادك، فإذا تبين خطأ اجتهادك بيقين هنالك تصححين أفعالك حسب اليقين الذي حصل لديك.... على أنه لابد من التباس الأمر على المرأة بين الفينة والأخرى، فلا تعلم رأسها من رجلها فتفعل ما في وسعها، ثم في غير الموسوسات تقضي ما شكت في تركه من الصلوات على احتمال أنه طهر....
يعني بلاء بنات حواء! والمهم ألا تأخذي الموضوع بتشنج ورعب، فلا يكلف الله نفسا إلا وسعها، ولو تبين لك الحال لما قصرت في تطبيق الحكم....
بالنسبة لأكثر مدة النفاس، قال الحنفية والحنابلة إنها ٤٠ يوما. وقال المالكية والشافعية إنها ٦٠ يوما. يعني لا يوجد غلبة لأحد القولين.
ومرة أخرى أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعينا بالتطورات.