أود طرح مشكلتي عليكم، لي صديقة من فترة طويلة، من أيام الدراسة، تعرَّفت عليها في وقت كنت فيه شبه منعزلة عن الجميع. لم يكن لي أصدقاء كثيرون. كنت في حاجة إلى صديقة تؤنسني، والحمد لله تعارفنا وتصادقنا معا.
الحقيقة أنني سعدت جدا بأنني لم أعد وحيدة قبل أن أتأكد من أننا سنكون صديقتين مناسبتين. بعد حوالي عام بدأت المشاكل بيننا، مع الوقت وجدت أننا مختلفتان في كل شيء؛ طريقة تفكيرها متسرعة، هذا إن فكرت أساسا، وأنا من النوع المتأني في قراراتي.
أصبحت تتصرف الكثير من التصرفات التي أنكرها. المأزق بدأ من وقت ما أصبحت شبه فارضة عليَّ أمورا كثيرة. لقد كنت أتصل بها أسبوعيا حتى لو كنا قد قضينا الأسبوع بأكمله معا. وإن لم أفعل تُظهر ضيقها وعدم رضاها.إن أردت أن أفعل أي شيء كأن أخرج أو أتقدم لوظيفة ما فلا بد أن أخبرها عن كل شيء، وأعلم أن الأصدقاء لابد أن يتشاركوا في أمور كثيرة، ولكن هناك فارقا أن تفعل شيئا تريده وآخر وأنت مجبر عليه.
ما أصبحت أشعر به هو أنني مجبرة على تلك العلاقة من الألف للياء. أنا أعاني من تلك الحالة منذ 3 سنوات. وطبعا أصبحت مشاعري تجاهها في غاية السوء. الحقيقة... الحمد لله لم أصل إلى مرحلة كراهيتها بعد، ولكن بعد الآلاف من الصدامات بيني وبينها أشعر أنني لا أستطيع أن أحبها بعد الآن.
نصل لنقطة جيدة: لم لا أتركها حتى أرتاح؟
أولا: لأنها إنسانة طيبة.
ثانيا: لأنها أورثتني من الشعور بالذنب ما يمنعني من إيلامها، خصوصا أنها حساسة جدا جدا، ودائما تشعرني أنها مصدومة فيّ لأنها تعاملني أفضل بكثير مما أعاملها. هي فعلا تعاملني جيدا وأفضل من أي أحد آخر، ولكن أود أن أعاملها بأسلوبي أنا، وليس أي أسلوب آخر.
في النهاية: أرجو ألا أكون أثقلت عليكم، ولكن أنا فعلا متعبة من كثرة المشاكل بيني وبينها،
وأتمنى أن تنصحوني ماذا أفعل معها بعد أن وصلت لدرجة عدم محبتها!!!
13/2/2024
رد المستشار
شكراً على مراسلتك الموقع.
استشارتك بصراحة لا علاقة لها بالطب النفسي، والموقع لا يقدم نصيحة وإنما يطرح وجهة نظر من بعد نفساني بحت بعد تحليل محتوى الاستشارة. صديقتك لم تراسل الموقع ولا أحد يعلم ما هي وجهة نظرها وإنما هناك وجهة نظرك أنت فقط. كذلك تفتقر الاستشارة إلى تفاصيل الخلاف مع صديقتك.
يلاحظ كل من يقرأ الاستشارة بأن هذه الصداقة لا مستقبل لها وتمسكك بها لسبب واحد وهو خوفك من العزلة لعدم وجود أصدقاء لك سواها، وأنت تشيرين إلى ذلك بكل وضوح. تنتقدين زميلتك بأنها كثيرة الحساسية ولكن ما تشير إليه استشارتك بأنك أكثر حساسية منها وتحاولين فرض أرائك والسيطرة عليها وهي بدورها لا تستجيب لك. تتحدثين كذلك عن صدامات عديدة جداً وبأنك تفتقرين الآن إلى مشاعر مودة تجاه صديقتك والاستنتاج الوحيد هو أن هذه الصداقة إن لم تكن تلفظ أنفاسها الأخيرة فهي صداقة لا خير فيها. تحاولين فرض أرائك عليها ومعاملتك لها تفتقر إلى المرونة واحترام وجهة نظرها والقبول بأي بعد سلبي فيها، وهذه ليست صداقة بصراحة.
ما أنت بحاجة إليه هو مراجعة نفسك وتعاملك مع الآخرين واستمرار الصداقة بينكما هو خوفك أنت من العزلة وكذلك تعاطف زميلتك معك.
وفقك الله.
واقرأ أيضًا:
تماثل أم تكامل؟ كيف أختار صديقة؟
أنا وصديقتي والعلاقات السامة!
صديقة عمري: ندمي وفراغ صبري!
نفس اجتماعي: صداقة Friendship