إخواني وأخواتي في الله، جزاكم الله خير ما يجازي به عباده المؤمنين على ما تقدمونه من نصح يتعدى نفعه صاحب المشكلة؛ ليشمل جميع رواد هذا الموقع بل يتعداهم بكثير (فأنا مثلاً أقوم بطباعة بعض المشاكل والحلول بشكل شبه دوري، وأقوم بمناقشتها مع مجموعة من الأصحاب لتعميم الفائدة)، أبدأ باستعراض وضعي وهو كالتالي: فأنا شاب جامعي (خريج الجامعة الأمريكية) من عائلة محافظة ومتدينة والحمد لله، عمري 35 سنة، متزوج منذ حوالي 5 سنوات من إحدى حوريات هذه الدنيا (ديناً وخلقاً وفهماً وجمالاً) عمرها 28 سنة جامعية (كلية الشريعة) وأهلها مثل أهلي، ورزقنا الله من البنات اثنتين (3.5 سنوات و3 أشهر)، ووضعي المادي ميسور،
مشكلتي تكمن في عدم صراحة زوجتي الكافية معي، وإشراكها لي في جميع شئوننا، وهذا بدأ منذ اليوم الأول للخطبة مع أنني كنت متنبهاً لهذا الأمر، وأذكر أنه في أول لقاء بيننا بعد الخطبة (كتب الكتاب) ركزت لها على أهمية أن تُبْنى علاقتنا على الصراحة والوضوح وأن يتحول تفكير كل واحد منا إلى "نحن" بدلاً من "أنا" ومظهر هذا الأمر كان أيام الخطبة (استمرت فترة خطبتنا 8 أشهر) بندرة كلامها خلال وجودي معها، وكنت أعتبر الأمر طبيعيًّا لحيائها، وأقول إن الأمر سيتغير مع مرور الزمن وبعد الزواج وبحسن معاملتي وصراحتي الكاملة وملاطفتي لها، إلا أن هذا لم يحدث إلى الآن مع أنني حاولت معها عدة طرق: ففي البداية بينت لها أهمية هذا الأمر لنا، وكنت أحاول جهدي أن أكون معها صريحًا لأبعد الحدود في جميع الأمور، ولم أكن أحاول أن أضغط عليها أو أحرجها بالأسئلة أو حتى أن أظهر لها امتعاضي من ذلك، ولما لم أفلح بذلك بدأت (منذ حوالي سنتين) في تغيير أسلوبي معها، حيث أصبحت أبدي لها امتعاضي من أي موقف لا تكون فيه صريحة، ولا أتكلم معها إذا لم تتكلم معي، مما أدى إلى تذمرها من هذا الأسلوب، ولكنه للأسف لم يؤدِّ للنتيجة المطلوبة،
أنا أعلم أنها متضايقة من هذا الأمر؛ لتأثيره السلبي عليَّ وعلى حياتنا، لكنها تقول عندما نتحدث بالموضوع: إنها بذلت كل ما تستطيع ولا يمكنها التغيير. أنا لا أطلب منها أن تكون مثلي في كل شيء، ولكنني لا أظن أن عندها الحد الأدنى من ذلك. ولتوضيح ما أقصده، بصراحة إنها لا تشركني في همومها وأفكارها، ولا تبدي رأيها في كثير من أمورنا الزوجية (مثلاً في ما تفضل أو لا تفضل من العلاقة الجنسية أو حتى في أمور بسيطة مثل نوع الأكل أو الخروج للزيارة أو غيره من الأمور). وكذلك أشعر أنها تخفي عني مشاعرها (غضب، وفرح، ورضا، وسخط) مع أنني كثيراً ما كنت أسألها عن ذلك.
بقي أن أقول: إن علاقتنا العاطفية ممتازة فأنا لا أشك في حبها لي.
أنتظر منكم النصيحة ولكم كل الشكر والعرفان
14/02/2024
رد المستشار
شكراً على مراسلتك الموقع.
سؤالك هو عن زوجتك ومشاكلها، ولكن المشكلة لا تكمن في زوجتك ولكن في استيعابك لشخصيتها ورغبتك في تغيير سلوكها.
شخصية زوجتك لم تتغير منذ فترة الخطوبة وبعد الزواج وحتى بعد تغير دورها من زوجة إلى زوجة وأم لطفلتين. لا يوجد أيضاً أي دليل على قرب حدوث مثل هذا التغيير في المستقبل. في نفس الوقت تتحدث في النصف الأول من رسالتك عن زوجتك واصفاً إياها بالكمال خلقاً وديناً وفهما وجمالاً، وهذا الوصف بحد ذاته يثير بعض علامات الاستفهام حول المشكلة الحقيقية التي دفعتك إلى الكتابة إلى الموقع الآن. كذلك ما هو واضح في رسالتك هو أن زوجتك توافقك الرأي في كل شيء، وربما تشعر وتقبل بخضوعها لك وسيطرتك عليها. هذا الشعور بالسيطرة عليها هو السبب في عدم إبداء الرأي حول العلاقة الزوجية وعدم رغبتها في مشاركتك همومها وآلامها.
عليك أن تكون صريحاً مع نفسك إن كنت تشعر بالضجر في الحياة الزوجية وهذا الضجر هو الذي دفعك لاستشارة الموقع. كذلك عليك أن تراجع نفسك وتفكر في الحد من السيطرة ومراقبة سلوك زوجتك، وفي نفس الوقت إن حدث تغيير في شخصيتها هل سيؤدي ذلك إلى تدهور الحياة الزوجية أو تحسنها. كذلك هناك الحاجة إلى أن تترك لزوجتك حرية اتخاذ القرار حول بعض الأمور في مختلف مجال الحياة الزوجية وتقبل برأيها بدون تردد.
وفقك الله.