أتمنى أن أجد حلا لمشكلتي، التي يعاني منها الكثير من بنات جيلي، وهي تأخر الزواج..
عمري 28 عاما، ملتزمة دينيا- والحمد لله- وأرتدي الحجاب، وأخاف الله.. أرغب في الارتباط برجل صالح مؤمن يخاف الله، أبني معه أسرة متواضعة وبسيطة صالحة؛ فهل هذا كثير؟
أبدو أصغر من عمري بكثير لدرجة أن من يراني لا يتصور أنني أنهيت الجامعة ومستعدة للزواج، لكن ضغوط الأهل كثيرة، ونظرات الناس أكثر، ولا اعتراض على ما كتبه الله لي!
أنا- والحمد لله- جيدة الشكل والجسم والأخلاق، وقد حاولت الزواج عبر مواقع الزواج الإسلامية، لكنني لا أستطيع أن أثق بالرجال، وكيف لي أن أتأكد من صلاح الرجل وخوفه من الله؟
فقد قابلت واحدا بهذه الطريقة وفي وجود والدتي طبعا، لكن اتضح لي أنه يحب الخروج مع البنات تحت غطاء الزواج، فقررت ألا أعيد التجربة أبدا، ولا أملك سوى التضرع بالدعاء إلى الله، عسى أن أجد لديكم الصبر والسلوان، والسلام عليكم.
10/2/2024
رد المستشار
الأخت الكريمة، ما زلت صغيرة فعلاً بمعايير هذا الزمان، ونحن نطمح أن يجد زوارنا لدينا ما هو أكثر من الصبر والسلوان بإذن الله، ولذلك نحن ننشر رسالتك لتكون تنبيها مجددًا لظاهرة تأخر زواج الفتيات، وهي المسألة التي تناولتها إجابات سابقة لنا منذ بدء انطلاق هذه الصفحة، وستجدين في هذه الإجابات تفهيمًا وتحليلاً يعين على الصبر، ويرشدك إلى بعض الأمور التي ربما تكون غائبة عن تفكيرك وتدبيرك.
إن الله لا يستحيي من الحق يا أختي، ونحن نوصي بوضوح أن تنزل المرأة للعمل المناسب لظروفها ومؤهلاتها العلمية، وأن تندرج في الأنشطة العامة اجتماعيًا وثقافيًا، وأن تنفتح على العالم، فتساهم هذه الأمور جميعًا في إنضاج شخصيتها، وتعديل صورتها التي تعتقدها عن نفسها، كما يساهم هذا في أن يعرفها الناس بشكل يتجاوز مجرد الشكل اللافت، أو المظهر اللامع.
إن الزواج محطة من محطات حركة الحياة، ولا أدري كيف يطلبه البعض، وهم منعزلون عن هذه الحركة؟!
ونحن محتاجون اليوم لكل جهد وطاقة، وحرام أن يتأخر أحد أو يضل الطريق، وحرام أن تعتقد المرأة المتعلمة المثقفة أن وجودها وعطاءها مرهون بالزواج، وإلا فلا! وهذا طبعًا مع تقديرنا للزواج، واحترامنا للأسرة.
الأخت الفاضلة، بالنسبة لقلق تأخر سن الزواج؛ يمكنك الرجوع إلى إجاباتنا السابقة في هذا الصدد. ومنها :
تأخر الزواج.. سحر البوال ووقف الحال!
تأخر سن الزواج… بين عالمي الغيب والشهادة!
تأخر الزواج.. والأخذ بالأسباب!
تأخر سن الزواج…على من نطلق الرصاص
تأخر الزواج: صوت عالٍ، وصدى أعلى
قبيل الانفجار: تأخر الزواج.. فضفضة موجعة!
تأخر الزواج جاهلية تحكمنا والكل يتغافل!
إن الزواج رزق، ويلزمه السعي، وهكذا ربط الله بين المقدمات والنتائج بالأسباب، وأمرنا بالأخذ بها عمرانًا للأرض، وإدارةً لعجلة الحياة، ومن ألطف ما تعلمناه في هذا الصدد حديث الحبيب (صلى الله عليه وسلم)، الذي قال فيه: "لو توكلتم على الله حق التوكل لرزقكم كما يرزق الطير، تغدو خماصًا، وتعود بطانًا".
فالله هو الذي يرزق الطير، ولكنها تتحرك طلبًا لهذا الرزق فتغدو، وتروح، ويكون للإنسان ثواب السعي، وعلى الله التكلان.. وتمنياتنا لك بالتوفيق.