السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
بارك الله بكم يا آل "مجانين دوت كوم"، وجزاكم خير ما يجزي عباده الصالحين، لقد أصبحتم منارات لنا نهتدي بها في دروب هذه الحياة المظلمة.
أختي صاحبة مشكلة " خائنه فذبحها: الإفك الإلكتروني"، يعلم الله وحده كم حزنت لأجلك.. لأجل ما أصابك.. ولأجل أطفالك، ولي كلمة واحدة فقط أريد أن أقولها لك: الآن.. وبعد أن سُدت في وجهك كل الأبواب اتجهي للباب الوحيد الذي لا يغلق أبدا، باب الله عز وجل، وأنا واثقة مليون في المائة أنه لن يتأخر أبدا عن عونك حين يرى صدق التجائك إليه وتذللك بين يديه، جرّبي ولن تندمي، بل بالعكس ستدعين لي بعد هذه التجربة، وستدعين لآل هذا الموقع الأكارم.
أختي، وكأن الله تعالى يقول لك الآن: ها.. من لك الآن غيري؟.. مش تيجي بقا؟!! "ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق". إنه يدعوك.. فلا تخجلي من تلبية دعوته، ولا تترددي، ولا تسمحي لذنوبك أن تعيقك عن الوصول إليه.. ومن منا بلا ذنوب؟ .. ولكن المهم هو المسارعة في التوبة والصدق فيها.
وأنا أوافق الدكتور أحمد الرأي تماما في حاجتك أن تلجئي لطبيب نفساني يساعدك على التخلص من اكتئابك إن وجد؛ لأن الاكتئاب يتغلغل في النفس دون أن تشعري به إلى أن يكبلك بقيوده الثقيلة من المشاعر السلبية التي ستشل حياتك.
ولكن نصيحتي: حاولي أن يكون طبيبك النفسي من الذين يربطون الطب النفسي بالدين؛ ففي هذه الحالة سيكون تقيا وستثقين به بسرعة وإن شاء الله سيكتب الله لك الشفاء على يديه، وإذا كان الدين وحده واللجوء إلى الله يمكن أن يساعد في الأزمات النفسية... فكيف بالعلم مع الدين؟ أعانك الله وثبتك وشافاك وهداك وإيانا دائماً.. آمين.
والآن أوجه كلامي إلى الدكتور أحمد.. ردك وتحليلك لأسباب مشكلة أختنا أكثر من رائع. والآن إلى الرد على تساؤلاتك يا سيدي الفاضل..
أولا أحب أن أقول: أنا يئست قبل أن أبدأ من إصلاح أوضاع المتزوجين وتحسين علاقاتهم ببعضهم، ولكن محاولاتكم الحثيثة في هذا الموقع ترفع معنوياتي وتعطيني المزيد من الدعم المعنوي والتشجيع لمواصلة أو بالأصح لبدء هذه المحاولات التي أملي الوحيد في نجاحها هو الله عز وجل ثم مساعدتكم.
1- لماذا يا ترى تتسع الفجوة بين الزوجين؛ فيصبح الغريب أقرب منالا وألطف اتصالا؟! وهل يصعب على آدم العربي فعلا أن يمدح زوجته بما فيها، أو يجاملها بما ليس فيها، بينما يكون خفيف الدم عذْب الحديث في الشات أو الهاتف؟!
لأن الزوج لا يرى من هذا الغريب إلا وجهه الحسن.. أما من زوجته فهو يراها في كل تقلباتها، وبالتالي فهو يراها عندما تكون منكوشة الشعر وهي تنظف البيت، ويراها عندما تكون متعطرة برائحة اللحم والبصل بعد الطبخ، ويراها وهي منكدة المزاج؛ إذ من المستحيل أن يبقى الإنسان 24 ساعة على حالة مزاجية واحدة من الفرفشة والحبور، ويراها ويراها... وهذا يثير في نفسه استخفافا بها، مع أن الأولى أن يقدّر جهودها التي تبذلها وعمرها الذي تفنيه على كرسي الكي وفوق حوض غسيل الأطباق.
الرجل –مع احترامي للمحترمين فقط من الرجال وما أقلّهم– للأسف الشديد أناني.. يبتسم في وجه من يستحق الابتسام.. ومن هو الذي برأيه يستحق الابتسام؟ من يقدم له شيئا ما، أو متعة ما، أو فكاهة ما؛ ولهذا نجده يبتسم في وجه زميلته الموظفة لماذا؟ لأنها لابسة ومتشيكة ومجهزة نفسها ساعتين أمام المرآة ولبقة في حديثها لأنها مرتاحة.. أما زوجته التي تصرف الساعات في تدبير أمور البيت والأولاد فهذه لا تستحق إلا الاستخفاف وعدم التقدير؛ لأنها قصّرت في حقه.. ووالله لا أدري من أين جئت يا آدم بهذا الحق: حق أن تكون حواؤك مسخرة فقط لتسليتك ومتعتك وكأن ليس لها شخصية أو مشاعر أو مشاكل أو مزاج.
أنا طبعا لا أوافق على أن تهمل الزوجة نفسها تماما، ولكن لكل مقام مقال؛ فليس من الممكن أن تكون الزوجة على سنجة عشرة 24 ساعة.. لو أنك أيها الزوج تريدها كذلك فأحضر لها طباخة وشغالة.. هذا هو العدل، وليس أن يكون نصيبها منك بعد هذا التعب أن تشمئز منها، وحتى لا أظلم الرجال فليس كل الرجال كذلك، ولكن الغالبية العظمى منهم كذلك، للأسف.
2- لماذا تستسلم حواء العربية سريعا للشعور بالفشل والوحدة، والحاجة إلى التعويض، والبحث عن مساحة ظل بديلة حين لا يمد زوجها ظل كنفه وحبه عليها جهلا أو تجاهلا، بخلا أو ذكورية أو فقر تعبير وعجز حنان؟! وهي لماذا يصعب عليها تفجير ينابيع عطائه، وتنشيط غدد مشاعره، كما فعلت أول مرة حين أوقعت به فتزوجها؟! هل هو فخ الاعتياد أم عجز التجديد؟!
تستسلم حواء بسهولة وسريعا للشعور بالفشل والوحدة، والحاجة إلى التعويض؛ لأن هذه المسكينة تكون قد خرجت من بيت أهلها وهي تحلم بالبيت الذي ستسكن فيه (وأقصد بالسكن معناه الشامل: النفسي والمادي.. وليس مجرد المأوى ومكان المبيت ولملمة الأغراض المبعثرة) وبالرجل الذي ستحبه ويحبها ويعوّضها عن سنوات القهر والظلم والحرمان التي عاشتها في بيت أهلها غالبا؛ أي تخرج من بيت أهلها وهي منهكة القوى أصلا، وعندما تأتيها هذه الصدمة الأخيرة تكون كالقشة التي قصمت ظهر البعير.. فتنهار.
حواء العربية لا تؤسس إيمانيا ولا عاطفيا ولا نفسيا في بيت أهلها بشكل سليم.. فكيف تطلبون منها أن تواجه مواقف الحياة بشكل سليم؟! لماذا يصعب عليها تفجير ينابيع عطائه وتنشيط غدد مشاعره؟! لأنها في المرة الأولى لم تكن مجروحة من آدم، أي أن قلبها كان لا يزال غضا نابضا بحبه وبالأمل في السعادة معه، ولكن بعد صدمة الواقع لا تتماسك ولا تعرف كيف تتصرف فتستسلم للشعور بالفشل، وهذا موقف سلبي من مشكلتها بدلا من أن تواجه الأزمة بشجاعة وقوة وإيجابية؛ فتغير زوجها وتفجر ينابيع عطائه.. كيف نطلب منها أن تكون إيجابية وقد تربت دهرا على أن تكون سلبية لم يعلمها أحد أصلا معنى الإيجابية ولا كيف يتم تحقيقها؟!
3- لماذا تظل على قدرتها في الاصطياد والإغواء، ومنح المشاعر، ومغازلة الخيال مع الغريب بينما تصاب بالسكتة الإبداعية وقلة الحيلة والبرودة والعجز العاطفي والقرف والعزوف عن المواصلة مع شريك الحياة والفراش؟!!
لأن شريك الحياة أصابها بكل هذه الأمور بمواقفه السيئة منها فلم تعد تشعر تجاهه بأي رغبة في إرضائه بل هي حتى لم تعد تهتم به، أما الغريب فهو لا يزال محتفظا بحبال الود معها ولم يقطعها بسكين أنانيته وغروره؛ ولذلك تبقى حواء معه على طبيعتها المعطاءة، وهذه هي حواء الطفلة التي تعامل الآخرين بردود أفعال وليس عن تفكير واع وقرار مسبق، وهذا النوع من حواء يمثل 49% من حواءات مجتمعنا.
أما حواء الناضجة فهي أحد أمرين:
إما أن تفعل ذلك مع الغريب ولا تفعله مع زوجها نكاية بزوجها، أي كنوع من الانتقام تلحقه بزوجها الذي خذلها، وهذا النوع يمثل 49% أيضا من حواءات المجتمع، أو أن تكون عاقلة رزينة واعية تتصرف بحكمة ووعي، وتعرف كيف تواصل حياتها مع شريكها حتى ولو بدر منه ما يسيء لها، وهذا النوع من حواء قليل جدا، فهو النسبة المتبقية من النسب السابقة!! طبعا هذه الأرقام ليست بناء على إحصائيات رسمية، بل بناء على رأيي الشخصي الذي كوّنته من خلال من رأيتهن من حواءات حولي.
4- ولماذا يضِنُّ آدم بكلمة تشجيع أو تدليل أو اهتمام، أو مكالمة أو حتى رسالة بالمحمول يقول فيها لزوجته فقط: أحبك، وأريد أن أطمئن عليك؟! كيف أنت؟! وكل النساء يتشابهن في الحاجة والظمأ للإعجاب!!
لأن هناك مقولة عجيبة يَنصحُ بها من شاخوا في الزواج المقدمين عليه، وهي: انتبه من أمر خطير جدا.. إذا دلّلت زوجتك وأظهرت لها الرعاية أو الحب فإنها ستطمع ولن تستطيع بعد ذلك أن "تشكمها"!! (وكأنه يشتري بهيمة ليضعها في إسطبله الذي سيعج بعد قليل بالعجول الصغار – آسفة لهذا التشبيه ولكن هذا ما يحدث في الواقع).
وإياك ثم إياك أن تمدح طبيخها مهما كان لذيذا.. إذا كان طبيخها جيدا فهذا في صالحها لأنها ستتجنب به لومك وتقريعك، أما حين تسيء في أمر ما فاحذر أن تفوّته لها، لا بد أن تقيم القيامة فوق رأسها حتى تتعلم أن هناك رجلا في البيت "هي سايبة"!!
وهكذا تظل المسكينة طوال عمرها تسعى لاهثة لتتجنب غضب رجلها، وتنسى في غمرة ذلك حاجتها للكلمة الرقيقة التي تشعل حماسها لمتابعة الحياة؛ فتنزوي شيئا فشيئا إلى أن يأتي صياد قلوب محروقة على الشات فتقع فريسة له في يومين.. مثلا.. أو تموت كمدا وغيظا.
أنا لا أنكر أن هناك شريحة لا بأس بها من النساء من النوع المتسلط التي فعلا إذا أعطاها زوجها الكلمة الطيبة والمديح لما تفعله فإنها تتمادى في دهس حقوقه وتحويلها إلى حقوق لها، ولكن ما أريد قوله هو: لماذا يا آدم تحكم على حوّائك مسبقا بأنها من هذا النوع؟!! ألا يمكن أن تكون من النوع الثاني من النساء التي بالكلمة الحلوة تفني عمرها في سبيل إرضائك؟!! "اصطفل.. أنت الخاسر"
5- لماذا يرتمي العاقل في براثن الشبكة اللعوب؟! ولماذا تخلع العفيفة بعض ثيابها أو كلها ثم تقفز عارية في هذا السديم فيبتلعها مثل الملايين؟! هل الجنون لحظة أم درجات بعضها لا يحتاج سوى ضغطة زر؟! وهل فقدان الدعم الأصلي وغياب الاهتمام بشيء هادف تبدو أسبابا كافية لكل هذه المحنة؟!!
فقدان الدعم الأصلي وغياب الاهتمام بشيء هي الأهداف المباشرة لهذه المحنة، ولكن تكمن وراءها أسباب وأسباب من غياب الفهم الديني الصحيح والتربية السليمة والنفسية القوية والأخلاق الثابتة، أشياء كثيرة تحتاج إلى الكثير والكثير من الجهد لتصبح العفيفة قادرة على التحكم بنفسها مهما كان الضغط الواقع عليها شديدا وخانقا.
والآن أحب أن أنهي هذه الإجابات بكلمة أخيرة طالما أننا نبعد الله عز وجل عن أن يكون إلهنا، ونتخذ إلها آخر هو أهواؤنا وأمزجتنا، إذن ستظل يا دكتور تتساءل الكثير من مثل هذه الأسئلة. وطالما أنه لا هدف لنا من زيجاتنا إلا تحقيق ما تريده الأنا والأنا فقط.. إذن فلا عجب أن يكون هذا هو حال أسرنا وبيوتنا.
أنا لا أضع اللوم كله على آدم بمفرده ولا على حواء بمفردها، بل كلاهما شريك في المسؤولية عن هذه الأوضاع المأساوية التي تعاني منها بيوتنا، وبالتالي كلاهما شريك في المسؤولية عن الحالة التي وصلت إليها مجتمعاتنا وأمتنا. وطالما أنه لا يوجد هدف حقيقي مشترك يسعى آدم وحواؤه وأسرتهما لتحقيقه.. إذن ستظل نزعات الأنانية تتجاذبهما يمنة ويسرة إلى أن تدمر حياتهما.. لا أقصد بالهدف الحقيقي تحصيل كم أكبر من النقود لتلبية مطالب الأسرة بشكل أفضل ولا كل هذه الأمور الدنيوية.. ما أقصده بالهدف الحقيقي الهدف الذي لا ينتهي، الهدف الذي يشمل الدنيا والآخرة؛ أي العمل على إصلاح هذه الدنيا لتصلح الآخرة حتى يدخلا الجنة. هل صادفتك يا سيدي الفاضل في كل حياتك المهنية حالة زوجين دمرهما الشجار والنزاع مع أن هدفهما في هذه الحياة هدف واحد: دخول الجنة.
عندما يكون الطموح عاليا هكذا، وعندما يكون الله تعالى موجودا دائما في عقل الزوجين وفي ضميرهما إذن لا مشاكل، ليس لأنها لن تحدث، بل لأن كليهما سيسعى جاهدا لحلها بما يرضي الطرف الآخر؛ وذلك لأنه بهذا يرضي الله ويكون من المحسنين.
طالما أن الله تعالى بمنهجه الحقيقي مغيب عن سلم أولوياتنا في الحياة، إذن لن أكمل، فلم أعد أجد ما أقوله، لم يعد الكلام ذا نفع أمام ما نرى في نشرات الأخبار!!
أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه.
19/2/2024
رد المستشار
قلنا قبل ذلك، وأكرر بسرور: إن التفاعل بين السائل والمجيب والمشارك هو الذي صنع من صفحتنا هذه شيئا متميزا يشهد به البعيد قبل القريب، ويحسدنا عليه من لا يستطيعه؛ فالحمد لله وحده، والشكر لكم جميعا.
أتحدى مجددًا أن هناك مساحة حوار بالعربية تغوص في قضايانا وأوجاعنا بمثل ما تغوص هذه الصفحة، ومن يعرف غير ذلك فأرجو أن يدلني عليه لنقيم جسورًا بين الجادين؛ فيقترب الأمل في غد أفضل.
أختي المشاركة، مسافة كبيرة رأيتها وما زلت أكتشفها يوما بعد يوم بين الكلام والعمل، بين القول بالأخلاق وسمو الهدف ووضوح الغاية ثم اضطراب الخطوات أو نفاد الصبر، والسقوط عند أول اختبار حقيقي؛ لتتضح أمامي يوما بعد يوم أن امتحانات الدنيا ليست بالبساطة التي يظنها البعض، وأن مقولات أسلافنا لم تكن مجرد لغو أو ألاعيب لفظية؛ ففي مطلع شبابي لفت انتباهي قولهم: لا تعجب لمن هلك كيف هلك، ولكن أعجب لمن نجا كيف نجا!! وأذكر أيضا قولهم: الناس هلكى إلا المؤمنين، والمؤمنون هلكى إلا العالمين، والعالمون هلكى إلا العاملين، والعاملون هلكى إلا المخلصين، والمخلصون على خطر عظيم!!
وأتفق معك بشأن متانة العلاقة بالله سبحانه، وأن هذا هو السد المنيع، والعاصم الأكيد من كل القواصم، ولكن السير على الصراط المستقيم دون الوقوع يمينا أو يسارا أو التورط في السكك الفرعية الملتبسة الملونة بتزيين الأبالسة أمر لا يعرفه أو يمارسه إلا أولو العزم، وكثير منهم أتقياء أخفياء لا نعلمهم، والله وحده يعلمهم، نسأله سبحانه الستر والعافية في الدنيا والآخرة.
أذكرك أن الإنسان في نهاية المطاف هو محصلة ما يفعله بنفسه، وما يقبله، وما يكونه لا ما يفعله الآخرون به، وكل فاعل يتحمل مسؤوليته دون الانتقاص من مسؤوليات الآخرين؛ فلا يكفي الاستسلام لمقولة ضعف تكوين حواء العربية في بيتها -رغم أنني أتفق مع هذا، وكتبت عنه من قبل- ولا يكفي الاستسلام لجفاء بعض الرجال أو سخفهم أو جهلهم بمعاملة النساء.
لا يكفي أن ترى حواء نفسها مجرد دمية يضعها الناس هنا أو هناك، فإذا سألها أحد: لماذا أنت هنا؟! ردت: وضعوني، وتركوني!! خطير ومؤسف أن يرى بعضنا المرأة كالبهيمة -كما تقولين- والأخطر أن حواء -إلا من رحم ربي- ترى نفسها كذلك حتى إن حصلت على حريتها كاملة فإنها تعود باللوم حين تقع على سائمها: زوجا كان أو أخا أو أبا، مهم وجميل أن نلوم الرجال على تقصيرهم، ولكن حواء لن تكون كما يريدها الله سبحانه إلا إذا تحررت هي بنفسها، ومن داخلها، ونظرت إلى كيانها ووجودها بوصفها مسؤولة عما تصل إليه أنه لن يفيدها أن تقف أمام الله عارية تتلفت بحثا عن سائمها لتضع طائرها في عنقه!!
نحن مع حواء في تحطيم كل ما يحول دون أن يكون طائرها في عنقها، وأحيانا سنكون معها وضدها -في نفس الوقت- حين تلعب لعبة الاختباء خلف الرجل، وقلة الحيلة، والهروب من المسؤولية.
أنا معك متألم من أجل أختنا صاحبة المشكلة، ولكنني رغم ألمي معها أجدني معجبا بفروسيتها حين تحملت مسؤوليتها بشجاعة، ولم تمارس لعبة الاختباء، وصحيح أنها دفعت الثمن غاليا، ولكن للحرية والإنسانية ثمن تهرب من دفعه ملايين الخائنات المنتقمات أو المراهقات.
صحيح أن أختنا قد خسرت أشياء، لكنها ربحت احترامها لنفسها ودفعت ثمن ذلك، وهي نقطة بدء غالية وثمينة يمكن البناء عليها، ونحن جميعا معها والله معنا والله معنا. قد أشكو إلى الله من سلوك العديد من رجالنا، ولكن حواء لن تكون جديرة بإنسانيتها إلا إذا كفت عن لعب دور الفتاة الهشة.. ضحية أسرتها أو الزوجة المجروحة بطعنات إهمال زوجها، أو الفريسة السهلة التي تنتظر "صائد القلوب المحترقة" في غرف الشات، وأشكرك على هذا التصوير الدقيق.
وأقول لك عن خبرة وتجربة بأن إقناع الرجال بإدراك المرأة ومعاملتها كإنسان حر ومسؤول هو أمر أسهل -رغم صعوبته- من إقناع حواء نفسها بأن تدرك نفسها كذلك وتتحمل أعباءها في التكوين والممارسة، ولنا عودة لهذه القضية من خلال قصة زوجة أرسلتها لتشرح لكم ولنا وقائع علاقة حب دخلتها مع استمرار علاقتها بزوجها.