مشكلتي تحيرني كثيرًا، وهي أنني عصبية كثيرًا، وأفكر في أي مشكلة تمر في حياتي كثيرًا، أحسب كل شيء للمستقبل بأعصاب مشدودة، ومع هذا كله عندما أغضب آكل ولا "ينحفني" كثرة التفكير، مع العلم عندي ولد واحد عمره أربع سنوات، وأنا أعمل وأيضًا عصبية في شغلي، ولا أتحمل أي أحد يتعصب عليّ. ولي صفة أن نبرة صوتي عالية، وهذا يزعج البعض مني . ولكم جزيل الشكر.
18/2/2024
رد المستشار
الأخت الكريمة، الانفعال الزائد شكوى شائعة بين النساء والرجال في ظروف الحياة الحديثة، ومشاكل الماديات. والظروف الصعبة التي تعيشها فلسطين تزيد من الضغوط والأعباء النفسية والواقعية.
وقد تكون العصبية طابعًا شخصيًّا يلازمك طيلة حياتك، وأحيانًا تكون أمرًا طارئًا يتعلق بمتغيرات بيولوجية جسمانية، أو توترات جانبية أو ذهنية، أو ضغوط جديدة، والمهم معرفة السبب ليكون العلاج.
زيادة إفراز الغدة "جار الدرقية": مثلاً يؤدي إلى زيادة شعور الإنسان بالقلق والتوتر مع أعراض أخرى من أشهرها بروز العينين، وهو عرض قد يظهر مبكرًا أو يتأخر، واضطراب بعض هرمونات الأنوثة أيضًا له علاقة بالحالة النفسية، فإذا تأكد لدينا أن الأسباب ليست بيولوجية بعد إجراء الفحوص اللازمة لإثبات ذلك أو نفيه، وأدركنا أن السبب نفسي خالص سواء كان قديمًا في الشخصية، أو حديثًا مع تزايد الضغوط أو تناقص القدرة على الاحتمال تكون هذه الخطوط جميعًا مفتوحة للعمل عليها.
ويحتاج الأمر إلى تدريب يتضمن تعهدًا يوميًا يأخذه الإنسان على نفسه بتحسين هذه الصفة، ثم مراقبة ذاتية على مر الساعات والدقائق؛ ومن ثم تكون المحاسبة بما تتضمن من مكافأة على الإنجاز، ومعاقبة على التقصير، ودور الرفيق زوجًا كان أو صديقة يبدو هامًا ومساعدًا في المراقبة، وفي اقتسام الهموم، والمشاركة في ضغوط الحياة، ويبدو الترويح والترفيه إجازة ذهنية ونفسية من إيقاع التوترات والقلق.
ويلزم بذل جهد في التقليل من أثر الضغوط اليومية ببعض التغاضي، وأحيانًا التجاهل لكثير مما يبدو صغائر لا تستحق أن يغدو الإنسان مهمومًا بها.
الأمر يحتاج إلى صبر وجهد ووقت، والنجاح البسيط يغري بالاستمرار فيه، واستشارة الطبيب لنفي العنصر البيولوجي هي بند أساسي على طريق العلاج
واقرئي أيضًا:
فرط العصبية وسرعة الانفعال
الاكتئاب والغضب : أصبحت عصبية!
عصبيتي المفرطة: ألها حل سحري؟
أنا والعصبية: ساعات وساعات!
ملف البدانة والنحافة